اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > ارتكبت أكبر غلطة في حياتها!

ارتكبت أكبر غلطة في حياتها!

نشر في: 6 إبريل, 2015: 12:01 ص

بغداد / المدى
منذ سنوات بعيدة ، عندما تزوجت (ف) من استاذ جامعي اصطحبها الى ليبيا ليعمل في احدى جامعاتها . ظلت معه هناك سنوات طويلة ، عاشا معا اجمل ايام عمرهما ، لكن السعادة لا تكتمل دائما، فقد رزقهما الله المال ولم يرزقهما بالاولاد . لم يعترض الزوجا

بغداد / المدى

منذ سنوات بعيدة ، عندما تزوجت (ف) من استاذ جامعي اصطحبها الى ليبيا ليعمل في احدى جامعاتها . ظلت معه هناك سنوات طويلة ، عاشا معا اجمل ايام عمرهما ، لكن السعادة لا تكتمل دائما، فقد رزقهما الله المال ولم يرزقهما بالاولاد . لم يعترض الزوجان على ارادة الخالق وعاشا في سعادة بالغة حتى مات الزوج قبل سنوات ، عندما واجهته ازمة قلبية عنيفة وعادت الزوجة من الغربة الى ارض الوطن ، اشترت بيتا محترما في حي زيونة اثثته بافخر الاثاث وعاشت فيه وحيدة حتى وصلت الى سن الستين ، كان تقاعد زوجها يكفيها وقبله الذكريات الجميلة !
الايام تمر بسرعة ، واصبح الراتب التقاعدي لا يكفي مع زيادة الاسعار . فكرت (ف) بفتح محل خياطة مجاور لبيتها تعمل فيه وتعين عاملة لمساعدتها في اعمال الخياطة ، وفي اسابيع تم اكتمال الفكرة وفتحت (ف) المحل واصبح يزدحم بالنسوة من جميع المستويات ، وفي احد الايام اتصل بها شخص يطلب منها مساعدته بالبحث عن خياطة لاسرة عربية محافظة تسكن بغداد ، وبعد الاستفسار منه عن مكان الاسرة دعته الى المحل للاتفاق على العمل سوية في هذا المجال . وفي اليوم التالي كان الرجل امام باب محلها ، فتحت السيدة المسنة الباب فوجدت امامها شابا في اوائل الاربعينات من عمره ، وسيم ، اسمر ، شعره اسود ناعم . قال لها انه (ع) الذي تكلم معها امس بالموبايل بخصوص العائلة العربية والعمل معها في مجال الخياطة ، دخل (ع) البيت وبدأ يتفحصه بعينيه !... ارتابت فيه (ف) فسألته عن الاسرة العربية التي سوف تأتي للخياطة عندها ، فاجابها وهو يبتسم انه يعتبر نفسه مدير اعمالهم ، وبدأ يتحدث عن اسلوب التعامل مع هذه الاسرة العربية والاجور التي سوف تأخذها منهم وعن خبراتها في مجال الخياطة والتفصيل . وبعد حديث دام نحو ساعتين استطاع خلالها الفوز بثقة السيدة المسنة ، وفي لحظة غيّر حديثه وبدأ يحدثها عن حياته ونفسه اخبرها بانه وحيد رغم انه يملك الكثير من المال وناجح في عمله الا انه لا يشعر بالسعادة ، وفجأة امطر الرجل كلاما معسولا على مسامع السيدة (ف) وباح لها بانه ارتاح لكلامها ! عدة مقابلات بينهما اشعرها بانه الشخص المناسب لها في هذه المرحلة ، ثم عرض عليها فكرة الزواج . وكانت مفاجأة للسيدة (ف) ، حاولت ان تفيق من الحلم الذي عاشته فكيف ستتزوج بمن يصغرها عمرا بأكمله ؟ طلبت منه الخروج حتى تفكر في هذا الموضوع جيدا . لم تنم (ف) طوال الليل ، يبدو ان هذا الرجل الغريب لمس وترا حساسا بداخلها فهي وحيدة لا سند لها، لا أخوات ولا اخوة ، الجميع غادروا الحياة او غادروا البلد الى الخارج ! في نفس الوقت خفق قلبها بشدة نحو هذا الرجل الساحر الواثق من نفسه ، صاحب الكلام المعسول ! بعد اسبوع كان هناك من يطرق باب الدار ، تفتح (ف) باب بيتها لتجد امامها (ع) يرتدي بدلة جميلة ويحمل في يديه علبة حلويات ، ومن خلفه يقف رجل قصير وسمين ولديه لحية قصيرة علمت بعد ذلك انه عمه وخلفهما سيدة مسنة علمت أنها عمة (ع) وهي تسكن في مدينة اليرموك كانت السيدة (ف) في قمة سعادتها فسوف تكون بعد قليل عروسا، ترددت في البداية وفي النهاية انتزع (ع) منها الموافقة على اتمام الزواج ، لكن (ف) فاجأت الجميع واصرت على ان يكون الزواج عند السيد حتى لا تخسر راتب زوجها التقاعدي ، وبعد ايام تم عقد الزواج ، وتزوجت (ف) وعاشت اجمل ليلة في عمرها مع هذا الرجل الغريب . في صباح احد الايام فوجئت به يستعد للخروج من البيت قال لها انه سوف يسافر الى اربيل للحصول على مبالغ من عمل تجاري هنالك واستلام حصة من التجار ، تركها بالبيت ثمانية ايام وحدها لم تخرج من البيت طوال هذا الفترة . عندما عاد (ع) اليها استطاع ان يخدرها بكلامه مرة اخرى ، بعدها بايام فاتحها في موضوع بيع البيت وشراء محل وشقة في شارع اخر اكبر واجمل من هذا المحل الصغير ، ابدت الزوجة موافقتها على بيع البيت وبالفعل اعلن الزوج عن بيع البيت وحضر اليها اناس كثيرون منهم سيدة شابة تريد شراء البيت مع المحل ، اتفق معها على السعر امام الزوجة العجوز واعطته مبلغا كمقدم وطلبت السيدة اخلاء البيت من الاثاث قبل كتابة العقد ! في اليوم التالي حضر (ع) ومعه عمال وسيارة حمل كبيرة وبدأوا بنقل اثاث البيت وتحميله بالسيارة ، والسيدة المسنة ترى كل ذلك امامها ولا تتحرك كأنها في حلم عاجزة عن التفكير . وفي اقل من ثلاث ساعات كان البيت قد فرغ من اثاثه وترك (ع) زوجته (ف) وحدها بالبيت ولم يترك لها سوى ملابس وفراش صغير تنام فيه على الارض . تركها طوال النهار لا تعرف ماذا تفعل ، لكنه حضر مساء ومعه عمه وناموا على الارض وتركوها تنام في غرفة اخرى ! عندما استيقظت (ع) من النوم لم تجد زوجها وعمه ، جن جنونها وايقنت وقتها أنها وقعت ضحية نصاب وحيال محترف . ذهبت الى مركز الشرطة وسجلت شكوى ضد زوجها لبيعه اثاث البيت ! ثم ذهبت الى الشركة التي يعمل فيها (ع) واستفسرت عن زوجها فوجدت انه مفصول منها منذ اشهر لسرقته امانات موضوعة في القاصة ! ... رجعت الى بيتها وهي غير مصدقة لما سمعته عن زوجها من الشركة وصاحبها ، بحثت (ف) عن زوجها في كل مكان ، طلبته على هاتفه المحمول رد عليها خاله وقال لها لقد باع (ع) الاثاث في مزادين في منطقة الاسكان . انهارت السيدة (ف) وجاءت الى مركز الشرطة مرة ثانية لتشكو حالها الى ضابط التحقيق ، تطرق اخر امل لديها فالزوج الحيال سرق قلبها واثاث بيتها وحليها الذهبية وما تملكه طيلة ثلاثين سنة عاشت بالغربة . اشترت ذهبا وحليا واثاثا جميلة ونفيسة ... كل شيء ذهب ، سرقه زوجها النصاب الذي لا يزال هاربا وتبحث عنه الشرطة ولكن بدون جدوى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د .سالم حميد

    لم تخطىء في فكرة الزواج كمبدأ لأنها بالفعل كانت بحاجة الى شريك وانسان في حياتها الخالية من البشر .. لكنها تسرعت في اتخاذ قرار الموافقة في الزواج وكذلك بيع الممتلكات.. كان عليها الاستفسار وجمع المعلومات ..

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram