ما يجري الان في العراق وما جرى منذ حزيزان 2014 ودخول داعش واستلابه محافظات ومدنا عراقية كان نقطة تحول اخرى في عراق ما بعد 2003 والتغيير السياسي الذي حصل. تلك النقطة ولدت نقاطا اخرى كثيرة من راس السطر والصفحة الى اخرهما. بالنتجية بعد شهور عدة من الصرا
ما يجري الان في العراق وما جرى منذ حزيزان 2014 ودخول داعش واستلابه محافظات ومدنا عراقية كان نقطة تحول اخرى في عراق ما بعد 2003 والتغيير السياسي الذي حصل. تلك النقطة ولدت نقاطا اخرى كثيرة من راس السطر والصفحة الى اخرهما. بالنتجية بعد شهور عدة من الصراع باشكاله المختلفة في تلك المدن وما يجاورها بل شتى مدن العراق وما رافقه من احداث واشكالات عدة من عملية التهجير والنزوح الى لحظة تشكيل الحشد الوطني ودخول ابناء العشائر في المدن المسلوبة ضمن القوات الامنية التي تستعد لاستعادة تلك المدن من عصابات داعش الاجرامية، كل هذه الاحداث ولدت تساؤلا عن كيف سيكون شكل العراق في مرحلة ما بعد داعش. عن هذا الامر، اقيمت طاولة مستديرة كان ضيوفها, د. شيرزاد النجار/ جامعة صلاح الدين، د. عامر حسن الفياض/ جامعة النهرين. د. حسين الهنداوي/ كاتب. ئالا معتصم / باحثة في ستراتيجيات بناء السلام وتحويل الصراعات. والاعلامي رافد جبوري. ادار الجلسة وقدم لها د. هشام داود.
السؤال الذي وجه : هل ان عراق ما بعد داعش هو عراق لدواعش اخرين ؟
الدولة ضعيفة
في مستهل كلمته قال د. شيرزاد النجار: ان عملية بناء الدولة في العراق لم تكتمل بعد، فالشعب اقوى من الحكومة, وهناك عدة امور يجب ان تكون في عملية بناء الدولة منها ما يتعلق بالشرعية اضافة الى العوامل الثقافية. مضيفا: فمصادر بناء الدولة هي الحاجة من الداخل اضافة الى الضغط من الخارج وان بناء الدولة يتم بمشاركة جميع المكونات في اختيار شكل الدولة ، ففي العراق الدولة ضعيفة و يجب اعطاء قوة لها من خلال تقوية المؤسسات التابعة لها والتي يجب ان تبنى بطريقة جديدة ومغايرة لما كانت عليه في المراحل السابقة من عمر التغيير.
تدابير اقتصادية
اما د. عامر حسن فياض فقد بين انه بعد 2003 حُكم العراق بمعادلة هي بين تاريخ الشمولية وبناء الدولة المدنية , فالعملية السياسية اصطدمت بعقبات هي 1- العوز التشريعي 2- العوق المؤسساتي3-العجز الخدماتي 4- العبث بالامن العام 5- العقم الانتاجي 6- العطب المعرفي 7- انعدام الوطنية. موضحا ان جميع هذه العقبات يتحملها رجالات السياسية الذين جاءوا عن طريق الصدفة او القوة او الوراثة فهم يفتقرون الى الخبرة السياسية اضافة الى انهم لا يفقهون بالاولويات ويمتازون بالوضوح في الجوانب الثانوية فهم خبراء في التدمير جهلاء في التعمير يحسنون التناحر ويجيدون الانفعال ويغفلون عن التفاعل وهم يشيطنون الاخر.
الفياض اوضح ان المعالجة تتم من خلال وضع اولوية للتدبير الامني يرافقه تدبير اقتصادي وهو ما سيؤدي الى تحويل الافراد من اتباع الى مواطنين، كما يجب ان تكون هنالك مصالحة وطنية حقيقية وتهشيم لكل بنى المحاصصة الطائفية والطائفية السياسية وغيرها من مسميات شاعت ما بعد التغيير.
بناء دولة جديدة
فيما قال الكاتب والاعلامي د. حسين الهنداوي: اذا كانت العملية السياسية تحمل وعدا لبناء دولة فان داعش لا يحمل سوى الموت ، فداعش اهلك الحرث والنسل فيجب علينا ان نبتعد عن العائق الكبير المتمثل بالمحاصصة الطائفية كما يجب ان يكون هنالك منهاج جديد من قبل الكتل السياسية لبناء الدولة اضافة الى نموذج لصورة الدولة والابتعاد عن بناء دولة دكتاتورية بصورة ديمقراطية.
التصحر والإرهاب
من جانبها تحدثت السيدة ئالا معتصم علي / باحثة في ستراتيجيات بناء السلام وتحويل الصراعات عن دراسة قامت بها عن اوجه التشابه و الاختلاف في النزاع في الانبار ونينوى. مبينة : في محافظة الانبار هنالك عنف تنظيمي اضافة الى العادات والتقاليد والجانب الديني واللاعدالة في توزيع الثروات كذلك قلة التعليم والفساد الاداري والمالي والعنف على اساس الوضع الاجتماعي والزواج خارج المحكمة اضافة الى تفسير مصطلح الكرامة بطريقة خاصة. مسترسلة: اما فيما يخص اسباب العنف في محافظة نينوى فتعود الى ظاهرة التصحر التي دفعت اغلب العوائل التي تقطن في مناطق غرب الموصل الى النزوح الى المناطق المدنية ما سهل لابناء تلك العوائل النازحة الانخراط في الجماعات الارهابية كونهم لايجدون فرصة عمل ولا يمتلكون اية مهنة تسهل لهم من ايجاد تلك الفرصة فمعظهم كان يمتهن الزراعة والرعي اضافة الى غياب العدالة الانتقالية فعملية حل الجيش واجتثاث البعث سهلت من وجود بيئة خصبة للجماعات الارهابية . مع المعاملة غير اللائقة من قبل بعض العناصر الامنية لابناء محافظة نينوى ومدينة الموصل بشكل خاص. هذا الامر ولد شرخا كبيرا في العلاقة التي يفترض ان تكون بصور افضل واطار وطني.
حكومة كبيرة ودولة ضعيفة
من جهته اوضح الاعلامي رافد جبوري المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء: من الواضح ان القوى الكبرى المتمثلة بالتحالف الدولي ترى ان هنالك تحديا كبيرا بعد مرحلة داعش وما سيتولد من احداث بعد تحرير المدن المستلبة. معترضا على مصطلح ان هنالك دواعش اخرين. مستطردا: الاعلام الغربي والفرنسي بشكل خاص قد استخدم كلمة داعش وهذا ما ساهم في خلق صورة ايجابية عن الاسلام اي ان داعش لا تمت للاسلام بصلة. واضاف جبوري: فالعراق لديه حكومة كبيرة ودولة ضعيفة نحن بحاجة الى اعادة هيكلة الدولة خصوصا فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي وهذا ما يتطلب وقتا كبيرا فيمزانية البلد ميزانية ريعية تعتمد بشكل كبير على الصادرات النفطية اضافة الى وجود اعداد كبيرة ممن يتقاضون رواتب من الدولة يصلون الى 6 ملايين بين موظف ومتقاعد حيث يبلغ عدد المتقاعدين 2 مليون متقاعد اضافة الى 4 ملايين موظف.
الصناعة الوطنية
ربما تشكل مرحلة ما بعد داعش هما اخر للكثير لكن الامر ليس بصعوبة وجود داعش فاي اشكال اخر يمكن حله لو وضع داخل المجهر الوطني واسس الحوار البناء الرامي لصناعة دولة مدنية متحضرة قوية شعبا وحكومة وجيشاً. بالتالي يمكن تنشيط كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي الذي يشكل الحلقة الاولى في مرحلة ما بعد داعش مع اهمية فتح قنوات الحوار والتواصل الاجتماعي اولا قبل اي قنوات اخرى سياسية كانت او دينية فاي خطوة باتجاه التقدم في هذه الحوارات ربما تصطدم بعقبات وخلافات سابقة تعيد الامر الى ماكان عليه. بالتالي الحوار الاجتماعي والتواصل بين فئات وطبقات وشرائح المجمتع المختلفة حلقة مهمة ومفصلية ربما تسهم في جعل القوى السياسية والدينية تقبل بالرضوخ الى ما ينتج عن ذلك التواصل. مع اهمية اعادة الروح وتنشط الصناعة الوطنية والعمل على احياء المصانع والمعامل المتوافقة عن الانتاج. بالتالي ستكون هذه الصناعات الوطنية في متناول كل ابناء البلد من اقصاه الى اقصاه.
باب النقاش
متداخل: ماهومصير دستور 2005 في عراق ما بعد داعش؟
د . شيرزاد النجار: دستور عام 2005 كتب بظروف استثنائية وفي وقت قياسي فكان هنالك الحاح من قبل الاميركان على اكماله بسرعة وفي هذا الدستور عدد من الالغام وان طريقة الحكم الحالية لا تتم من خلاله بل عن طريق التوافقات السياسية اما فيما يخص مستقبل هذا الدستور فهو مستقبل مجهول.
متداخل: ماهو دور الدولة في كبح جماح الطائفية في عراق ما بعد داعش؟
رافد جبوري: هنالك مشروع لقانون تجريم الطائفية واتمنى له ان يرى النور قريبا وسوف يسهم بشكل فعال في القضاء على الطائفية .
متداخل:هل هنالك خطة متكاملة لاستعادة ثقة الناس في المناطق التي يتواجد فيها داعش؟
رافد جبوري: الخطط غير كافية لاستعادة ثقة الناس في هذه المناطق وعلى الدولة ان تقوم بأعمال تبين حسن نيتها تجاه المواطنين في تلك المناطق وهو ما سيسهم في استعادة الثقة المفقودة.
متداخل: هل الشعب يقوم بصناعة الدولة ام الدولة تقوم بصناعة الشعب؟
د . عامر حسن فياض: هنالك رأيان لهذا المسالة الاول رأي فرنسي وهو ان الشعوب تصنع الدولة اما الرأي الالماني فهو ان الدولة تصنع الشعوب وكلاهما له تفسير خاص بهذا الشأن.
متداخل: ماهو دور الدولة في القضاء على كل ما يدعو الى العنف؟
ئالا معتصم علي: علينا اولا ان نعمل على تطبيق السلامة المستدامة وهي ما ينقص المؤسسات التي تختص بهذا الشأن فاذا ما تم تطبيق كل ما يتعلق بالسلامة المستدامة بعدها يمكننا ان نقوم بالقضاء على كل اشكال الدعوة الى العنف.