اسمحوا لي ان أُعيد نشر خبر قديم على حضراتكم، خبر ربما لا يتذكره كثيرون اليوم، قبل اربع سنوات بالتمام والكمال، أعلنت وزارة النقل أن ملاكاتها شرّعت بأعمال المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الكبير الذي سيستغرق انجازه بالكامل ما لا يقل عن 4 سنوات وبكلفة تتجاوز 2,8 مليار دولار أميركي.
وفي تصريحاتٍ لإذاعة العراق الحر، أوضح الناطق باسم الوزارة أن الملاكات الفنية والهندسية للوزارة باشرت ألاعمال الخاصة بالبنى التحتية للمشروع مؤكدا "أن البدء بإنشاء ميناء الفاو لكبير بات أمرا لا رجعة عنه".
وقبل هذا الخبر بعامين خرج علينا السيد علي الدباغ ايام كان يتولى امارة الناطقية بتصريح قال فيه: قرر مجلس الوزراء المصادقة على تنفيذ مشروع الفاو الكبير، ولم ينس أمير "الناطقية" ان يخبرنا كما العادة بان هذا المشروع سيضاف الى سلسلة المشاريع الاستراتيجية التي ستنفذها الحكومة خلال هذا العام.. اتمنى عليكم ان لاتنسوا أن العام كان 2009.
وبعد هذا التصريح بايام خرج علينا السيد رئيس الوزراء انذاك نوري المالكي بتصريح ساخن يعلن فيه ان العمل في ميناء الفاو يسير بوتيرة سريعة، وان الحكومة مهتمة بتنفيذ جميع المشاريع التي من شأنها رفع مستوى العراق الاقتصادي.
ولعلّ البعض منكم يتذكر التصريحات "الهادرة" للنائبة عالية نصيف التي نفتقدها هذه الايام، وهي تخبرنا من أن ميناء الفاو سيكون شوكة بعيون الاعداء ممن لا يريدون الخير والتقدم لهذه البلاد"، ولا داعي لأن أُعيد على مسامع حضراتكم، تصريح وزير النقل انذاك أكد "بعظمة لسانه " أن "أغلب الاعمال في ميناء الفاو الكبير ستنجز نهاية العام الجاري" واتمنى عليكم ان لا يذهب بكم الخيال فتتوهمون ان العام الذي يقصده السيد العامري هو عام 2015، لا يا سادة انه عام 2013.
سيقول البعض " يا رجل " لماذا تبحث في اخبار الساسة والمسؤولين، دع الماضي وشأنه وحدِّثنا عن الحاضر؟
سنتحدث عن الحاضر إذن، قبل اسبوع أصدر الامير السعيد علي حاتم السليمان، بيانا يعلن فيه استعداده التام للانضمام الى عاصفة الحزم باليمن
الامير " رعاه الله " اكتشف ان المعركة مع داعش تدار على ارض صنعاء وليس الانبار.
خطباء العراق ينافس أحدهما الآخر: الأول لايريد ان يعترف بانه المتسبب في الخراب الذي نعيشه كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة، والثاني يعتقد ان الناس بلا ذاكرة، وتنسى انه هرب من مواجهة الارهاب، والثالث والرابع والخامس ووو، مهمتهم الوحيدة التشويش على الثروات التي سُرقت من هذه البلاد المنكوبة بعقم الساسة وجهلهم، وحُوِّلت إلى مصارف عمان ودبي ولندن، هذه الأرقام المرعبة في اعداد الضحايا، وفي المليارات التي تبخرت، يصرّ البعض على أنها ليست مسؤولية الحكومة السابقة والتي سبقتها، هذه تراكمات عهود مضت.
كنت قد قرأت قبل اشهر كتابا طريفا عن خطب الساسة منذ عصور اليونان ومرورا بهتلر، وانتهاء بصاحب الكتاب الاخضر، يقول فيه مؤلفه "اثناء تدريسي لمادة السياسة في جامعة هارفرد كان الطلبة يسألونني دائما: لماذا لا يثق احد بأي عهد أو وعد يقطعه سياسي على نفسه".
يروي الكاتب انه عاد إلى قراءة نصوص الخطب والتصريحات للعديد من الرؤساء والساسة، فخرج بنتيجة تقول ان السياسة، مثل الحروب، مجرد مستنقع ينشر الاوبئة.
والان ياسادة، لمن كان مسؤولونا يتحدثون خلال الاعوام الماضية؟ على مَن كانوا يكذبون؟ على العراقيين المغلوبين على امرهم، أم على المهجرين في خيام البؤس، أم على العالم أجمع؟
قبل، وبعد، وفي اثناء حديث المالكي
[post-views]
نشر في: 5 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
لماذا تبرء ساحة المواطن وتقول مغلوب على امره الم يذهب بحريته وارادته لينتخب وبعد ماعرف حقيقة الامر وانحراف هؤلاء الذين صوت لهم لماذا لايحرك ساكنا تعرف لماذا ياسيدي لانه عاجز ويائس ومتردد واتكالي فيستحق مايعانيه لانه قبل بالذل والهوان الاجدر بك ان تحملهم
كمال يلدو
شكرا جزيلا لك ولقلمك الصادق. نعم، لقد وضعنا في زمن يراد لنا ان نشهد على المهازل، وأن لا نتفوه بشئ، بل فقط نهز رؤسنا، إما تعجبا أو بالرفض أو بالموافقة .....أو بماذا؟ رائع انت استاذ علي حسين