يعود بنا تاريخ الاخفاقات الإدارية في ميدان الرياضة الى أزمنة غابرة بصور مستنسخة لم نستفد منها أو نتخذها دروساً كي لا نلدغ من ذات الجحر مرتين ! وكم من بطولة انسابت من بين ايدينا ونحن نلهث خلف عقد المدرب وتجميع اللاعبين وتأمين المعسكرات التدريبية والمباريات الودية وايقاف الدوري فيما يكون عامل الوقت قد تجاوزنا الى الضفة الأخرى بعد ان دخلنا في زمن البطولة ولا يتبقى لنا سوى الرهان على الغيرة والدعاء الى الله للخروج بأقل الخسائر او حدوث معجزة ربما أجاد بها التاريخ لصالحنا غير مرة ؟
الحقيقة ان ما دعاني الى اعادة هذه التحذيرات التي ندركها جميعا بعد ان عايشناها مرات ومرات هو الوضوح التام لمدرب منتخبنا الوطني الكابتن أكرم سلمان والمدرب المساعد نزار أشرف بأن يتماشى البرنامج التدريبي طويل الأمد للمنتخب مع عمل الاتحاد الساند مبكراً في تأمين حضور اللاعبين واقامة المباريات الودية والمعسكرات الخارجية فقد فصل الملاك التدريبي للمنتخب نظام التصفيات المقبلة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وأمم آسيا 2019 باستيعاب كبير وحرفة سايرت برنامج الإعداد والأكثر أهمية في الطرح شرحهم ودراستهم للفائدة من المباريات الودية التي رفعت من اسهم المنتخب في تصنيف (فيفا الشهري) وما استفدنا من ذلك بوقوفنا على رأس المجموعات من بين الكبار في آسيا وما تمنحنا من افضلية في عدم مواجهة الفرق القوية كل ذلك تم تسجيله بدقة والتعامل معه حتى في اختيار الفرق التي سنواجهها ودياً واعتقد ان الملاك التدريبي قدم ما لديه من رؤيا مهمة للتحضير طالما أردنا الإنجاز وما تبقى هو عمل لجان الاتحاد التي يجب عليها مصارعة الزمن من اجل تكامل البرنامج فنيا واداريا ولا نبقى أسرى ظروفنا الحرجة !
ومن بين اخطر الملفات التي يعاني منها الملاك التدريبي للمنتخب مشكلة دوري الكرة للموسم الحالي وضرورة الانتهاء منه قبل حزيران المقبل أسوة بدول العالم الأخرى وأن لا يبقى دورينا الماراثوني مستداماً كما في السنوات السابقة حيث لم يقدم اتحاد الكرة الى الآن تصوراته حيال هذا الموضوع وأبقى على تصريحاته مرنة الى حدود بعيدة حول تمكن الاتحاد من علاج الموقف ولا نعلم ما الآليات التي ستتبع يضاف الى ذلك ملف اللاعبين المغتربين ومفاتحة انديتهم واختيار ملعبنا في دولة اخرى كون تصفيات المونديال تقام بطريقة الذهاب والإياب والتي نمني النفس أن يكون الاختيار صحيحاً وموضوعياً في هذه التصفيات باختيار دولة تتواجد فيها جاليات عراقية كبيرة واجواء مناسبة للمباريات نريد من كل ذلك ان لا تعاد علينا اسطوانة الاخفاقات الادارية وحلم الوصول الى المونديال مرة أخرى يجب ان تكون اعداداته دقيقة جداً ولا تحتمل التأجيل والتأويل كما يجب ان تكون لغة التصريحات الاعلامية مهنية بمن يتصدى للمهمة ولا تتشتت التصريحات هنا وهناك لكل من انتسب الى الاتحاد ليعلن على هواه ويفتعل ما يريد من أزمات ستسبب مشاكل للمنتخب وملاكه التدريبي الذي نعول عليه الكثير ولنا ثقة كبيرة بان الامور لو سارت معهم بصورة طبيعية سلسة فإن منتخبنا بتشكيلته الرائعة ووفرة نجومه في الداخل والخارج سيتمكن من إعادة إنجاز 1986 في مونديال روسيا المقبل.
تحضيرات الأسود المبكرة
[post-views]
نشر في: 7 إبريل, 2015: 09:01 م