يقول الخبر الاول إن أردوغان وروحاني متفقان على انهاء الحرب في اليمن، ويؤكد الخبر الثاني ان طهران وانقرة تدعوان لحل سياسي للملفات الإقليمية، أما الخبر الثالث وليس الاخير فيشرح لنا كيف ان الجانبين بحثا مطولا الازمة السورية.. الخبر الاخير ذو شأن خاص حيث يسعى من خلاله صاحب قصر انقرة الى زيادة حجم التبادل التجاري مع البازار الايراني ليتجاوز الـ 40 مليار دولار.
يا سادة مبروك ونتمنى ان تتجاوزوا عتبة المئة مليار دولار، لكن ماذا عن بلاد ما بين النهرين؟ وما مصير الساحات التي تمتلئ بصور قادة ايران؟ وماذا عن الساسة الذين يعتبرون أردوغان اقرب اليهم من حبل الوريد، لست خبيرا في الشؤون الدولية، ولا في استراتيجيات الدول الصاعدة نحو النووي، لكني اقول واصر على القول أن تدخل الجيران في شؤون العراق كان السبب في ان نحظى بالمراكز الاولى لعدد المشردين، الحمد لله فقد تجاوزنا فلسطين التي ظلت لعقود تحتفظ بالرقم العالمي، ودخلنا موسوعة غينيس في اعداد القتلى والجرحى.
طبعا لا أحد يمكن له أن يصادر حق ايران في ان تدافع عن مصالحها القومية، ولا اعتقد ان مهمتنا الانتقاص من سعي تركيا الى لعب دور كبير في منطقة الشرق الاوسط، ولكنني أسأل ساستنا الافاضل، لماذا يرتضون ان يلعبوا دوما دور التابع؟ ولماذا تظهر العقوق ونكران الجميل للعراق فقط؟
يسأل رولان دوما وزير الخارجية الفرنسي الاشهر، في مذكراته التي اطلق عليها اسم "دفاتر اليوميات" ان كان الجنرال ديغول يغار من شهرة تشرشل كما نشرت احدى الصحف، ويجيب دوما ان الجنرال كان يؤكد ان معرفة نوايا الحلفاء اهم من معرفة خطط الاعداء.
ياسادة العراقي يحتاج ليكون ساذجا تماما وربما فاقدا للذاكرة لأقصى درجة ليصدق "الاسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن الأمن وحماية الحدود وتدخل دول الجوار، فالناس تدرك جيدا أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة، ويدركون أن كثيرا من السياسيين لهم قدم في العراق وأخرى في إحدى دول الجوار، وان البعض من الأحزاب السياسية ساهمت في اختراق الأمن الوطني للعراق.
اثنا عشر عاما والبعض لايريد للعراق ان يتغير، الذي يصرون على تغييره هو الأدوار التي يلعبونها بين الحين والاخر، والنتيجة اننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ ايام والجميع سعيد بان اوباما امتدح ايران، والحواس متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان اردوغان في طهران، ولكن، مَن يعرف على وجه الضبط لماذا يغيب العراق من طاولة المحادثات، ولكنه يحضر في ساحات القتال ومع السيارات المفخخة التي تأتينا من كل حدب وصوب، ومَن يعرف إذا كانت سوريا ستنسى انها ذات يوم اصرت على ان تسقط النظام السياسي الجديد في العراق، لانه خطر على امنها كما اخبرنا وزير خارجيتها ذات يوم؟
لا يهم. سوف نعرف في المستقبل، فالآن نحن منقسمون البعض منا يصفق للحوثيين والاخر يشد على يد اصحاب عاصفة الحزم، هل سنظل غارقين في القضايا الكبرى، كالعلاقة المستقبلية بين طهران وانقرة؟ أم سندخل عصر القضايا البسيطة، كتوفير الامن والامان، وفرص العمل لالاف العاطلين؟ دعونا من خرافة الاستثمار والبناء.
اليوم فجأة نرى أمامنا روحاني يقبل وجنتي اردوغان، وداود اوغلو يصافح امراء السعودية، ونرى اليد الايرانية في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول ان تتجاهلنا، تصر على ان لا يرحل " البغدادي " عن حدودنا إلى أي مكان اخر.
العراق بين قبلات اردوغان وروحاني
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2015: 09:01 م