أثار شريط فيديو تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي عن مبايعة عدد من رؤساء عشائر الموصل لمسلحي (داعش ) تناحرات كلامية بين المعلقين تجاوزت حدود التعقل والوطنية وخاضت في وحل الطائفية والتعصب وكان الاعتدال بينها شحيحا والحديث باسم الوطن غائبا لدرجة ان ( الفيسبوك ) تحول الى نقمة بعد ان اعتبره العراقيون نعمة ألهتهم عن الضجر والتشكي من ظروفهم المضطربة دائما ...
ذكرني هذا الموقف بماكان يحدث خلال حكم الرئيس المخلوع صدام حسين وكيف كان العراق كله يخرج لمبايعته من الشمال الى الجنوب وتعلن صناديق الاستفتاء التي كانت تقوم على سؤال معروفة اجابته سلفا ( هل تؤيد بقاء الرئيس الحالي ) ان نسبة الاجابة بـ(نعم ) تبلغ 100% رغم ان اكثر من نصف العراقيين كتقدير نسبي يفضلون كتابة كلمة (لا) ، ثم تبدأ الاحتفالات المفروضة على الشعب فيخرج الطلبة والموظفون وابناء القوات المسلحة واغلب شرائح المجتمع العراقي لتحية (القائد ) والمباركة بفوزه الساحق في (الاستفتاء ) الوهمي ، ويعبرون عن ذلك بالهتاف والتصفيق والرقص والاهازيج ، اما شيوخ العشائر الذين جعل من التركيز على دورهم القيادي لعشائرهم تقليدا اعاد به الروح العشائرية التي بددتها المدنية في وقت ما فقد اصبح استقباله لهم في قصره تقليدا ايضا يشمل القاء الشعر والاهازيج و( الهوسات ) ولم يتخلف عن ذلك التقليد أي من شيوخ العشائر في جميع انحاء العراق رغم مقت اغلبهم للنظام السابق ..
يقول الامام علي (ع) :" لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق " واذن كان على رؤساء العشائر ألا يطيعوا المخلوق حتى لو كان في مثل بطش (صدام ) او وحشية (داعش ) لكن الحديث النبوي الشريف يقول :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" واذن فقائد العشيرة ( شيخها ) هو راعيها وهو المسؤول عن سلامة وحياة ابنائها ....من هنا نفهم ان شيوخ الأمس واليوم ليسوا مخيرين في ولائهم للطغاة لأنهم يحقنون بذلك دماء ابنائهم ولهم من الحكمة مايجعلهم ينتظرون الوقت المناسب ليقولوا ماقاله الامام (محمد باقر الصدر ) " الجماهير اقوى من الطغاة " وهوماستثبته الأيام المقبلة حين تبدأ عملية تحرير الموصل لأن وقوفهم مع الجيش وقتها هو الذي سيحدد ان كان ولائهم لـ(داعش ) حقيقيا ام جاء عن تهديد وتخويف ...
لن نعتب على من ارغم على احناء رأسه للعاصفة لتمر دون خسائر فادحة لكننا نعتب على من أحنى رأسه مختارا لمن استرخص الدم العراقي واستباح الشرف العراقي ودمرآثار الحضارة العراقية ..ونعتب ايضا على مرتادي ( الفيس بوك ) الذين يكدسون الحطب ويلقونه على نار(الطائفية ) ليزدونها اشتعالا ...على المرء ان يكون منصفا وان لم يكن قادرا على ذلك فليحاول على الاقل ان يؤجل احكامه بانتظار المرحلة المقبلة ...مرحلة (مابعد داعش ) ...ولنا فيها كلام آخر ..
جميع التعليقات 1
سعد
احسنتي ست عدوية على مقالك الرائع فان الطائفيين كثر ومع الاسف يصبون الزيت على النار بكلمات مقيتة تؤجج الطائفية والله انهم والقتلة وجهان لعملة واحدة ومع الاسف الشديد نرى نساء يستخدمون نفس النفس الطائفي والمفروض بالمراة ان تكون رقيقة وتحب الحياة لكن مع الاسف