لقد أمضى الفنان خليل شوقي جلَّ عمرة فنانا مبدعا وإنسانا رعى العديد من المواهب الفنية الشابة، وكان أبا لأسرة فنية متميزة. ومارس حضوره كممثل ومخرج على خشبة المسرح لأكثر من خمسين عاما خدمة للفن العراقي. وقد ارتبط اسمه وتاريخه بأهم فرقة للمسرح العراقي هي
لقد أمضى الفنان خليل شوقي جلَّ عمرة فنانا مبدعا وإنسانا رعى العديد من المواهب الفنية الشابة، وكان أبا لأسرة فنية متميزة. ومارس حضوره كممثل ومخرج على خشبة المسرح لأكثر من خمسين عاما خدمة للفن العراقي. وقد ارتبط اسمه وتاريخه بأهم فرقة للمسرح العراقي هي "فرقة المسرح الفني الحديث" فقدم فيها أعمالا مسرحية وسينمائية ما تزال جزءا مهما من ذاكرة الفنانين والنقد. كما مثل العراق في الكثير من مهرجانات الفن المسرحي، فأصبح بجهده علما من أعلام الثقافة العراقية. وواحدا ممن يركن إليهم الرأي في التتبع والتوثيق. ويوم قرر مغادرة العراق بعيدا عن ثقافة السلطة ومسرحها، كان يعي تماما أن هجرته هي إنقاذ الفن العراقي من السقوط في دائرة السلطة وتوجهاتها الشوفينية، وعندما حل في الصحراء الهولندية الخضراء مهاجرا لم ينقطع عن مواصلة العطاء سواء برعايته المنظمات الثقافية، أو بحضوره المميز فيها.
من يرى الفنان خليل شوقي على المسرح أو في التلفزيون، يرى الشخصية الشعبية العراقية الناقدة شخصية " أبو الجراوية" الصوت الشعبي السياسي، كما يرى شخصية العامل في مصانعه، الصوت السياسي الفاعل، ويرى شخصية الموظف البسيط، الصوت الأكثر حضورا في الذاكرة العراقية. فالفنان خليل شوقي لغة وسلوكا وثقافة وتجسيدا. فنان مشبع الجسد والثقافة بالروح الشعبي العراقي.
وبعد، فخليل شوقي ليس فنان مسرح أو سينما أو تلفزيون فقط ، فهو كما قلت حقلٌ من الزرع اخضر: أنتج أسرة فنية معروفة، وأنتج ثقافة فنية مقروءة ومشاهدة ومسموعة. وهو أيضاً كاتب قصة، وكاتب مسرح وسينارست ، ومخرج، وله بعد ذلك صوت غناء عذب، وصداقة لا تمل لجلسات الأحبة، ، يُقرؤك تاريخ المدن والأزقة والعادات والشخصيات والثقافة الشعبية، فإذا أردت أن تقرأ بغداد تقرؤها في لسان وذاكرة خليل شوقي. وإذا أردت أن تسمع عن العادات والتقليد فأساله فهو فنان ممتلئ حد الإشباع بالعراق.
وما دمنا لا نكتب هنا التاريخ، بل نستنهضه، سنظل نجد في الفنان خليل شوقي الصورة المبهجة التي تعيد إلينا ما انغمر في طمي الحروب، و دفن تحت جروف المقابر،وما غُيب في المنافي ليعود إلينا بصور عن عراقنا الذي نتهك حد الموت، والذي عُذب حد السادية.