رصدت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن التوترات بين إيران والسعودية تعمقت الخميس مع انتقاد القادة الإيرانيين الحملة السعودية الجوية المستمرة في اليمن، وحتى توجيه الإهانات الشخصية للأمير السعودي الذي يقود المعركة. وأشارت الصحيفة إلى أن المرشد الأعلى آية الله

رصدت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن التوترات بين إيران والسعودية تعمقت الخميس مع انتقاد القادة الإيرانيين الحملة السعودية الجوية المستمرة في اليمن، وحتى توجيه الإهانات الشخصية للأمير السعودي الذي يقود المعركة. وأشارت الصحيفة إلى أن المرشد الأعلى آية الله على خامنئي ندد بالضربات السعودية، ووصفها بأنها جريمة وإبادة جماعية، في حين أن كل التعنيف للسعودية كان منصبا على أن حربها في اليمن ستفشل. ولفتت الصحيفة إلى تحذير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإيران من دعمها للحوثيين في اليمن، وذلك فى أول اتهام أمريكي صريح لطهران بتقديمها مساعدة عسكرية للحوثيين. وقال كيري في مقابلة تلفزيونية، إن واشنطن لن تقف في الوقت الذي يتم فيه هدم استقرار المنطقة، مضيفا أن هناك إمدادات واضحة تأتي من إيران، وأن هناك عددا من الرحلات الجوية كل أسبوع تحلق هناك، ونتعقب تلك الرحلات ونعرف هذا، وندرك هذا الدعم الذي تقدمه إيران لليمن. وقالت السعودية إنها تقصف الحوثيين لأنها تراهم أداة للنفوذ الإيراني، إلا أن الدبلوماسيين الغربيين والخبراء المستقلين قالوا إنه في حين أن إيران دعمت الحوثيين ماليا، لكن ليست لها سيطرة مباشرة على الجماعة. وقالت نيويورك تايمز إن الإهانات والتهديدات المتبادلة الخميس أثارت المخاوف من أن الصراع اليمني قد يزيد من اشتعال المنافسة بين قوتين إقليميتين ذات ثقل، وهما إيران والسعودية، اللتين تقاتلان بعضهما البعض بالفعل من خلال وكلاء طائفيين في سوريا وفي صراعات أخرى أقل علنية عبر العراق ولبنان والبحرين. ويشير بعض المحللين إلى أن المعركة لأجل اليمن ربما تزيد من تعقيد السياسات الحساسية لاتفاق القوى الغربية مع إيران لتقييد برنامجها النووي. إلا أن آخرين قالوا إن الاتفاق شجع إيران على استعراض عضلاتها ضد السعودية. وقال مايكل ستيفينز، رئيس المعهد الملكي للخدمات المتحدة في الدوحة، إن الإيرانيين يعرفون أنهم يحققون فوزا. وبدا أن جون كيري قد اضطر للتعبير عن توازن صعب، لطمأنة السعودية والحلفاء الآخرين بشأن الدعم الأمريكي ضد إيران دون استعداء المتشددين في طهران بما يكفي لتأجيج المعارضة للاتفاق النووي. لكن تصريحات آية الله خامنئى زادت من مستوى التحدي. ففي انتقاد نادر لخصم إيران ، قال إن السعودية تبتعد عن تاريخ من العمل بكرامة في الشؤون الخارجية، مضيفا أن شبابا ليست لهم خبرة تولوا شؤون الدولة ويغيرون الكرامة بالهمجية. ووصفت الصحيفة تلك التصريحات بأنها لكمة لوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الذي يقول الدبلوماسيون السعوديون إنه في سن الثلاثين. كما أنه نجل الملك سلمان. ويقول مايكل ستيفنز، إن التصريحات الشائكة غير العادية من خامنئي هدفها على ما يبدو الاستفزاز وإشعال الوضع، وأشار إلى أن الأمر كما لو أن الإيرانيين يصطادون السعوديين في محاولة لإيجاد كل نقطة ضغط لجعلهم يشعرون بالعجز، ثم يتراجعون مرة أخرى ويشاهدون تدخل السعوديين بشكل أعمق. لكنه أضاف أنه في نفس الوقت يبعث الإيرانيون برسالة لدعم الحلفاء اليمنيين. وقال إنهم قرروا أن يثبتوا أنهم مستعدين للوقوف خلف الحوثيين. ويقدم الإيرانيين نوعا من الضمانات لحلفائهم بأنه مهما حدث، سيضمنون أن يكون الحوثيون على طاولة المفاوضات. بينما أصدرت السعودية تحذيرها الخاص لإيران بالقول إن سفينتين حربيتين إيرانيتين وصلتا مؤخرا لسواحل اليمن، وينبغي مغادرة المياه اليمنية. وحذرت من أنه لو كانت السفينتان تسعيان لتقديم مساعدات للحوثيين، فإن التحالف له الحق في الرد المناسب.