TOP

جريدة المدى > عام > نساءٌ مغتصبات ورجالٌ قتلة وأطفالٌ للبيع..الإيزيديون ضحايا العصر والتطرف الديني

نساءٌ مغتصبات ورجالٌ قتلة وأطفالٌ للبيع..الإيزيديون ضحايا العصر والتطرف الديني

نشر في: 10 إبريل, 2015: 09:01 م

استحضار الماضي وافراغه بكل وحشية وطغيان في وعاء الحاضر وخلطه بالدم. دم الطفولة ، دم النساء ، دم الصبايا، واستعادة ميراث ترك وصمة عار على جبين الانسانية، من خلال بيع النساء في سوق العبيد والرقيق بعد اغتصابهن وتعذيبهن. قبل نحو 100 عام او اكثر حدث ذات ا

استحضار الماضي وافراغه بكل وحشية وطغيان في وعاء الحاضر وخلطه بالدم. دم الطفولة ، دم النساء ، دم الصبايا، واستعادة ميراث ترك وصمة عار على جبين الانسانية، من خلال بيع النساء في سوق العبيد والرقيق بعد اغتصابهن وتعذيبهن. قبل نحو 100 عام او اكثر حدث ذات الامر مع ابناء الديانة الايزيدية حين شنت عليهم حملة قتل وابادة كبيرة، تلك الحملة لم تختلف عما حدث معهم ومع نسائهم في العام الماضي. ومثلما كان يحدث سابقا حين تتفاخر قبيلة بغزو قبيلة اخرى وسبي نسائها، تفاخر اوغاد داعش عبر فيديوهات نشرت على الانترنت بتقاسم واغتنام النساء بينهم.

 

(ام ريبور)، سيدة في العشرين من عمرها، قتل زوجها أمام عينيها وتم سبيها واغتصابها بشكل عشوائي من قبل عناصر داعش، وتموت طفلتها لعدم توفر الحليب والغذاء، بعد 21 يوما من سبيها واغتصابها حيث رميت هي وطفلتها في العراء. استطاعت ام ريبور الهرب مع عائلة موصلية استطاعت الخروج من الموصل نحو دهوك. عن الايزيديين وسبي النساء وضمن فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب اقيمت جلسة بعنوان " الايزيديات : سبايا القرن الحادي والعشرين. اشترك فيها كل من النائبة السابقة امينة سعيد، ود. سعد سلوم عضو مجلس حوار الاديان، ادارها وقدم لها الاعلامي مشرق عباس قائلا: "عندما نستحضر الذاكرة الايزيدية فإننا نقف على جرح بليغ من الصعب ان يندمل وعلينا مواجهة النكسة الحاصلة في الثقافة فيجب ان لا يكون التبرير حاضرا وان تكون مظاهر الشجب والاستنكار متواجدة في جميع المحافل ، فما حدث للاخوة الايزيديين هو دليل على وجود شرخ واضح في الثقافة وعلينا ان نعمل على معالجة هذا الجرح ونحتاج الى مواجهة حقيقية وبحوث ودراسات واحصائيات وتشريح جيد للجرح بصورة يومية."

السبايا بين البيع والانتحار
ضيفة الجلسة امينة سعيد برلمانية سابقة وناشطة مدنية ونسوية ذكرت بأن ماحدث للايزيديات من اعمال سبي واغتصاب وقتل سوف تكون وصمة عار في جبين المجتمع العراقي والدولي فالنساء الايزيديات اللاتي تم بيعهن في سوق النخاسة وصل عددهن الى 5000 امرأة بينهن اطفال وعدد من الشيوخ تم جمعهم في احد مقرات التنظيم وتم فصل الاطفال والشيوخ عنهن واختيار الاجمل والاصغر سنا من بينهن وتقديمها هدية لامراء التنظيم ، مضيفة: بعد مرور 8 اشهر ذاقت المراة الايزيدية ابشع انواع العذاب ما ادى الى انتحار 30 فتاة ايزيدية كن سبايا لدى التنظيم.
واشارت سعيد: ان ابشع جريمة حدثت هي لفتاة ايزيدية اسمها (زهور) تم حرقها من قبل ارهابي سعودي ورميها في احد شوارع حلب ، نقلت بعد ذلك الى المستشفى لكنها فارقت الحياة بعد ذلك . وعن حجم المساعدة المقدمة قالت: ان المساعدات التي تقدمها الحكومة لم تصل لحد الان الى المستوى المطلوب ويجب ان تكون هنالك وقفة جادة من قبلها اضافة الى مطالبة رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني لاستنكار ماحدث والعمل على تقديم المساعدة للايزيديين ولو بطريقة معنوية وان تكون هذه الوقفة بحجم الكارثة التي حصلت.
السبايا كسلاح تطهير
وبشأن التشريعات وتعريف الاغتصاب وموقف القوى الدينية وتاريخ الابادة ونظرة المجمتع العراقي للطوائف والاديان تحدث د. سعد سلوم قائلا: لا يوجد تعريف دولي للاغتصاب متفق عليه بالرغم من عده (جريمة ضد الانسانية) واذا حاولنا مطالعة موقف قانون محكمة يوغسلافيا السابقة، وقانون محمكمة رواندا الدولية وقانون المحكمة الجنائية الدولية نجد انها عدت الاغتصاب (جريمة ضد الانسانية). مبينا ان محكمة يوغسلافيا السابقة عدته انتهاكا جسيما، جريمة حرب، جريمة ضد الانسانية، جريمة ابادة (حسب الحالة) لكن التعريف الاوضح هو الذي ورد في محكمة رواندا اعتداء فيزيائي ذو طبيعة جنسية يرتكب ضد اشخاص في ظل ظروف قهرية.
واضاف سلوم: من وجهة نظري فإن ما حصل من سبي واغتصاب للنساء الايزيديات هو فعل إبادة بامتياز فقد كان السبي وما تبعه من اغتصاب جماعي نوعا خاصا من الهجوم استخدم كوسيلة للتطهير العرقي بهدف الترويع والاذلال الجماعي لإقلية دينية وحطا لكرامتها، وايضا بهدف التأثير على التكوين العرقي لهذه الاقلية الدينية، وبذا ينتمي هذا الفعل الى سلسلة الابادات التي حاقت بالايزيديين والتي تعرف باسم الفرمانات، فهي من حيث الجوهر استمرار لتلك السياسات التي حاولت استئصال الايزيديين وتغيير عقيدتهم والتأثير على تكوينهم العرقي والديني المتميز. مضيفا: وهو مماثل لما فعله الاتراك بالارمن لدفع النساء الارمنيات لاعتناق الاسلام، ولما فعله الصرب بالبوسنيات، والهوتو بالتوتسيات اذا اردنا الحديث عن سياق مقارن.
سلوم ذكر ايضا: ان هذا الفعل (الجريمة) كان يتضمن هدما للكيان المادي والمعنوي للضحايا، ومن خلال ممارسته امام الضحايا الاخرين ومس كيانهم الديني والاثني، لذا كان فعلا موجها ضد مجموعة الضحايا ككل، ومن خلال الضحايا استهداف الجماعة بأسرها. مسترسلا: وبذلك ينطبق عليه تعريف اتفاقية جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة لعام 1948، فقد حددت المادة الثانية من الاتفاقية الافعال التي تشكل جريمة الابادة الجماعية (تعني الابادة الجماعية أيا من الافعال التالية المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه : (أ) قتل أعضاء من الجماعة، (ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة) والفعل متعلق بما ورد في الفقرة الثانية من المادة. فقد سبب معاناة جسدية ومعنوية لاعضاء من الجماعة. ومن ثم كان يؤدي الى تدمير النساء الايزيديات ومن خلال ذلك تدمير الايزيديين ككل. 
واستطرد سلوم: ثانيا ، كان فعلا مكملا للابادة التي استهدفت قتل الايزدييين، وعد وسيلة من وسائل التطهير العرقي، و يمكن اعتبار "الحمل قسرا" دليلا على نية الابادة، فهو دليل على تدمير الجماعة من خلال تغيير هويتها الدينية والعرقية، أي حقنها بدماء وعرق اخر. مردفا: فالضحايا مدنيون وينتمون لدين اخر غير تبشيري، وتم بطريقة وحشية قسرية من قبل مقاتلين ينتمون الى دين وعرق اخر. ويهدف الى خلق جيل جديد يحمل المزايا النفسية للقتلة وصفاتهم الجينية، وعقائدهم الدينية. لذا اعتقد اننا لا يمكن ان نعتبره عنفا مؤسسا على اساس النوع gender بل على اساس الاختلاف الديني والعرقي بهدف انهاء الوجود المستقل للاخر المختلف، وبذا يعد فعل ابادة. 
هو فعل ابادة من حيث الهدف والنتائج المترتبة عليه ، حيث بينها د. سعد سلوم عبر نقاط:
1- الاضرار المادي البدني بالنساء والتدمير المعنوي والنفسي والعقلي للنساء الذي يصعب شفاءه او علاجه، ويحول النساء الى ضحايا مزدوجات فهن ضحايا بسبب الفعل المادي للاغتصاب وهن ضحايا العار من خلال العقاب الجماعي للمجتمع (الاشمئزاز من قبل العائلة والشعور بالعار من قبل المجتمع.
2- ويستهدف تدمير الرجال من خلال ذلك. من خلال تدمير الروابط الأسرية (العائلة) من خلال التأثير في الذكور والحاق العار والذل بهم وكسر ارادتهم. وبذلك يخلق شرخا عاطفيا تصعب ازالته.
3- تدمير الروابط المجتمعية من خلال (رد فعل المجتمع لمن يتعرض للاغتصاب) ويؤدي الى اخراج الضحايا من الجماعة. وبذلك يصبح الاغتصاب هنا اقوى من فعل القتل المباشر للذكور، لانه يصبح شاهدا ودليلا على التحطيم (تدمير الجماعة من خلال حقنها بدماء غريبة وكسر دائرتها الدينية والعرقية المقفلة) واذلالها التي يتسلسل من اذلال النساء (فعل مادي) و الرجال (الشعور بالعار) والمجتمع ككل (رفض الضحايا).
4- قتل قيم التعايش، من خلال القضاء على فكرة الاخر المجاور، او الايمان بالجار وقيم التعايش، فالاخر المختلف سوف يصبح منذ الان رمزا وممثلا للقاتل، وبذلك يوجه الفعل ضربة قاصمة للهوية المشتركة القائمة على قيم الجوار والتعايش.
هو جزء من فعل الابادة وسلاح في عملية الابادة الشاملة : اذ يستهدف تدمير الهوية الجماعية من خلال بث الرعب وكسر صمود وارادة المقاومة لدى الجماعة، واستخدام النساء كسلاح لتهديم وتفتيت هوية الجماعة من الداخل، فكان جزءا من ستراتيجية لهزم الخصم والقضاء على ارادته من خلال استهدف الحلقة الاضعف فيه.
المداخلات والاسئلة
س / كيفية تجاوز المحنة وما هي الآليات التي سوف تستخدم في ذلك.
ج / مشرق ناجي : المعالجة صعبة فما زال هنالك افراد مجهولو المصير وماذا سيكون حالهم بعد ان يتم فك اسرهم ، وعلى المجتمع ايجاد حلول مناسبة لتلك الفئة تساهم في تحسين واقعهم الاقتصادي كذلك الوقوف على اوضاعهم النفسية والمعنوية وعلى الدولة العمل لتقديم المساعدة لهم والتوجه الى المجتمع الدولي وحثه على تقديم المساعدة بعد ان تعذر على الجميع مساعدتهم.
س / هل تم القيام بما يجب تجاه الامر.
ج / سعد سلوم: لحد الان لم تقم اية جهة بدورها تجاه الامر فرجال الدين ووسائل الاعلام والطبقة المثقفة التي تستطيع ايصال صوتها هي شريكة في بالجريمة ما لم يكن هنالك دور شجاع وصريح لهذه الفئات ولحد الان لا يوجد هذا الموقف وحتى المجتمع الدولي هو شريك بالجريمة مالم يكن له موقف واضح فالموقف الدولي خجول جدا . 
س/ القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة السابق: هنالك مشكلة قانونية سوف تواجهها المرأة الايزيدية التي حملت نتيجة اغتصابها من قبل عصابات التنظيم فاذا ما تم اجهاض هذا الطفل فسوف تتعرض للمساءلة كون القانون العراقي يمنع الاجهاض واذا ما ولدت فإن ديانة الطفل ستكون هي الاسلام كون هنالك مادة قانونية تنص على ان يكون الدين الاسلامي هو دين كل طفل مجهول الاب وان المجتمع الايزيدي يرفض تربية طفل مسلم داخله.
ج / امينة سعيد: هنالك صعوبة بالغة في تعديل الفقرات لما يتعلق بقانون الاحوال الشخصية وعلى الجميع الضغط باتجاه هذا الامر.
س / ستار محسن علي كتبي: ما سبب سكوت رجال الدين تجاه ما حدث؟
ج / سعد سلوم :علينا التفريق بين الدين ورجال الدين وليس هنالك دين حقيقي واضح وانما هنالك تفسيرات شخصية وجماعية ، حتى داعش هي تفسر الاسلام بطريقة معينة . المشكلة في تسييس الاسلام وهنالك مشكلة مع الاسلام السياسي علينا ان نعمل على اعادة الاسلام الحضاري المعتدل فنحن امام ازمة فقدان الهوية الاسلامية المعتدلة.
س / سلمى جبو: لا يوجد عمل حقيقي من اجل اضافة هذه الجريمة الى جرائم الابادة الجماعية.
ج / امينة سعيد على الجميع الضغط على الحكومة للعمل على انضمام العراق الى محكمة لاهاي التي سوف يمكنها من اضافة جميع الجرائم وتصنيفها ضمن جرائم الابادة الجماعية.
س / د. فارس نظمي : علينا ان نعمل شيئا تجاه ما يحدث بدلا من الصراخ والعويل وهل بالامكان اطلاق حملة واقعية من اجل تشريع او اضافة بنود قانونية لمسألة الابادة الجماعية ، فهي بداية صحيحة لانصاف الضحايا كذلك علينا اضافة بنود قانونية تتضمن الاشارة الى ضرورة وجود اجراءات طبية تحفظ كرامة الضحية.
ج / سعد سلوم: نحن بحاجة الى هذه الحملات اضافة الى مراجعة الثقافة التي انتجت جميع الجماعات المتطرفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram