بهدوئه وبهائه أطل علينا في المركز الإعلامي لمعرض اربيل الدولي، مبتسماً بروح البصرة التي لا تفارقها بحله وترحاله، جاء بمركبه الذي حمل معه سالم المرزوق، وهبط على جبال كردستان التي أعادت اليه وهج ذكريات النضال ضد الدكتاتورية البعثية. طالب غالي الملحن ال
بهدوئه وبهائه أطل علينا في المركز الإعلامي لمعرض اربيل الدولي، مبتسماً بروح البصرة التي لا تفارقها بحله وترحاله، جاء بمركبه الذي حمل معه سالم المرزوق، وهبط على جبال كردستان التي أعادت اليه وهج ذكريات النضال ضد الدكتاتورية البعثية. طالب غالي الملحن البصري الذي تحدث عن اهمية الكتاب مبتدئاً ببيت الشعر الشهير (أعز مكان في الدنى سرج سابح وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ).
الكتاب بالنسبة لي ينوع دائما الجريان بكل ما هو جديد، ينوع للحياة والجمال والثقافة والمعرفة، مضيفاً وبالطبع الأمر هنا يتوقف على نوعية الكتاب، ما أقصده هناك تلك الكتب التي تنير العقل وتفتح كل المغاليق بوجه المعرفة. وعن قراءته قال غالي: بالطبع القراءات الفكرية والسياسية اخذت الشيء الكثير منا، مع القراءات الادبية. وعن بداية تلك القراءات قال: كنت اقرأ الاشعار الحسينية ولا زلت احفظ الكثير منها، كون أمي كانت مُلاية، من ثم كتابات نجيب محفوظ ويوسف إدريس، معتبرا ان السياب فتح امامه عوالم القراءة والشعر.
عن انتقاله من التلحين الى الشعر قال: ياعزيزي حسين الانتقال كان بالعكس فقد انتقلت من الشعر الى التلحين والبداية كانت مع امي ايضا اذ كنت اكتب لها ما تترجلها من اشعار حسينية يومها كنت في الابتدائية ومنذ ذلك الوقت دخل الشعر الى كياني: وقد نشرت اول قصيدة في مجلة الكلمة عام 1967 بعد ذلك أصدرت مجموعة (حكاية لطائر النورس) عن وزارة الثقافة والإعلام، ومجموعة (تقاسيم على الوتر السادس) عن دار المدى.
وتحدث غالي عن رحلته مع الفنان فواد سالم: إن هذه الفترة تعــد من أخصب الفترات الفنية لي والتي استمرت منذ عام 1979 ولغاية 1985 حيث لحنت خمساً وعشرين أغنية للفنان فؤاد سالم على مدى تلك السنوات. أهم ما قدمناه سوية رائعة بدر شاكر السياب (غريب على الخليج) وكذلك قصيدة الجواهري الكبير (دجلة الخير). بعد أن غادر فؤاد سالم الكويت افتقدته كثيرا حيث كنت اعرف أبعاد صوته وأتحسس مواقعــــه القوية.. مضيفا: قدمنا سوية الى الاذاعة وتم قبولنا فواد مطرباً وانا مطربا وملحنا لكن الفنان وديع خونده نصحني ان أتجه الى التلحين وان اُقدم الألحان للفنان فواد سالم وهذا ما حصل.
طيب هل تغني الآن: نعم اُغني واُغني كثيرا، كلما سكتُّ عن الحديث اُغني مع نفسي كل الأغاني. وعن جديده قال: اعمل الآن على شريط لتومان البصري، وقصيدة اخرى كتبتها قبل فترة اعمل على تلحينها وهي تماهي بين الوطن والحبيبة، ربما انتهي منها في الايام المقبلة. معتبرا ان (غريب على الخليج) احب اغنية إليه كونه عاش معاناة هذه الاغنية حين كان في الكويت ولا يستطيع رؤية عائلته التي تسكن البصرة!
وعن البصرة قال: هي الأم الحنونة والروح التي تسري مع روحي ،هي الذكريات والطفولة والاصدقاء، هي الانهار والنخيل، هي البصرة التي ولدت طالب غالي.