TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الشغب حلول ميسرة

الشغب حلول ميسرة

نشر في: 13 إبريل, 2015: 09:01 م

لا تعلو أية مشكلة نعيشها اليوم محلياً على ملفي التزوير وشغب الملاعب فيما لو استثنينا ملفات الفساد الاداري كونها من الملفات المعقدة صعبة الحلول في الوقت الراهن، لذا سأكتفي بالحديث عن الشغب أولاً وقد ذاع صيته لدينا ليس باللعبة الاولى كرة القدم فقط ، بل إمتد واتسع ليصل الى القاعات المغلقة كما حصل في اكثر من مباراة سلوية، وأجد شخصياً من خلال تواجدي في الاحداث الرياضية بلب المباريات الجماهيرية وغيرها ان السبب في تنامي الظاهرة الشاذة واتساعها هو التعامل غير الموضوعي معها بلغة التنظير والتحليل والهيام بعلاجات بعيدة جدا لا تناسب واقعنا وثقافة البعض من الجمهور بصورة خاصة حيث لا تجدي وتنفع عبارات ( التشجيع الهادىء لوسمحت ) ، (التشجيع الجميل يعكس ثقافتك) أية فائدة تذكر، بل ستستغل للتندر والإثارة لأنها موجهة الى مشاغب تستهويه فكرة الإثارة العبثية والعصبية المقيتة فيتصور نفسه حكماً وادارياً وغالباً ما تكون له القدرة على استمالة الجمهور القريب منه الذي ينساق خلف كلماته النابية والتعمد في افساد اجواء المباريات والأكثر سلبية في الطرح من المؤسسات الرياضية لظاهرة الشغب هو الامعان بإقامة المؤتمرات والمحاضرات التي غالباً ما توجه أو تحضرها النخب المثقفة التي لا توجد فائدة تذكر من تثقيفها وشرح الآثار المتعلقة على ظاهرة الشغب وما تسببه لنا من احراجات ولو تتبعنا بحرفة وعملية ما فعلته بريطانيا وهولندا والأرجنتين وتركيا في أوقات سابقة وكيف تمكنت الى حدود بعيدة من وقف عنف الملاعب لاختصرنا الكثير من الزمن والجهد في وقف تنامي العنف حيث عمد هؤلاء الى وسائل تقنية ذكية في تحديد مثيري الشغب ومنها وضع كاميرات داخل الملعب وخارجه ثابتة ومتحركة تحدد وتقرب الوجوه الى حدود بعيدة ومن ثم تشخيص هؤلاء بوضع صورهم في لوحة سوداء وتحميلهم تبعات العنف وأخذ بصماتهم وتعهدات خطية منهم ، ومع ان الحالة كانت محدودة في التشخيص داخل بريطانيا مع مشجعي اندية ليفربول وايفرتون وليدز يونايتد إلا ان النتائج كانت مذهلة او كما يقال في الامثال ( اضرب المربوط يخاف السايب ) فقد اضحى هؤلاء مثلاً مرعباً يريد الآخرون تفاديه بأية وسيلة وانتهت بذلك حقبة مريرة جدا من شغب الملاعب ، أجد ان الوقت قد اصبح ضرورياً لتكرارها لدينا واعتقد انها ستكون مجدية تماماً لاسيما ان اعداد الجماهير لدينا وخصوصاً في ملاعب المحافظات اعداد بسيطة يمكن السيطرة عليها بسهولة وان تشخيص احدهم وفضح تصرفاته اعلامياً ومنعه من الدخول الى الملاعب سيكون درساً بليغاً لغيره ويؤدي الى نتائج مثمرة ، اما لو اعتمد نظام المربعات والترقيم في المقاعد فنكون بذلك قد وضعنا أول مسمار مؤثر في نعش ارهاب الملاعب وقبره الى الأبـــد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram