لا تعلو أية مشكلة نعيشها اليوم محلياً على ملفي التزوير وشغب الملاعب فيما لو استثنينا ملفات الفساد الاداري كونها من الملفات المعقدة صعبة الحلول في الوقت الراهن، لذا سأكتفي بالحديث عن الشغب أولاً وقد ذاع صيته لدينا ليس باللعبة الاولى كرة القدم فقط ، بل إمتد واتسع ليصل الى القاعات المغلقة كما حصل في اكثر من مباراة سلوية، وأجد شخصياً من خلال تواجدي في الاحداث الرياضية بلب المباريات الجماهيرية وغيرها ان السبب في تنامي الظاهرة الشاذة واتساعها هو التعامل غير الموضوعي معها بلغة التنظير والتحليل والهيام بعلاجات بعيدة جدا لا تناسب واقعنا وثقافة البعض من الجمهور بصورة خاصة حيث لا تجدي وتنفع عبارات ( التشجيع الهادىء لوسمحت ) ، (التشجيع الجميل يعكس ثقافتك) أية فائدة تذكر، بل ستستغل للتندر والإثارة لأنها موجهة الى مشاغب تستهويه فكرة الإثارة العبثية والعصبية المقيتة فيتصور نفسه حكماً وادارياً وغالباً ما تكون له القدرة على استمالة الجمهور القريب منه الذي ينساق خلف كلماته النابية والتعمد في افساد اجواء المباريات والأكثر سلبية في الطرح من المؤسسات الرياضية لظاهرة الشغب هو الامعان بإقامة المؤتمرات والمحاضرات التي غالباً ما توجه أو تحضرها النخب المثقفة التي لا توجد فائدة تذكر من تثقيفها وشرح الآثار المتعلقة على ظاهرة الشغب وما تسببه لنا من احراجات ولو تتبعنا بحرفة وعملية ما فعلته بريطانيا وهولندا والأرجنتين وتركيا في أوقات سابقة وكيف تمكنت الى حدود بعيدة من وقف عنف الملاعب لاختصرنا الكثير من الزمن والجهد في وقف تنامي العنف حيث عمد هؤلاء الى وسائل تقنية ذكية في تحديد مثيري الشغب ومنها وضع كاميرات داخل الملعب وخارجه ثابتة ومتحركة تحدد وتقرب الوجوه الى حدود بعيدة ومن ثم تشخيص هؤلاء بوضع صورهم في لوحة سوداء وتحميلهم تبعات العنف وأخذ بصماتهم وتعهدات خطية منهم ، ومع ان الحالة كانت محدودة في التشخيص داخل بريطانيا مع مشجعي اندية ليفربول وايفرتون وليدز يونايتد إلا ان النتائج كانت مذهلة او كما يقال في الامثال ( اضرب المربوط يخاف السايب ) فقد اضحى هؤلاء مثلاً مرعباً يريد الآخرون تفاديه بأية وسيلة وانتهت بذلك حقبة مريرة جدا من شغب الملاعب ، أجد ان الوقت قد اصبح ضرورياً لتكرارها لدينا واعتقد انها ستكون مجدية تماماً لاسيما ان اعداد الجماهير لدينا وخصوصاً في ملاعب المحافظات اعداد بسيطة يمكن السيطرة عليها بسهولة وان تشخيص احدهم وفضح تصرفاته اعلامياً ومنعه من الدخول الى الملاعب سيكون درساً بليغاً لغيره ويؤدي الى نتائج مثمرة ، اما لو اعتمد نظام المربعات والترقيم في المقاعد فنكون بذلك قد وضعنا أول مسمار مؤثر في نعش ارهاب الملاعب وقبره الى الأبـــد.
الشغب حلول ميسرة
[post-views]
نشر في: 13 إبريل, 2015: 09:01 م