"رواية قتل طائر ساخر" هي الرواية الاولى التي كتبتها هاربر لي، وحفظت اسمها في التاريخ الادبي، منذ طبعها في عام 1960، وتحولت الى فيلم عام 1962 .وعند اختيار الروايات الـ (100)، تم استبعاد رواية "كوخ العم توم" لهاريت بيجر ستاو (1852) ،لأن الروايات التي ح
"رواية قتل طائر ساخر" هي الرواية الاولى التي كتبتها هاربر لي، وحفظت اسمها في التاريخ الادبي، منذ طبعها في عام 1960، وتحولت الى فيلم عام 1962 .
وعند اختيار الروايات الـ (100)، تم استبعاد رواية "كوخ العم توم" لهاريت بيجر ستاو (1852) ،لأن الروايات التي حققت نجاحاً في القرن التاسع عشر بسبب اهتمامها بالحرب الاهلية في أمريكا.
وكذلك هو الأمر مع "قتل طائر ساخر"، إذ يعود جزء من شهرتها الى عوامل أخرى، فقد تم نشرها مع اختيار جون كيندي للرئاسة، ويعود ايضاً لحركة الحقوق المدنية، وهكذا حقق رقماً قياسياً في المبيعات (حوالي عشرة ملايين نسخة)، كما تحولت الى فيلم للسينما بطولة غريفوري بيك، اما "كوخ العم توم"، فهي قصة بسيطة مع هدف اخلاقي، لتغيير القلوب والعقول.
وكتبت هاربرلي روايتها لتؤرخ صدور عمل معقد في الأدب يلهم العقول والقلوب، ولتؤكد تأثيرها على جيل من طلاب المدارس في الولايات المتحدة وفي المملكة المتحة، إنها حقاً رواية نادرة وتستحق القراءة.
تقص احداث هذه الرواية علينا، جين لويس سكوت فينج، الفتاة المتشبهة للأولاد، وهي ابنة المحامي الأرمل للمدينة الصغيرة واسمه اتيكوز فينج. وهذه الرواية تتناول التمييز العنصري في الجنوب الأمريكي، وفي مقدمة احداث الرواية، تأتي محاكمة "توم روبنسون"، وهو افريقي – امريكي، يتهم بالاعتداء على فتاة بيضاء.
وعندما يتلقى التعليمات في كيفية دفاعه عن روبنسون، قال "اننا لن نفهم الشخص تماما حتى ندخل في داخله". وقد اصبحت هذه الكلمات المنمقة هي قلب الرواية وهي تعتمد على نشأة الكاتبة في ولاية ألباما في الثلاثينيات من القرن العشرين. وبلوغ سكوت مرحلة الشباب، هي نقطة أخرى في الرواية، في حياتها، وان الكثير من الفظائع التي تحصل في الطفولة لها معانٍ ناضجة.
وعلى الرغم من الدفاع الحار للمحامي أنيكوس، تم إصدار القرار ضد روبنسون من قبل كافة الاعضاء البيض في المحكمة، بالموت، وتم إطلاق النار عليه في محاولته الهروب من السجن، وموت رجل بريء، يتعلق بعنوان الرواية، والطائر الساخر يشبه بـ (طائر السمّان) ذي ذيل طويل وصدر لونه رمادي برّاق، وهو يعتبر طائراً محبوباً، في الفولكلور الامريكي وهو بالنسبة لهاربرلي هو البراءة الهادئة ومن فضائل الطبيعة. وتقول إحدى الشخصيات، "ان الطيور الساخرة، لا تفعل شيئاً غير الغناء لنا عمّا في قلوبها، ولهذا يعتبر قتلها خطيئة.
و"موت طائر ساخر" تم طبعها في 11/7/1960 من قبل دار نشر ليبنكوت. وكانت في البداية تحمل عنوان "انيكوس"، ولكن الكاتبة غيرت العنوان كي يعبّر بشكل افضل عن الموضوع، والمسؤول في دار النشر حذّر الكاتبة ان لا تتوقع نجاحاً كبيرا، وانها ستحقق رقما متواضعاً في البيع لا يتجاوز بضع ألاف فقط.
اما لي هاربر نفسها فقالت: "لا أتوقع قط اي نوع من النجاح، كما قالت "اتوقع موتاً سريعاً ورحيماً بين ايدي النقاد".
واضافت بعدئذ: "وفي الوقت نفسه، لدي أمل ان يحب الرواية احد ما، ليمنحني الشجاعة".
ومع نجاحها اعربت عن سعادتها خاصة أنها لم تتوقع ما حدث، وبيع من الرواية، اربعة ملايين نسخة، بعد ان أعادت "ريدرز دايجيست" نشرها وسرعان ما اشتهرت هاربرلي في مدينتها مونرويفيل وفي كافة أرجاء ألباما.
وتعددت مواقف النقاد، وقال الكاتب الشهير الجنوبي، فلا نري اوكونور، اعتقد انه كتاب للاطفال، وهو مناسب لهم، ومن يقرأه عليه ان يعلم انها رواية للصغار، وعلى أحد ما ان يقول الحقيقة. وفي خلال السنة التي صدرت فيها الرواية، تمت ترجمتها الى عشر لغات، ثم ترجمت بعدئذ الى 40 لغة، واصبحت مع الاعوام، جزءاً من الكتب الموجودة في المدارس.
وفي استفتاء في عام 1991، جاءت الرواية بعد "الانجيل" في إحداث تغيير في المجتمع..
ومع تتابع الزمن، بقيت هاربرلي صاحبة "الرواية الوحيدة"، وتم النقاش عبر الاعوام على ذلك الأمر، اضافة الى الاشاعات التي تحدثت، عن صديقها ترمان كيبوت (الذي ساعدته في الابحاث الخاصة بروايته – بدم بارد)، وتحدث الكثيرون قائلين ان ترومان كيبوت هو كاتبها الحقيقي. وقالت آنذاك انها تكتب ببطء رواية اخرى بعنوان "الوداع الطويل" ولكنها بقيت بعيدا عن الانظار، وتواصلت الاحاديث حولها.
وهناك حاليا، إشاعة جديدة، وهي تبدو حقيقية، واعلنت دار "هاربر كولينز" ، انها ستطبع، "اذهب وعيّن حارساً. وقالت هاربر لي (88 سنة)، "انها ذهلت بشدة وامست متواضعة" لأن هذا الكتاب الجديد، تعيد بعض شخصياتها القديمة، وسترى النور بعد 55 سنة من روايتها الاولى.
وهناك تناقضات حول موعد عرض الكتاب في الاسواق، ومحامي الكاتبة هو ايضا في مركز الغموض الذي يحيط بالكتاب، والذي يُقال ان الطبعة الاولى منه ستكون بمليوني نسخة.
عن: الغادريان