عدّت لجنة الخدمات البرلمانية ووزارة النقل، أمس الثلاثاء، تشييد مطارات جديدة في عدد من المحافظات العراقية "خطوة بالاتجاه الصحيح"، لما لها من مردود اقتصادي، وفيما بيّنت أن هذه المطارات ستنفع ابناء هذه المحافظات من التنقل الى مطاري بغداد والنجف للسفر، ش

عدّت لجنة الخدمات البرلمانية ووزارة النقل، أمس الثلاثاء، تشييد مطارات جديدة في عدد من المحافظات العراقية "خطوة بالاتجاه الصحيح"، لما لها من مردود اقتصادي، وفيما بيّنت أن هذه المطارات ستنفع ابناء هذه المحافظات من التنقل الى مطاري بغداد والنجف للسفر، شكك خبراء اقتصاد بجدوى إنشاء هذه المطارات في ظل الظرف الاقتصادي للبلاد.

وقال رئيس لجنة الخدمات في مجلس النواب ناظم الساعدي في حديث الى (المدى برس)، إن "المحافظات العراقية غنية بمواردها وثرواتها وكل محافظة لها ميزة خاصة، وبالتالي فإن التوجه نحو تشييد مطارات جديدة أو تأهيل أخرى يمكن أن تنجح وتحقق أرباحاً"، مبيناً أن "إنشاء مطار كربلاء الدولي مثلاً سيحقق أرباحاً كون المحافظة سياحية دينية ويأتيها الملايين من الزوار من داخل وخارج العراق".
وتابع الساعدي "بالنسبة الى مطار الديوانية فممكن أن يكون لنقل البضائع لأنه يُعد منطقة وسط ويمكن توجيه البضائع الى المحافظات كافة في الوسط والجنوب من العراق، وهكذا مع بقية المحافظات"، مبيناً أن "كل المطارات التي من المتوقع تشييدها في عدد من المحافظات هي عبر الاستثمار".
وأضاف رئيس لجنة الخدمات البرلمانية أن "المستثمرين الذين جاءوا برؤوس أموالهم لتشييد المطارات، لديهم الجدوى الاقتصادية ودراسة جدوى لكل مشروع، ولايمكن لهم أن يطرحوا مبالغ طائلة كهذه من دون أرباح أو جدوى".
من جانبه قال الوكيل الفني لوزارة النقل بنكين ريكاني في حديث الى (المدى برس)، إن "عدداً من مجالس المحافظات عزمت على تشييد مطارات في محافظاتها وهذا حق مشروع لها"، مبيناً أن "هذه المحافظات توجهت الى الاستثمار وهي طريقة سريعة من أجل التنفيذ خاصة وأن البلاد اليوم تمر بضائقة مالية".
وأضاف ريكاني أن "المطارات المتوقع تشييدها هي، مطار كربلاء ومطار واسط ومطار الديوانية ومطار الناصرية في قاعدة الامام علي الجوية، ومطار كركوك".
وتابع ريكاني أن "الدافع وراء انشاء مثل هكذا مطارات في هذه المحافظات ليس من أجل التنقل بين المحافظات نفسها وإنما لجعل تلك المطارات وجهة لأبناء تلك المحافظات للسفر خارج العراق من دون التوجه الى مطاري بغداد والنجف"، متوقعاً أن "تدر تلك المطارات أرباحاً جيدة للمحافظات لاسيما وأنها بحاجة الى مردود اقتصادي فضلاً عن أنها ستشغل أيادي عاملة كبيرة من أبناء تلك المحافظات".
لكن بعض الخبراء الاقتصاديين شكك بالجدوى الاقتصادية لتشييد المزيد من المطارات المدنية في المحافظات العراقية، وعدّها اجتهادات لبعض مجالس المحافظات.
ويتساءل الخبير الاقتصادي ماجد الصوري في حديث الى (المدى برس)، عن "الجدوى الاقتصادية من هذه المطارات"، متابعاً "الى الآن لا توجد دراسة جدوى متكاملة بشأن هذا الموضوع ولا توجد ستراتيجية كاملة حول عملية النقل الجوي لتلك المطارات".
وأضاف الصوري أن "الاجتهادات من قبل مجالس المحافظات من أجل تشييد المطارات لم تبن على أسس اقتصادية متكاملة".
وبيّن الصوري أن "مجالس المحافظات لم تضع في حسبانها الوضع المالي الحالي للبلاد، فهل وجدت أن الوقت الحاضر هو الوقت المناسب لإنشاء مثل هذه المطارات"، متسائلاً "هل من الممكن الاستفادة من تلك المطارات في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، وهل سيسمح لها أن تمارس الرياضة الجوية أو استخدامها لأمور علمية وفنية كطائرات زراعية أو استطلاعية أو تدريبية التي تحتاج الى أموال طائلة".
وأعلنت محافظة كركوك، الاثنين 9 شباط 2015، عن موافقة وزير النقل على إنشاء مطار كركوك المدني.
كما وقعت هيئة الاستثمار ومحافظة الديوانية، في 22 كانون الثاني 2015، عقداً مع شركة الناصرية الكويتية لبناء مطار الديوانية الدولي بكلفة تصل الى 420 مليون دولار كمرحلة أولى بمدة إنجاز تبلغ 26 شهراً.
أما محافظة ذي قار، فأعلنت نهاية العام 2014، عن الحصول على موافقة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على الاستخدام المشترك لقاعدة الإمام علي الجوية (20 كم جنوب غرب الناصرية)، مشيرة إلى أن المساحة المقترحة لإنشاء المطار المدني ضمن القاعدة المذكورة تقدر بنحو 20 ألف متر مربع.
فيما بيّنت العتبة الحسينية إنشاء مطار الإمام الحسين الدولي في محافظة كربلاء وفق أحدث المواصفات العالمية.
ومؤخراً أعلن مجلس محافظة واسط، الخميس 9 نيسان، أنه تم الاتفاق مع وزارة النقل على استحداث وإنشاء مطار مدني في المحافظة.