في حين تسترعي الحرب في سوريا والعراق على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" انتباه العالم، يحدث تحول يغفله البعض وهو انحسار القاعدة، ففي رسالة صوتية مسجلة، بثت الأحد، أكد التنظيم مقتل اثنين من قادته: أستاذ أحمد فاروق وقارئ عبدالله منصور، بضربات
في حين تسترعي الحرب في سوريا والعراق على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" انتباه العالم، يحدث تحول يغفله البعض وهو انحسار القاعدة، ففي رسالة صوتية مسجلة، بثت الأحد، أكد التنظيم مقتل اثنين من قادته: أستاذ أحمد فاروق وقارئ عبدالله منصور، بضربات طائرات دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" في يناير/كانون الثاني الماضي، بشمال وزيرستان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية.
فاروق اسمه الحقيقي راجا محمد سلمان، عمل كضابط اتصال للمجموعة بحركة طالبان الباكستانية، ونائب زعيم تنظيم القاعدة في جنوب آسيا . أما منصور فهو باكستاني يدعى قارئ عبيدالله، أشرف على عمليات انتحارية استهدفت القوات الأمريكية والناتو في أفغانستان.
القاعدة في جنوب آسيا فرع جديد أعلن زعيم أيمن الظواهري، عن تأسيسه في سبتمبر/أيلول الماضي، في خطوة فسرها بعض المحللين بمحاولة لسرقة الأضواء من "داعش" – التنظيم الذي ينازعه قيادة حركة الجهاد دوليا...
مصرع الرجلين يضاف إلى مجموعة من قيادات القاعدة التي تمت تصفيتها.. فيوم الاثنين، قتل قائدها المحلي في مدينة كراتشي الباكستانية، نورالحسن، في حملة دهم، وفق المفتش العام للشرطة، عارف حنيف.. كما قتل مسؤول العمليات بالتنظيم، عدنان شكري جمعة، 39 عاما، الذي نشأ في ولاية فلوريدا الأمريكية، خلال عملية للجيش الباكستاني في ديسمبر/كانون الأول، أما مهند محمود الفريخ، المولود في تكساس، ولعب دورا في التخطيط لهجمات القاعدة على الغرب، فقد اعتقل بباكستان العام الماضي. مقتل عبيدالله وسلمان يظهر حقيقة بأنه لم يبق من كبار قيادات القاعدة سوى الظواهري، وكون قياديي "القاعدة" من الجنسية الباكستانية، فهذا يظهر تحوله إلى تنظيم باكستاني التركيز، عاجز عن القيام بأية عمليات كبرى خارج باكستان أو أفغانستان...
مما لا شك فيه أنه قد انعدمت فعليا قدرات القاعدة على تنفيذ هجمات ضد الغرب، وكان آخر تلك الهجمات الناجحة تفجير أنظمة المواصلات العامة في لندن قبل عقد مضى، وانحصرت في اختطاف رهائن أمريكيين، كما حدث لعامل الإغاثة، وورن وينشتاين، 73 عاما، الذي اختطف من منزله بمدينة لاهور الباكستانية في أغسطس/آب عام 2011.لكن فرعه في اليمن – تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية – يبقى تهديدا ماثلا للطيران الأمريكي، فالحركة أعدت قنابل يصعب رصدها، وضعت برحلات متجهة للولايات المتحدة، لكن لحسن الحظ، إما انها لم تنفجر أو تم اكتشافها.. كما دربت الجماعة أحد المسلحين الذين هاجموا مقر المجلة الفرنسية الساخرة، إيبدو، بباريس في يناير/كانون الثاني الماضي، وأسفر الهجوم، الذي لم يتضح بعد الدور المباشر للقاعدة في اليمن فيه، عن مصرع 12 شخصا.