في زمن الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الحديثة التي تنقلك عبر القارات بانتباهة عين، وتنقل إليك الحدث ساعة وقوعه مهما تباعدت الأمصار وتباينت اللغات.
في زمن الحواسيب السحرية المتطورة، والهواتف المحمولة التي بحجم الإصبع، والتي تتشكل كيفما شئت: حاسوبا تارة، مذياعا؟ جريدة؟ سينما؟ هاتفا؟ كتابا؟ مكتبة؟ تسلية، و …و..إلخ
في هذا الزمن السعيد، شديد المرارة! صار مشهدا مألوفا أن تري في شوارع العاصمة العريقة، إنسانا ناحلا، مهلهل الثياب يمشي متثاقلا، يحث - بالسوط - حمارا هزيلا يجرعربة خشبية متآكلة عليها بضع قنان للغاز، يقرع جرسا يدويا، وينادي بصوت ثاكل:: غاز.. غاز.
ما هي سمات العصور المظلمة؟!
ضمور الوعي الوطني لدى غالبية الساسة من ارباب السلطة، تخلي النخب المثقفة عن دورها المصيري الحازم. حلم العامة من الناس- والشباب على وجه الخصوص - بالهجرة لبلاد بعيدة لا عسف فيها ولاجور ولا جوع ولا عقوبة بدون جريرة. الخشية من دعاوى كيدية بلا دليل او سند. فساد القضاة وتسييس القضاء، سيادة الرياء والتزلف.
حين يصير الصدق مثلبة. ويوصف المنافقون بالدهاء، والوصوليون بالشطارة، والمزورون بالذكاء، حين تروج تجارة بيع الذمم، نقدا وبالتقسيط،حين تتفشى شهادات الزور أمام كتاب غير عدول، حين يعم الخوف من شبح المستقبل. وتنتشر الشائعات انتشار الطاعون، حين يلجأ البعض - مضطرا - لارتداء قناع التقية، خوفا او اتقاء او طمعا، حتى صار للمرء وجهان ولسانان، وأكثر من شفيع.
حين تغدو - الكلمة - مستأجرة. والأقلام معروصة للبيع سرا وعلانية والإنسان العراقي - المهجر في وطنه، عرضة للمساومة بالعاجل والآجل، متوقعا - كل ساعة - الأسوأ…..
هذا الأسوأ،، الشديد القسوة، سيدق على الأبواب ، بابا إثر باب، ليدك البيوت على رؤؤس من بقي من سكنتها، ليعلن - بعالي الصوت - ها أنذا،، فهل فيكم من شهم يبارز؟؟؟؟
# الصورة قاتمة.. والأمل بخلاص وشيك - يدحض كل عتمة. والسؤال المصيري : ما العمل؟ هو الفاتحة لصواب الجواب.
ما العمل؟؟
[post-views]
نشر في: 15 إبريل, 2015: 09:01 م