من حق الشعب عليك في هذه الأيام ان تواجه البرلمان، والتحالف الوطني بالأخص، بأسئلة صريحة: هل نحن حقا قادرون على طرد داعش من المحافظات العراقية المحتلة بدون مساعدة أمريكا؟ ماذا لو نفضت أمريكا يدها من العراق على الآخر وتركته بلا غطاء جوي عسكري ولا معلومات استخباراتية ولا مساندة سياسية، هل سنأمن على باقي محافظاتنا من هجمة توسعية أخرى لداعش؟ خمسة أصابع اكثر من اللازم بكثير لو اردنا حساب اصدقائنا، فهل سيتحمل العراق خسارة صداقة الدولة العظمى في العالم أيضا؟ سفرك الى هناك، وفي هذه الأيام المصيرية، قد يحمل جوابا يقول، كلا. لكن ما هو رأي التحالف الوطني؟ نحن نعرف انك خلال مسيرتك القصيرة في الحكم تحاول بكل جهدك بناء الثقة من جديد بين العراق ودول العالم، لكن هل استطاع شركاؤك كسب تلك الثقة؟ اني لأراهم حين تجر بالطول يجرّون بالعرض والعكس صحيح.
عندما قلت انك لم تذهب لتستجدي مساعدة أمريكا في الحرب ضد داعش، لك الحق. لكن لماذا نتوقع من أمريكا ان ستستجدي رضاء الأطراف التي تجاهر بالعداء ضدها وبعض يبخل عليها بكلمة شكر، حتى وان هي سرّعت في تحرير تكريت؟ بصراحة لم اسمع او اقرأ في التاريخ كله ان دولة ساعدت اعداءها.
لا يهمني من يلوم لأني أحتكم الى عقلي. والحر من يحتكم لعقله لا لعقل غيره. وهذا العقل، كما الواقع، يقول لي لولا تدخل أمريكا لما سقط صدام. ولولا تدخل أمريكا لما دحر الكرد داعش في كوباني. والكرد يعترفون جهارا نهارا بهذا الفضل. صدق من قال العقل زينة. ثم ان تحرير مركز تكريت ما كان ليتم بيومين لولا ضربات أمريكا الجوية. فلماذا هذه الكره غير المنطقي لمن أعاننا في الخلاص من الدكتاتورية ولا يمكن ان نخلص من داعش بدونه؟ هل لأنه يعادي دولة أخرى وتعاديه لأسبابهما الخاصة؟ ما شأننا نحن؟ أمن أجل خسارة دولة جارة جزءا من "طموحها" الكبير نعادي دولة عظمى نحتاجها في انقاذ أهلنا؟ أغباء هذا أم حكمة؟
الحشد الشعبي ليس ابن لأحد. انه ابن الشعب وبالنهاية هو ابن الدولة العراقية. ولأنه هكذا يجب ان ينضم تحت لواء الدولة التي عليها ان تحميه كثروة غالية من كل من يجازف في التفريط به إرضاء لهذا الجار او ذاك. علينا ان ننحني احتراما لكل من يساعدنا في تسريع النصر على اعدائنا وتقليل خسائرنا البشرية.
يا رئيس الوزراء ضع جميع أعضاء البرلمان على المحك: أتريدون ان تساعدنا أمريكا في ضرب داعش ام لا؟ قل لهم أمريكا ليست غبية كما يحلو لبعضكم تسميتها. ثم انها ليست نبية لو صفعتموها على خدها الأيمن ستعطيكم الايسر. اذبحها على قبلة، فلقد تعبنا يا حيدر العبادي.
ياالعبادي .. قف وسَلِ البرلمان
[post-views]
نشر في: 17 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
قيران المزوري
استاذنا الفاضل الدكتور هاشم تأكيدآ لما تفضلت يقول الدكتور موفق الربيعي ،، للتأكيد موفق الربيعي يقول لاحدى القنواة الفضائية الغصة التي في قلوبنا هي مساعدة امريكا لنا في التخلص من صدام ، لو لم نطلب المساعدة كان أفضل ،،، دكتور هاشم هذا ما يقوله السيد موفق ا