اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مَنْ للنازحين؟

مَنْ للنازحين؟

نشر في: 18 إبريل, 2015: 09:01 م

شاركتُ أمس في اجتماع عقدته "الحملة الوطنية لدعم النازحين - 2015"، وهي هيئة شعبية مدنية بادرت إليها مجموعة من القوى الديمقراطية والمنظمات المدنية، والهدف منها المساعدة في حفظ حياة النازحين وصون كرامتهم الانسانية المهدورة من داعش وسائر قوى الإرهاب، وبأسف شديد من الدولة أيضاً.
محنة النازحين أكبر بما لا يقاس مما يُقال على ألسنة السياسيين، صنّاع هذه المحنة بامتياز، وأكبر مما يرويه النازحون أنفسهم، وأكبر مما يُعرض عبر وسائل الإعلام.. محنة لها جوانب عدة، فالغالبية الساحقة من الثلاثة ملايين نازح ( العدد يرتفع اليوم بعد الآخر) بلا مأوى مناسب، ومن وجد منهم مأوى يمكن اللوذ به ولو في صورة خيمة في البرية، بالكاد يحصل على لقمة الخبز، فالفاسدون والمفسدون يشاركونه في تخصيصاته من المعونة المالية الشحيحة المقررة من الحكومة، بل يستحوذون عليها بالكامل في الكثير من الحالات. ومن كان سعيد الحظ في الحصول على المأوى وعلى الفُتات التي تركها له الفاسدون والمفسدون من المعونة المالية، واجه مشاكل تتصل بالصحة البدنية والنفسية والتعليم وسواها.
المجتمعون أمس في مقر المجلس العراقي للسلم والتضامن، وأنا بينهم ممثلاً النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، ليس في وسعهم تقديم حل لمشكلة ولو ألف عائلة من العائلات النازحة، فالشقّ كبير والرقعة صغيرة، كما يقال. انها محنة بحجم يتطلب تحرك الدولة برمتها، ودولتنا عاجزة، لأنها في الأساس دولة فاشلة، ومحنة النازحين، كما محنة اجتياح داعش لثلث مساحة البلاد من دون مقاومة من الجيش والشرطة، واحدة من العلامات الصارخة لهذا الفشل.
منذ أشهر حضرتُ في مدينة أربيل مؤتمراً حول جرائم داعش في حق المسيحيين والإيزيديين وسائر مكونات الشعب العراقي. وفي أحد الأيام مكّننا منظمو المؤتمر من زيارة ملجأ صغير للنازحين، هو مبنى غير مكتمل لسوق تجارية (مول) أوقف صاحبه العمل فيه ليؤوي بضع مئات من العائلات النازحة من مناطق احتلها داعش. كانت تلك العائلات محظوظة بوجود رجل أعمال من هذا النوع يمكنه أن يضحي بمصالحه الشخصية لدواع إنسانية... نحتاج الى المئات من أمثال رجل الاعمال هذا لنحلّ مشكلة جزء غير كبير من النازحين.. هل يوجد مثل هذا في بغداد مثلاً؟
في بلدان العالم الأخرى لا يُترك أمر العمل الخيري للحكومة، بل ان المجتمع هو الذي يتولى بنفسه الجزء الأعظم من هذا العمل .. التبرع لإغاثة المحتاجين داخل البلاد وخارجها عادة من العادات الاجتماعية المتوارثة والمتأصلة، يتعلمها الفرد ليس فقط في بيته وعبر الاذاعة والتلفزيون وانما في المدرسة على وجه الخصوص.
نحتاج الى مناهج دراسية وبرامج اجتماعية وإعلامية تُعلّي من شأن العمل الخيري .. بهذا الاسلوب فقط يمكننا أن نضع الأساس لحل مشكلة النازحين على المدى البعيد، أما نازحو اليوم فلا أحد لهم .. بكل أسف!

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram