TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رفقاً بالحواسم

رفقاً بالحواسم

نشر في: 19 إبريل, 2015: 09:01 م

في بيانات لوزارة التخطيط يعود تأريخها الى نهاية العام الماضي ، اشارت الى وجود قرابة ثلاثة ملايين عراقي يسكنون في الاف العشوائيات بالعاصمة بغداد ومحافظات اخرى ، تفتقر الى الخدمات الاساسية ، لاماء ولاكهرباء ، بمعنى الظروف المعيشية "سودة مصخمة" وعودة اضطرارية للعصور الحجرية ، الخالية من الخلاف السياسي والصراع على السلطة ، ووعود المسؤولين "الحجريين" زعماء حزب الديناصور بتحقيق طفرة تاريخية في تنفيذ مشاريع الاعمار والبناء لمعالجة تركة ثقيلة خلفها "الحجريون" السابقون ، فشلوا في انجاز متطلبات الانتقال من مرحلة السكن في الكهوف ، الى بناء بيوت طينية بسقوف من السعف وجذوع النخيل .
من توفرت له فرصة زيارة عشوائية ، والتعرف على اوضاع سكانها سينتقل الى العصر الحجري ، حين يرصد سلوك الاشخاص، واعتمادهم على طرق بدائية في ممارسة حياتهم ، فبجوار الغرفة الوحيدة ، يوجد تنور طيني لخبز طحين الحصة للمشمولين بنظام البطاقة التموينية ، الكلاب والقطط السائبة ، تجول في المكان ، بكل حرية، برك المياه الآسنة المكان المفضل للهو الاطفال وشغبهم ومشاكساتهم ، العلاقة الاخرى بين العشوائيات والعصور الحجرية تتجسد بتعرف رجال وشباب العشوائيات على احزاب الديناصورات ، حين زارهم قياديون في قبل اجراء الانتخابات التشريعية السابقة ، وبعد القاء الخطب السياسية والمواعظ الدينية ، وعرض صورة احد المرشحين والتوصية بادلاء اصواتهم لصالحه ، سلمهم قيادي في حزب الديناصور سندات تمليك الاراضي ، ودعاهم لمراجعة دوائر البلدية لانجاز معاملاتهم حسب الاصول والضوابط القانونية للحصول على قطعة ارض ، وبقرض صندوق الاسكان سينتقلون من عشوائيات العصر الحجري الى العراق الجديد .
معركة الحواسم تحول اسمها الى مصطلح يطلق على العشوائيات ، والمتجاوزين على اراضي الدولة ، شاع استخدامه حتى دخل في البيانات الرسمية الصادرة عن جهات امنية "اعتقلت قوة من الشرطة الاتحادية الخميس الماضي في حي الحواسم بمنطقة المعالف باطراف الكرخ ثلاثة اشخاص متهمين بارتكاب جرائم خطف وسرقة استنادا الى معلومات استخبارية" . وهناك شخص يدعي انه المسؤول الحزبي لحي الحواسم في منطقة عويريج الواقعة على الطريق العام الرابط بين بغداد والمحمودية ، فرض على اصحاب الستوتات ، مستخدما نفوذه في حزب الديناصور، دفع مبلغ خمسة الاف دينار يوميا مقابل السماح لصاحب الستوتة بالعمل في علوة الرشيد.
حاملو سندات تمليك الاراضي من سكنة العشوائيات ، يراجعون بشكل شبه يومي الدوائر البلدية للحصول اراضيهم ، وبرغم ابلاغهم بان سنداتهم وهمية لاتمنحهم شبرا واحدا من ارض العراق ، واصلوا المراجعة عسى ولعل يلتفت اليهم ديناصور آخر يعطف على حالهم ، فيمنحهم وعودا جديدة بايصال اصواتهم الى مجلس الديناصورات في الجمهورية الحجرية الديمقراطية ليصدر قرارا ينصف سكان العشوائيات ويخلصهم من لعنة الحواسم ومسؤول فرض الضرائب على اصحاب الستوتات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram