TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المطلوب بعد إطاحة جبوري

المطلوب بعد إطاحة جبوري

نشر في: 19 إبريل, 2015: 09:01 م

أما وقد أضاف الناطق باسم رئيس مجلس الوزراء او الناطق باسم مكتبه الإعلامي، رافد جبوري، الى فضيلة الاعتراف علناً من دون أي تردّد بانه غنّى قبل 15 سنة أغنية لصدام لم تُبثّ من قبل، والاعتذار إلى الشعب العراقي والى السيد العبادي، فضيلة أخرى تمثلت في طلب إعفائه من منصبه، فان أولئك الذين اختاروا أن ينبشوا في مكب النفايات ليجدوا الشريط المسجلة عليه تلك الأغنية التي لم تبثّ، مطالبون بأن يتحلّوا هم أيضاً بفضيلة على قدر فضيلتي السيد جبوري.
إذا كان الذين خاضوا حتى الأكتاف في المستنقع الآسن ليستخرجوا الشريط ويطلقوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية قد رأوا في ما قاموا به فضيلة، فان الفضيلة الجديدة المطالبون بها هي أن يكملوا عملهم بنشر الوثائق (الأغاني والأعمال المسرحية والتلفزيونية والكتابات وأشرطة المهرجانات والاحتفالات) التي تثبت ان المئات ممن يتصدرون المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي اليوم عبر مناصبهم العليا في الدولة وفي الكتل والاحزاب الحاكمة، لم يغن الواحد منهم أغنية واحدة فقط لم تبثّ، كما رافد جبوري، ولا كتب مقالاً واحداً ولا رسم لوحة واحدة ولا ألّف أو أخرج أو مثّل مسرحية واحدة أو تمثيلية تلفزيونية واحدة ولا رقص ودبك مرة واحدة، بل فعل ذلك مرات لا تعد ولا تحصى للبعض منهم.
ليس المطلوب من الخائضين في المستنقع الآسن أن يجمعوا الوثائق كلها عن المعنيين كلهم، فهذا عمل كبير للغاية.. المطلوب منهم، إن كانت نياتهم خالصة لوجه الله وأهدافهم وطنية ومهنية، أن يختاروا الأبرز، وهم في حدود 50 – 100 شخص من الوزراء والنواب ووكلاء بعض الوزارات والمدراء العامين وسواهم من ذوي الدرجات الخاصة المعينين خاصة بالمحاصصة من جانب الأحزاب التي سارعوا بالانتماء إليها بعد 9 نيسان 2003 بعدما كانوا "رفاقاً"، فضلاً عن كتّاب وشعراء وصحفيين ومغنين ورسامين ومسرحيين ورؤساء نقابات وما إليهم.
انهم يعرفونهم حق المعرفة، والكثير منهم أصدقاء حميمون لمن خاضوا في مستنقع النتانة لاستخراج شريط رافد جبوري، فلا حجة لهم بالتالي، واذا عزّ عليهم الأمر، لأي سبب فأنني مستعد لتجهيزهم بقائمة طولها أمتار.
بخلاف هذا يكون الذين خاضوا حتى الأكتاف في المستنقع الآسن ليستخرجوا الشريط ويطلقوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنما فعلوا ذلك لا عن وطنية ولا عن سعي لسبق صحفي، وإنما لغرض لا يتصل بالسيد جبوري في المقام الأول وإنما برئيسه، السيد العبادي.. هو غرض التسقيط السياسي. والهدف البعيد إزاحة العبادي عن رئاسة الحكومة وإدخال البلد في محنة جديدة لكي يعود الى السلطة رجلهم.
بهذه المناسبة أدعو قرائي الكرام الى المساهمة معي في إعداد قائمة كاملة بمن فعلوا من الشائنات في عهد صدام ويتولون الآن مناصب في الدولة والكتل والأحزاب الحاكمة، بعضها أخطر بكثير من منصب رافد جبوري.. ابعثوا لي على بريدي الالكتروني أو على الخاص في فيسبوك.. قد نحتاج الى مساعدة هؤلاء الذين "استحلوا" الخوض في المستنقع الآسن لمحاربة العبادي بالأغنية التي لم تبث لرافد جبوري!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أبو عبدالله

    سيدي العزيز: تحية طيبة، نعم نرجو منكم ومن مؤسستكم الموقر وصحيفة المدى أن تقوموا بحملة وطنية كبرى لفحض كل المطبلين والراقصين والمداحين الذين يتبوأون مناصب عليا في مفاصل الدولة لغرض كشفهم وفضحهم وكلنا معكم لفضح الزيف والدجل وأسلوب الكيل بمكيالين. توكل على

  2. محمد المالكي

    الرجاء ان تكتب لنا عنوان بريدك الألكتروني كي نشارك في الحمله ..تحياتي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram