TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انشغال سعدون بك

انشغال سعدون بك

نشر في: 19 إبريل, 2015: 09:01 م

عندما تجلس أمام شاشة التلفزيون تغرق رغماً عنك في أخبار مسؤولينا الافاضل، وآخر مصطلحاتهم عن الديمقراطية واللحمة والسخرية من اهالي الموصل والانبار، وهناك حملة الآن تقودها محافظة الديوانية " الصامدة " شعارها لا مكان للنازحين " تماثلها دعوات مشابهة يتبناها المتطرفون.. ففي لفتة انسانية ستحفظ له، نفى جهاز الأمن الوطني في الديوانية، السماح بدخول النازحين من محافظة الأنبار، وقال صاحب النفي العميد " المؤمن " عماد الكناني أن "المحافظة لم تسمح لغاية اليوم للأسر النازحة من محافظة الأنبار بدخول الديوانية بسبب مخاوف أمنية"، فعلقت " الكافرة " منسقة الشؤون الانسانية للامم المتحدة في العراق ليز غراندي ان: "رؤية هؤلاء الناس يحملون ما تيسر ويفرون نحو بر الامان تفطر القلب".
يستذكر العراقيون، مثل جميع الشعوب المحبة للخير، ان البيوت كانت تفتح جميعا امام الغريب والفقير وصاحب الحاجة، فهل ذاك زمن ذهب ولن يعود، وهل حلت القسوة بدلا من الرحمة والرأفة، للاسف لم تعد الطائفية عيبا ولا الخراب جريمة، صار هناك آباء للانتهازية واللعب بالوطن ونسف اواصر الرحمة .
هناك عبارة جديدة امتلأت بها الفضائيات العراقية "اصحاب الاجندات" وأعتقد أن من ينظر الى وجوه مسؤولينا سيتأكد اننا لسنا بحاجة الى اجندة خارجية او مؤامرة امبريالية، فالانتهازية والطائفية والجهل أقوى من كل الاجندات، واذ لم تصدقوني اتمنى عليكم ان تسمعوا ما قاله بالامس وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي في اسباب سقوط الموصل،ففي واحدة من كبرى خبطاته " العسكرية "، قال " انه كان مشغولا بملف الانبار الامني".
وهكذا كما هداه تفكيره، فقد ضربنا عصفورين بحجر، الانبار التي زحفت عليها داعش بسبب غياب سعدون الدليمي وخروجه من الوزارة، والموصل التي ضاعت لان الوزير مشغول. الله.. الله.. تصفيق حار.. ودموع تذرف.. واسمع من ساحات العراق كلها صيحة " ما اروعك"!
لا حدود في جمهوريات الكذب والخديعة والانتهازية لأي شيء، فالمضحك أن البعض أراد من الناس أن تصدق أن انشغال سعدون بيك، شيء لم يتكرر في التاريخ، وهو أهم بكثير من السؤال عن البيانات التي اصدرها الدليمي انذاك عن اندحار القاعدة وهزيمة داعش، لكن السيد الدليمي الذي قاد وزارة الدفاع بعقلية وزارة الثقافة، ووزارة الثقافة بعقلية وزارة الدفاع كما اخبرنا ذات يوم، يعرف جيدا ان أحداً من بين 325 برلمانيا لن يستطيع ان يسأله: أين تذهب المليارات التي صرفت على وزارة الدفاع، وقواتنا الأمنية تفتقر للسلاح المتطور وللخبرات؟
والآن هل تعرفون في ظل أنباء "انشغال سعدون الدليمي " ما هو النبأ الجديد الذي خرج من العراق خلال هذه الايام؟ أنه: ارتفاع نسبة الفقر في العراق لتصل الى نحو 30،5%.
وأعتقد ان هذا المقياس لا يشمل ساسة العراق، فمعظمهم يتباهى بمدخراته في دول اوربا، ومشاريعه في لندن وأوتوا وكوبنهاكن وباريس وواشنطن وليس اخرها في عاصمته طهران.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عراقي

    الاخ علي حسين المحترم تحية واحترام نحن على اعتاب نهاية عام على سقوط الموصل ،واللجنه لاتزال تستدعي ،أن هذه الامور هي ذوبان للحقيقه ومحاولات تركين القضيه للدورة القادمه لمجلس النواب ،هناك أمر واضح جداً ،ان أسباب سقوط الموصل هو فقدان ( القياده الميداني

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram