TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لعد احنا شنكول؟

لعد احنا شنكول؟

نشر في: 21 إبريل, 2015: 09:01 م

ذات يوم من ايام شغلي معلما في مدينة الشعلة، أواسط السبعينات، صاح بي أستاذ طارق التكريتي: تعال يابه شوف. كانت بيده مجلة اظنها "الف باء" أشّر لي على خبر فيها يقول ان تظاهرة احتجاجية خرجت في إيطاليا تتقدمها سيدات. الاحتجاج كان اعتراضا على وجوه المذيعات التلفزيونيات بدعوى انها لم تكن جميلة، مع صور لبعض المذيعات موضوع الاحتجاج. عندما انتهيت من قراءة الخبر، قال لي بغضب خفيف: لعد احنا شنكول؟
كان طارق هذا شيوعيا. وربما هذه معلومة لأبناء الجيل الجديد ان تكريت كان عدد الشيوعيين فيها اكثر من البعثيين حتى بداية الستينات. ليس في تكريت، حسب، بل ان صديقنا الصحافي مجيد الهيتي يؤكد أن هيت بأجمعها كادت ان تكون مقفلة للشيوعيين في ذلك الوقت. سبحان مغير الأحوال.
ما ذكرني بزميلي التكريتي عمود لكاتب عربي يشكو فيه معاناته لأنه يوجه عموده لكل العرب حاسبا ذلك من الضّارات. يقول "عندما تكتب في جريدة يقرأها كل العرب يجب أن تبحث دائما عن قاسم مشترك يرضي أذواق معظم العرب". بصراحة، هل غبطته أم حسدته؟ لا أدري. وكمال قال المعلم التكريتي كررت قوله مع نفسي: لعد احنا شنكول؟ يا عمّ انت مثل تلك التي بيتها على الشط لتغرف حيث مالت.
أما نحن، فالف آه. ليس امامنا غير هذا العراق الملتهب. انه العراق وحده لا غيره. تحاصرنا عيونه وهمومه ودموعه. كاتب العمود العراقي كالشاعر الحسيني ليس امامه غير ساحة كربلاء. ولربما الكتابة عن مصيبة كربلاء أسهل لأن المختلفين عليها عددهم لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة او ربما صفر. ما من مرة فكرت بما اكتبه الا واحترت في كيفية تجاوز اكوام زنابير الطائفية. ربما يشاركني الحيرة اغلب زملائي العموداتيين العراقيين. حيرة تقودني من حيث لا احتسب لمشاركة ناظم الغزالي في اغنية "سايب" مع قليل من التصرف:
غنيت كالوا بطران .. وسكتت كالوا حزنان
هدّيت كالوا سكران .. صلّيت كالوا تايب
يا زميلي الكاتب العربي، تعال مكاني لتعرف المعنى الخفي في قول مغنينا "يلوم الما درى ابعلتي شمرها". تعال وجرب بنفسك قول كلمة حق لا ترضي الطائفيين، حتى المثقفين منهم، واستمتع بهجمات "الزنابير" عليك من كل صوب. ذق بنفسك طعم شتائم واهانات ما كنت تعرف لها وقعا من قبل. زنابير نجح البعض، وللأسف، في تدريبها بشكل مضبوط لجعلها مستعدة للهجوم على كل من يسير وحده.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram