يبدو " المفتش تاكَيب"، و هو بطل روائية غموض تُدعى أكاي أكاهوري، أشبهً بـ "مَيغريت" ياباني، ( وميغريت هذا شرطي سري من إبداع الكاتب البلجيكي الفرنسي جورج سيمينون )، لكن حياة الروائية على وشك أن تنقلب إلى رواية من روايات الكاتبة الأميركية الشهيرة ماري ه
يبدو " المفتش تاكَيب"، و هو بطل روائية غموض تُدعى أكاي أكاهوري، أشبهً بـ "مَيغريت" ياباني، ( وميغريت هذا شرطي سري من إبداع الكاتب البلجيكي الفرنسي جورج سيمينون )، لكن حياة الروائية على وشك أن تنقلب إلى رواية من روايات الكاتبة الأميركية الشهيرة ماري هيغينز كلارك المعروفة بالغموض و التشويق، عدا أنها أكثر قتامة. إذ يؤدي لقاء بالمصادفة مع غريبٍ غاوٍ إلى خداع أكثر مما كانت تتوقعه أكاهوري، في فيلم المخرج و الكاتب الأميركي ديف بويل، " رجل من رينو Man From Reno"، كما يقول الناقد الفني جو بيندل في عرضه هذا. و مع أن "تاكيب" يسود قوائم الكتب اليابانية الأفضل مبيعاً، كما تروي القصة، فإن مؤلفته أكاهوري غير مرتاحة لنجاحها هذا. فهي متعبة من شهرتها، و لهذا تتخلى عن رحلة دعايتها للكتاب، و تلوذ بإقامة مؤقتة في سان فرانسسكو، حيث كانت تذهب إلى المدرسة ذات يوم. و في فندقها، تقابل سائحاً يابانياً وسيماً من رينو، أو هكذا تستنتج. و هي لا تفكر بموعد معه، لكنها تذعن في نهاية الأمر لسحره. و على كل حال، فما أن تبدأ الأمور بالتصاعد حتى يختفي هو بشكل سريع. و يشتد انزعاج الغرباء الذين يرغبون فجأةً في إلقاء نظرة على غرفتها بدافع الفضول. و في شمالي المدينة بالضبط، يقوم بول ديل مورال، شريف سان فرانسسكو، بالبحث أيضاً عن رجل ياباني. و هو في هذه الحالة، الشخص الذي يصطدم به مصادفةً خلال ضباب كثيف، و الذي هب و غادر المستشفى بطريقة طائشة على نحوٍ مثير للريبة. و تظهر في الحال جثة في سان فرانسسكو يبدو أن لها علاقةً ما بشخص يلقّبه بول ديل مورال بـ " الرجل الراكض ". و من المحتَّم، أن تؤدي به التحقيقات التي يقوم بها إلى سان فرانسسكو و أكاهوري القلقة على نحوٍ متزايد.
و يمثّل فيلم " رينو "، الذي أطلق للعرض في أواخر الشهر الماضي، خطوةً كمّية بالنسبة للمخرج بويل، الذي كانت أفلامه السابقة مثل " أبيض على الأرز White on Rice "، يمكن تصنيفها ككوميديات رومانسية. و معاونه المتكرر هيروشي واتانيب Watanabe له ما وراؤه أيضاً، لكنه هذه المرة يقوم بدور مساند جدي على وجه الدقة. و بدلاً من ذلك، تقوم أياكو فوجيتاني والممثل المخضرم بيب سيرنا هنا بدوري الروائية أكاهوري و شريف سان فرانسسكو ديل مورال. و نتوقع منهما رؤية ما هو أكثر لأنهما يصنعان عروضاً بارزة ، بأداءاتهما البارعة و الكارزمية، التي لا تعطى حق قدرها مع هذا. و كما تسير الأمور في أفلام الإثارة، ينطوي "رينو" على العديد من الانعطافات غير المتوقعة، و يمسك بتذبذب طريقة الحياة المغتربة ما بين العالمين. كما أن تصوير ريتشارد وونغ الحيوي، المصقول تكنولوجياً يُبرز التوتر خلال مشاهد أساسية عديدة. و يمكن القول إن الفيلم، الأكثر غموضاً مما يمكن أن يتوقع المرء، هو تشويق مؤثر و رومانسي إلى حدٍ ما لا يذهب بعيداً في ذلك. مع هذا، يكون من المغري أكثر مشاهدة فيلم كهذا أرساه ممثلان يبدوان شبيهين بالشخصيتين اللتين يقومان بدوريهما، أكاهوري و ديل مورال. فمن المسلَّم به أن فوجيتاني امرأة جميلة، لكن بطريقة دماغية cerebral ناضجة. و كذلك الحال بالنسبة للممثل بيب سيرنا تقريباً. و هما رائعان، في نقلهما الأسلوب التتابعي للفيلم خلال مشاهدهما السينمائية الكثيرة التي يظهران فيها لوحدهما فقط.
عن / Epoch times