لكي تصرف انتباه زوجها عن وجود رجل آخر في حجرة نومها، افتعلت لدى وصوله فجأة حريقا في المطبخ باحراق ستائره ثم فتحت له الباب وهي تصرخ ولحق بها الى المطبخ ليطفئ الحريق بينما خرج عشيقها من نفس الباب..قالت له انها كانت نائمة واستيقظت على صوت طرقاته على الباب وهنا استنشقت رائحة دخان تنطلق من المطبخ فتوجهت اليه لتكتشف ان مسا كهربائيا احرق الستائر التي تغطي الاسلاك الكهربائية..بالطبع، اهتم الزوج باطفاء الحريق وحساب خسائره وتقريع الزوجة على اهمالها وكل شيء آخر عدا التفكير في احتمال خيانتها له بسبب تفكيرها الذكي او لنقل (الخبيث) في توجيه اهتمام زوجها الى وجهة اخرى...!!
بهذه الطريقة تجري الأمور في ساحتنا السياسية المليئة بمن يملكون افكارا (خبيثة) و(جهنمية) و(فاسدة) لتوجيه اهتمام الناس عن القضايا الأساسية الأهم التي يمر بها بلدهم..انهم يعرفون جيدا اهمية الشائعة في التاثير في معنويات الناس وافكارهم واتجاهاتهم ومشاعرهم وسلوكهم وانها تنتشر اكثر في وقت الازمات والظروف الضاغطة والمثيرة للقلق وفي فترات التحول السياسي والاجتماعي او حين يكون هناك تعتيم اعلامي او غموض في المواقف او كذب معتاد على ألسنة المسؤولين الحكوميين او تضليل متعمد ومعتاد عبر وسائل الاعلام المختلفة..لذا تعاقبت الاخبار (الخبيثة) و(الشائعات) المفتعلة لصرف انتباه الشارع العراقي عما حصل في الانبار..كانت عملية نزوحهم مفاجئة وغامضة ومربكة للحكومة والشارع العراقي ففتحت الباب لمن يملك (جرأة) الزوجة الخائنة و(رعونتها) و(خبثها) ليطلق مفاجآت اخرى، منها (اطلاق تسعيرة جديدة للكهرباء ترهق كاهل المواطن) و(العثور على جثة عزة الدوري)وغير ذلك....لقد نجحوا الى حد ما في اشغال شريحة كبيرة من المواطنين بحرائقهم الصغيرة بينما يقبع فعلهم الشائن في مكان آخر ثم (يفلت) من الباب قبل ان ينكشف ويتلقى العقاب كما حصل من قبل مع سبايكر والموصل..لقد اخرجت شائعة دخول داعش الى الرمادي اهلها منها وسبقهم السياسيون والقوات الامنية قبل ان ينكشف امرهم ويدرك الشارع العراقي انهم لم يكونوا على قدر المسؤولية في مواجهة الحدث..وتعاقبت الشائعات والتصريحات التي نجحت الى حد ما في جذب اهتمام الناس مهما كان الواقع اشد تأثيرا من الاخبار الغامضة والخالية من المصداقية والادلة، ثم عاد مطلقوالشائعات ليشعلوا حريق(اقتراح رئيس الوزراء اسكان النازحين في سجن ابي غريب) الذي خلق تناحرات كلامية بلغت حد التجريح بين نواب برلمانيين لاثبات الامر او نفيه، ولم يفكر احد منهم وهو (يلعلع) في الفضائيات ان القضية اكبر من اشعال (حريق وهمي صغير)..انها قضية خيانة كبرى للبلد بدأت تتضح عبر سلوكيات رجال السياسة..انهم يبيعون ابناء العراق ونفطه ومدنه لأعدائهم ويشعلون حرائق كبرى للتغطية على خياناتهم الكبرى...ولأنهم واثقون من قدرتهم على صرف انتباه (الشعب المخدوع) عن خياناتهم فسوف..تستمر الخيانة..
وتستمر الخيانة ...
[post-views]
نشر في: 24 إبريل, 2015: 09:01 م