اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بالتاء المدوّرة أم المفتوحة؟!

بالتاء المدوّرة أم المفتوحة؟!

نشر في: 24 إبريل, 2015: 06:01 م

اعترض عدد من القرّاء الكرام على أنني كتبت في مقال يوم الخميس، اسم عزة " بالتاء المدورة بدل التاء الطويلة، وهذا حق قابل للاعتراض والنقاش، وأعترف بأنني منذ خبر مقتل عزة الدوري، وأنا أنتظر بيان الحكومة الرسمية، ولكن لا يهمّ فنحن شعب نملك الكثير من الوقت، وماذا سنخسر إذا قلنا عزة أو عزت، وماذا سيخسر المواطن أكثر مما وقع عليه من ظلم وجور ودمار وخراب وتشريد وقتل، وهو ليس بحاجة إلى أن يميز بين التاء المدورة والتاء الطويلة، أو بين بيان تسعيرة وزارة الكهرباء وبيانها الأخير الذي بشرت به المواطن من ان الكهرباء ستتحول الى حلم صعب المنال في هذ الصيف.. المهم ان لا أحد سيسأل الوزير عن بيانه الذي أصدره قبل أشهر وقال فيه انه سيتم الوصول الى مرحلة تجهيز مستمر لمدة 22 ساعة خلال صيف عام 2015 " كأنما حولنا الاسم من عفتان الى الفهداوي، أما المشكلة فهي في رقبة المواطن الذي عليه أن يخجل من نفسه ويرشّد الاستهلاك، أو كأنما محونا خطب الشهرستاني ووحيد وأيهم السامرائي من تراث الكهرباء، بمجرد أننا اكتشفنا ان عزة الدوري كان يحمل " موبايل " سيكشف لنا من المسؤول عن هذا الخراب.
وما دمنا في الخلاف اللغوي، فأدعوكم إذا كانت لديكم هواية متابعة أخبار الساسة والمسؤولين، إلى أن ترجعوا بالذاكرة إلى الأسبوع الأول من معارك الأنبار، في ذلك الوقت خرج علينا القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ليعلن بالحرف الواحد أن القاعدة منيت بهزيمة وأنها تلفظ أنفاسها الاخيرة.
هذا ليس خلاف على رسم التاء، ولكنه ياسادة خلاف على مصير ومستقبل ملايين العراقين الذين وضعوا ثقتهم ومصائرهم بيد مسؤولين لايفرّقون بين بين حقوق الناس وواجبات الدولة.. لايهمّ ان تكون التاء مدورة، ولا ضير ان كانت طويلة، المهم ان لا يتحول العراق الى سيرك استعراضي المسؤول فيه، يتحدث بالديمقراطية وهم يدوس على رقبتها، ويتحدث عن الدولة المدنية وهم يسحق حريات الناس وأمنهم.
الخلاف اللغوي الأكثر إثارةً الذي نعيشه اليوم، هو كيف ستحل أزمة الامن التي استعصت منذ اثني عشر عاماً، هناك فريق كبير من المسؤولين يقول إن المشكلة سياسية، لكن هناك فريقا كبيرا أيضا من المقربين يقاتل من أجل ألا تخرج الوزارات الأمنية من يديه، وبين هؤلاء وأولئك فريق ثالث ينتظر، هو هذا الشعب المسكين الذي يعيش في ظروف سيئة.
كان غاندي يسمّي الخطأ السياسي "ببداية الكارثة" وقال يوما لنهروا " أراك تردد كثيرا كلمات: سنفعل، سنقرر، والأصحّ ان تقول فعلنا قررنا " مَن يعرف  بالضبط مصير الإيزيديات، هل قتلن أم بعن في سوق النخاسة، الخلاف اللغوي في هذه الحالة واردٌ جداً!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    نحن العراقيين تعلمنا لمدة 40 سنه من البعث العظيم ان للحكومه وحزب البعث حقوق فقط وليس واجبات---والشعب والرعاع فلهم فقط واجبات---لصدام كان حسب المادة 41 من الدستور المؤقت كل الحقوق----شن الحرب على ايران ثم الكويت وواجب الجنود والضباط هو الاستشهاد في سبيل

  2. ابو احمد

    الاخ السيد علي حسين تعجبني كتاباتك وعمود اليوم هو فعلا مال كافي قهر والمصيبة ان السياسيين يرغبون اشغال الناس باية قضية ثانوية لتلهيهم عن معاناتهم الحقيقية بغياب الكهرباء والعلاج الصحي الانساني وتعليم الاطفال المشردين دون تعليم وماذا يتعلم الطفل في مدارس

  3. حاج علي حاج علي

    معظم كتابات الكاتب هي ضد المالكي فقط

  4. مهاجر

    السلام عليكم الأخ جسين المحترم أنك لو ناديت فلا حياة لمن تنادي ... ان العراقيين حظهم كدقيق يوم ريح نثروه ثم جاؤو بحفاة يوم ريح قالوا لهم اجمعوه ...وصلت الفكرة .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram