قال اندي وارهول: "كل شيء جميل."
كتب صموئيل بيكيت: "لا شيء ليُعَبَّر عنه، لا شيء يُعَبَّر به ، لا قوة تُعبّر عنها، كل هذا و: إجبار على التعبير."
جون كيبج أعلمنا : ليس لديَّ شيء أقوله وقد قلت: " يوجين يونسكو يعترف: لا توجد حلول، ا
قال اندي وارهول: "كل شيء جميل."
كتب صموئيل بيكيت: "لا شيء ليُعَبَّر عنه، لا شيء يُعَبَّر به ، لا قوة تُعبّر عنها، كل هذا و: إجبار على التعبير."
جون كيبج أعلمنا : ليس لديَّ شيء أقوله وقد قلت: " يوجين يونسكو يعترف: لا توجد حلول، التاريخ لم يحل شيئاً ، لا شيء .. وانا لا اعطي حلولاً ايضاً، لا أجوبة، انا فقط اسأل اسئلة وبطريقة هذيانية، اتكلم كثيراً، كثيراً جداً، لأُربك اللغة، أنا أُمرّر افكاراً في صخب الكلمة."
ميشيل فولَو- كما عقب عليه السوسيولوجي دانيل بل، يرى ان الجنون ليس فقط شكلاً للمعرفة، ولكن العقل نفسه لا يمتلك تفوّقاً على اللاعقل.
ما بعد الحداثي جاك دريدا يريدنا أن نعتقد بأن ثبات الايناشتانيه ليس ثابتاً، وليس مركزاً انه مفهوم قابلية الاختلاف نفسه، هو أخيراً مفهوم اللعبة بكلمات اخرى هو ليس مفهوم شيء ما، مفهوم مركز شروع يستطيع منه مراقب أن يسيطر على الحقل – انه مفهوم اللعبة.
جان فرانسوا ليوتارد، وهو ما بعد حداثي آخر، اكتشف: لو ان "لاكان" قال ان تحب يعني ان تعطي ما لا تمتلك، لكان معنى هذا بالنسبة له: نسيان ذلك الذي تم اخصاؤه. على اية حال يجب ان يعني: ان المرء لا يمتلك شيئاً، ليس هناك فاعل، لذا فلا شيء غير الحب. المرء ليس فقط لا يتمكن ابداً من اعطاء شيء، لا لأنه لا يمتلك أي شيء ولكن لأن لا أحد يمكن أن يعطي او يأخذ."
واتصالاً بتلك المقتبسات، تفترض الفلسفة الذاتية والنسبية ان الحقيقة والقيم متأسسة تماماً على الاختيار العشوائي للانسان. هذا الانحراف وبسند من "اوشفيتز"، يكون الجواب نعم، فهما يؤكدان على انك، بصفتك "فاعلاً" أو تقاليدك، ستشعر بان الأمور كذلك، وكما فعل النازيون.
روبرت روستنبرج، جوزف بيوس، كارل أبِل .. الخ يبيعون او باعوا تكوينات متماسكة من غير جمال، ومن غير قوة يحركان أرواحنا، وبوصف تلك التكوينات فناً حديثاً. وهم الآن افضل من يُدفَع، لهم من الفنانين.
كيف حدث هذا ؟
وأغرب من كل شيء: كيف حدث ذلك النقد على نطاق واسع، كيف راح ينتقد أويسخر من "الفن الحديث" وكيف لم يكن ذلك، مثلما لم يُمْنَع بين المثقفين؟ ما هو قوي وواضح ان هناك اهتمامات بهكذا فن وضمن خلفية موجة اللاعقلانية الضخمة والوجودية والبنيوية وما بعد الحداثة، دون وعي، صمت أولئك مثل ابقار مقدسة تركت إرثاً لايديولوجيا "داخل الزحام" in-Crowd
بقليل من الايضاح : الرقابة خدمت ذلك "الوضع الراهن" والقوي. هذه امور عاشت عصوراً بسبب منع النقاش العقلاني ومحاججة ما يتعلق بالخير والشر. طبعاً لا يمكن ان تستمر اكثر في الغرب الحديث مهما يكن، هم امتلكوا ما يقفون به ضد العقل والنزاهة الاخلاقية ، بدقة، هم وجدوا طرقاً جديدة يشقونها ليقللوا من قيمة العقل والنقاش العقلاني عن الخير والشر، طرقاً تنسجم معنا في "منطقة اللامؤسف". فيز Viz يتوسع بهذه الفكرة فيصل الى ان العالم فوضى وان الانسان لا عقلاني وان الخير والشر، وحتى الحقيقة، امور نسبية تعتمد على "المقدمات" أو "الانتقالات" الذاتية واللاعقلانية، ثم تشتبك بنقاشات يزداد تأثيرها كما زاد تحريمها. النتيجة ان القوة والفوائد المستحصلة والاهتمامات المتبنّاة هي اكثر اماناً للعقل الآن. اكثر من هذا ان فكرة "الوضع الراهن" نفسها تفقد معناها في عالم فوضوي ولا عقلاني، حيث كل شيء فيه نسبي.
كتب جون ديوي: اذا بدأنا في التفكير، فلا أحد يضمن ما ستكون الحصيلة، سوى ان موضوعات عـدة او غايات او مناهج سيُحكم عليها بالتأكيد.
حسناً اقوال يونسكو وبيكيت وهيدجر و اقوال ليوتارد وأيل وجوني كيج كلها تساعد على وقف التفكير. ان موضوعية اصحاب العالم المتماسك، كما النسبيون يساعدون على ايقاف الضمير والنقاشات العقلانية عن الخير والشر. في القرن العشرين يقولون باشياء شبيهة بتلك التي كانت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تلك الافكار التي قيلت تحت الرقابة وسلطة الكنيسة. "وضعوا العقل والقيم العقلانية جانباً." على كل حال هي "أُنجزت" لصالح اولئك الذين عليهم ان يخافوا من الميكانيكية، كما وضعها جون ديوي.
عموماً، يمكن ان نفسر شعبية الما بعد حداثة والوجودية والذاتية والنسبية بانها نظريات عن الحقيقة، عن الخير والشر وفي ظروف مناهضة لمناقشتها. ظروف ضد المناقشة العقلية للموضوعية والاخلاقية، وهذه أيقظت عواطف قادت الى فعل عقلي "ثابت" والفن غير الثابت، غير العاطفي، الذي بلا جمال، وليس معبّراً، ليس بليغاً في نقل المعنى، فعل الشيء نفسه. كلاهما ايضاً "يحققان تقدما" في الفشل الاخلاقي والمفهومات "الإنسانية" المتدنية عديمة المعنى وهي لطيفة بالنسبة للمساواتيين الذين يهيمنون اليوم على الايديولوجية . في جميع الاحوال، هم يبعدون فكرة ان التقدم بلا معنى، بل مستحيل من غير طريقة عقلانية في التفكير ومن غير العمل المنطقي. هذا هو حجر الزاوية لفلسفة الرجعية. وهي كما ترون موسيقى سماوية تحتفي بكل ما هو قوي وخالد ويريد فيها هكذا "واقع راهن" ان يستمر.
ولأسباب مشابهة، لم يتم نقد انماط الفلسفة النسبية والطرز الفنية. لماذا ينقدون السائد و"تابو" الكنيسة؟ انهما قوتا الإيديولوجية تحميان "منافع" انتمائية وتحمي "الوضع الراهن" من، وضد قوى العقل. هذا الامر تماماً مثل أكثر وسائل الفتك – كالرقابة والتحريمات التي مبكراً مارست افعالها الادانية- هذه.
العدمية، هذه الأكثر غموضا، قد اوضحتها المقتبسات وهي بارزة معروفة في اوساط الانتلجيسيا عندنا، حتى ان ستيفين جي كول، اكد اخيراً في كتابه "المنزل الممتلئ على ان حتى التقييم البايولوجي لا يعني تقدماً ابدا من دون ان يكون هناك من يضحك منا في غرفته. وقد تثير الدهشة قليلاً، ان نتوجه لحالات انسانية: جريمة، طبقات دنيا، تربية، مشاكل ذوات صلة ،بطريق المساويين. واذا ما اهتممنا بالخديعة والعدمية في "يقظة فينيغان"، لجيمس جويس واذا استمر اهتمامنا ليكون بموسيقى بلا ميلودي او ايقاع ووصلنا الى ما بعد الحداثة والنسبية، واسهبنا في ذلك، سنصل الى ان لا شيء، موضوعياً، خطأ وستحول هذه مع اوشفيتز الى منافذ ومفاتيح تتقبلها منها المؤسسة الثقافية، باعتبار ان شيئاً جاداً يستمر، بخاصة اذا احتفظ كل منهم بوقاحته في "التبني".
C.W.Rietdijk
س.و. ريتجك
جميع التعليقات 1
أبو بكر سليمان
أعتقد أن محتوى هذا المقال يختصر كل ما يمكن وما ينبغي أن يُقال، لكنه مُصاغ بلغة فلسفية أو رطانة فلسفية بحسب سيوران ، مما يجعل من فهمه ليس في متناول الجميع أو أنه يقود إلى أفهام مختلفة ..، أعتقد أنه من المهم والمفيد ترجمته إلى لغة أبسط تزيل اللبس المحتمل .