الدراسات العلمية أثبتت ان عقل الحمير يستجيب للايعازات بعد دقائق ، ردود افعاله متأخرة للاصوات ، فحين يسمع صوت منبه سيارة ذات دفع رباعي ، ضمن موكب مسؤول او سياسي يسلك الطريق السريع يظل في مكانه لا يتزحزح ، فيضطر عناصر الحماية للنزول الى الشارع لإبعاد الحمار عن طريق الزعيم السياسي او صاحب المعالي ليواصل مسيرته الثورية نحو اهدافه القريبة والمستقبلية ، يمر الموكب بأمان وسلام ، ثم يقفز الحمار استجابة للصوت بعد ان تجاوزه موكب عجلات الدفاع الرباعي بمسافة بعيدة .
حوادث المرور في الطرق الخارجية بعضها يعود الى اصطدام المركبة بحمار وتحتفظ دوائر المرور بصور تكشف حصول حوادث كثيرة راح ضحيتها الابرياء بسبب الحمير في سنوات سابقة ، واسباب الحوادث تغيرت اليوم فاصبحت نتيجة انفجار عبوة ناسفة مزروعة في جانب الطريق ، او هجوم مسلح شنه ارهابيون، وهؤلاء سخروا الحمير الملغمة لاستهداف سيطرات الاجهزة الامنية.
منذ القدم حقق الحمار منجزا تاريخيا يحسب له، حين نجح في اقناع الفرس الاصيلة لتلد البغل ، والمنجز وحده يعبر عن حقيقة، بان الحمار يمتلك من القدرات العقلية والتفكير السليم والوصول الى اهدافه ، بطريق مستقيم مباشر ، عجزت الحيوانات الاخرى عن تحقيقه، الحمار انجب البغال ، فوفر فصيلة تمتاز بالصبر والذكاء ، لها قدرة كبيرة على صعود الجبال محملة بالاثقال ، فسجل للحمار الفصل اللوجستي بتزويد الجيش بوسائل نقل لاتحتاج الى وقود الديزل والبانزين ، وحصته من التموين والارزاق ليست باهظة تضيف اعباء مضاعفة لميزانية الدولة .
شكلت الجمعيات والاحزاب للدفاع عن الحمير لازالة حيف لاحقه نهيقه انكر الاصوات على الرغم من حقيقة اثبتتها الاحداث والمستجدات وخاصة في المنطقة العربية ، بان النهيق مقارنة بخطب المسؤولين والساسة في المناسبات الوطنية والقومية ، وماتبثه وسائل اعلامهم اثناء الازمات وحلول الكوارث والنكبات، النهيق يبدو صوتا مقبولا ترتضيه الاذن البشرية حين تستعرض ما تسمعه يوميا من بيانات وتصريحات لاصحاب الحل والربط ، ولاسيما حين يكون الحديث عن تحقيق تنمية شاملة ، ستنقل البلاد الى مصاف الدول المتقدمة .
"نحن حمير" جملة قصيرة يرددها من توصل الى قناعة اكيدة ، بان حاضره اصبح اسوأ من ماضيه ، ومستقبله بات مجهولا غامضا ، الجملة القصيرة لا ترتبط بمكان محدد او مرحلة زمنية معينة ، انها اختزال للشعور باليأس ، يقولها من توصل الى حقيقة راسخة بان الاكاذيب اصبحت منهجا اعتمده من انتحل صفة رجل الدولة ، اشعل فتيل الحروب ، كرس الطائفية للحصول على مكاسب حزبية وفئوية، سرق المال العام وحوله الى بنوك خارجية منح الاقارب والمعارف امتيازات وصلاحيات ، وجوازات سفر دبلوماسية ، هذا النموذج بكل هذه المواصفات ، يجبر اعدادا كبيرة من عبادالله على قول " نحن حمير" نعجز عن انجاب البغال .
نحن الحمير
[post-views]
نشر في: 25 إبريل, 2015: 09:01 م