اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > عزت الدوري وبصمة الحامض النووي

عزت الدوري وبصمة الحامض النووي

نشر في: 27 إبريل, 2015: 12:01 ص

لقد سجل اكتشاف الحمض النووي DNA ثورة علمية فى كل المجالات، فى الطب، والزراعة، والتمريض، وكل ما تتخيله من مجالات الهندسة الوراثية، والأمراض الوراثية.
وفي ما يتعلق بالإنسان فقد حقق الاكتشاف لحد اليوم منجزات هائلة، ومنها: كان سابقاً يجري تمييز كل شخص،

لقد سجل اكتشاف الحمض النووي DNA ثورة علمية فى كل المجالات، فى الطب، والزراعة، والتمريض، وكل ما تتخيله من مجالات الهندسة الوراثية، والأمراض الوراثية.

وفي ما يتعلق بالإنسان فقد حقق الاكتشاف لحد اليوم منجزات هائلة، ومنها: كان سابقاً يجري تمييز كل شخص، عن شخص اَخر، عن طريق ملامحه، ولونه، وعِرقه، وفيما سيكون الولد اصلع مثل ابيه او جده ،ام لا، وما شابه.. وكل هذا، وما شابه، كان عبارة عن تساؤلات ليس لها من اجابة مؤكدة. أما اليوم فانت تستطيع ان تعلم كل شيء عن الإنسان، عن طريق الـ DNA. و يعتبر مجال الطب العدلي والتحقيق والبحث الجنائي من أهم المجالات التي يستخدم فيها تحليل الـ DNA، وذلك لأن هذا الحامض هو عبارة عن بصمة لا تتكرر من شخص لآخر- كما أوضحنا. ولذلك يُستغلُ هذا التفرد في البصمة الوراثية لكل إنسان لتحديد الشخص المشتبه فيه في جرائم القتل والاغتصاب والسرقة، من خلال آثاره التي قد يتركها في مسرح الجريمة، مثل الدم،أو الشعر،أو المني،أو اللعاب، وغيرها - إذا تم –طبعاً-تحليل الحمض المذكور بطريقة سليمة.
وتطبق هذه البصمة حالياً في جميع دول العالم في المختبرات/ المعامل/ الجنائية، نظراً لأهميتها كدليل نفي أو إثبات في القضايا الجنائية.وكذلك في قضايا الفصل في البنوة المتنازع عليها.
واليوم، بإمكان المحاكم ودوائر الشرطة ، عِبرَ المختبرات أو المعامل الجنائية، استخدام الحامض النووي الموجود في الدم أو في المني أو في الجلد أو في اللعاب أو في الشعر،المعثور عليه في مسرح جريمة لتحديد شخصية المشتبه به،أو المجني عليه، وذلك من خلال البصمة الوراثية- مرادفها بالأنكليزية Genetic fingerprinting،والتي تعني: الحصول على البصمة الوراثية لصاحب الحامض المذكور من الترميز الوراثي Genetic code إياه ، الذي لا يتطابق مع ترميز اَخر.
ويُستخدم الترميز الوراثي أيضاً في حل النزاعات المتعلقة بالنسب الأبوي، بل ويمكن تطبيقه أيضاً على الكائنات الأخرى في دراسة توزعها في بيئاتها المختلفة.

التحقيق الجنائي والبصمة الوراثية
تطلب العديد من السلطات القضائية في العديد من بلدان العالم، تقديم عينة من الحامض النووي للمدانين في أنواع معينة من الجرائم، لإدراجها ضمن قاعدة بيانات كومبيوترية، وبذلك تساعد المعلومات المحفوظة المفتشين والباحثين الجنائيين على حل قضايا تتعلق بمتهم أو مقترف لجريمة غير معروف لديهم، عبر مقارنة عينة الحامض النووي المأخوذة من مسرح الجريمة. وهذه الطريقة هي أحد أكثر التقنيات التي يعول عليها للتعرف على شخصية المجرم.. على أنه يجب الانتباه الى ان هذه الطريقة ليست دائماً مفيدة للباحثين الجنائيين في الحالات التي تكثر فيها عينات الأحماض النووية في مسرح الحادث .
لقد تبين بان استخدام تقنية البصمة الوراثية DNA Genetic fingerprinting قد شكل ضربة قاضية للتشكيك في القضايا الجنائية، ومن خلال استخداماتها في المعامل الجنائية، اعتمدت نتائجها بنسبة عالية جدا من الدقة، تصل إلى 100% .
لنعط مثالاً من الواقع العملي: في المعامل والمختبرات الجنائية كان السائد سابقاً اعتماد بصمة الأيدي كدليل قاطع على عدم التشابه في البصمة بين شخص وآخر، بينما ثبتَ أنها غير مفيدة في قضايا كثيرة، ومنها جرائم القتل- خاصة في حالة جثة مفقودة لمدة من الزمن، ويتم العثورعليها: محترقة،أو مدفونة في الأرض، وقد تحللت، ولم يبق منها سوى القليل من اللحم والعظام .فأين ستجد تلك البصمات ؟..
أما اليوم ، فان التعامل مع مثل هذه القضايا أصبح أسهل وأكثر تأكيداً، باستخدام بصمة الـ DNA . وفي قضية عزت الدوري سيصبح الوصول للحقيقة أسهل أكثر لو توفر أرشيف يضم بصمات كافة المواطنين في العراق ، تؤخذ منذ الولادة،وتحفظ في الكومبيوتر للرجوع إليها عند الحاجة.وعند العثور على جثة مجهولة الهوية يمكن أخذ عينة الحامض النووي منها- من الخلايا الموجودة بالعظام، مثلا، واستخلاص وتحليل هذه الخلايا بهذه التقنية، والحصول على نتائج البصمة الوراثية،ومن ثم مقارنتها بالدليل الموجود في الكومبيوتر،وسنعرف هوية الشخص صاحب الجثة،وكذلك الجاني. في بلد مثل بلدنا ، قد تكون مسألة إعداد أرشيف لبصمة المواليد حديثي الولادة صعباً، والى ان يحين البدء في تطبيق هذا المنهج على مستوى الدولة،التي لم تعتمده لحد الآن، سيمر وقت طويل. لكنها تستطيع الاستفادة من الطريقة مباشرة، حتى في حالة عدم إعداد تلك الملفات الخاصة بالمواطنين.ففي قضايا كثيرة ، ومنها القتل، والاغتصاب، وتحديد النسب/ البنوة/ تكون بصمة الـ DNA دليل تأكيد أو نفي قاطع . وتبقى قضية جثة عزت الدوري لغزا يصعب على الاطباء العدليين عندنا اعطاء الرأي الصائب لعدم وجود ارشيف البصمة لكافة العراقيين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram