TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن الشائعات ونزوح الأنبار

عن الشائعات ونزوح الأنبار

نشر في: 26 إبريل, 2015: 09:01 م

لا اعتراض على قول العبادي بأن نزوح أهالي الأنبار "غير مبرر". ولا اعتراض أيضا على تحميلة الشائعات سبب النزوح، لكن الاعتراض على مروره مرّ الكرام عليها من دون أن يخبرنا بالطرق التي تمنع تكرارها.
الشائعات، في زمن الحرب النفسية، سلاح قد يكون أشد فتكاً من الدبابات والمدافع وحتى الطائرات. ان كان ما قاله القائد العام للقوات المسلحة صحيحاً، ولا شك في أنه كذلك، فهذا يكشف عن ضعف مخيف في قدراتنا المضادة للشائعات، وفي الوقت نفسه يكشف عن قوة العدو في استخدامها. قرأت مرة لكاتب فرنسي وصفه لداعش بأنها "كذبة" متقنة او "شائعة" مدروسة لم يواجهها عمل اعلامي متقن او مدروس، وهذه هي مشكلتنا.
الشائعات في الحروب فـن وعلم قديمين جداً. استعملتها الأمم المتخلفة والمتطورة على حـدٍ سواء. اوكسجينها غياب المعلومة والغموض. وهذه لا تحتاج عندنا الى روحة للقاضي. فمؤسساتنا الإعلامية الرسمية عاجزة عن سـد فراغ غياب المعلومة الصحيحة. عرف الأعداء ذلك فاستغلوا هذا الضعف بحرفية ودهاء. اعلام المحاصصة وتقديم الولاء على الكفاءة لو وفرت له افضل تقنيات الإنتاج والإخراج لن ينجح في حماية عقل طفل بالروضة من الشائعات، فما بالكم بتعدد القنوات الإعلامية التي تحشر أنفها في ساحة الحرب وهي ذاتها متعفنة بروائح الطائفية والكراهية والتخلف؟
في عمود سابق ناشدت القائد العام ان يعتمد على ذوي الاختصاص بالإعلام النفسي لحماية أبناء المناطق التي يحتلها داعش. المواطن الذي يعيش تحت ظل الاحتلال يحتاج الى أسلوب اعلامي خاص يختلف عن أسلوب المناطق غير المحتلة. الأول أكثر خوفاً وقلقاً. ومن الطبيعي ان الإنسان الخائف يظل صيداً سهلاً للشائعات. الشائعات أقرب للكذب ان لم تكن هي الكذب نفسه. وللأسف من طبع الكذب المصفط أنه ينتشر أسرع من الصدق المخربط. لا يكفي ان نقول للمواطن الانباري الحقيقة لنحميه، بل يجب ان نفكر كيف ومتى نقولها له؟
الحقيقة المرة هي أن إعلامنا، وخاصة الرسمي منه، يعيش في وادٍ والعراقي الذي تحيطه الوحوش الكاسرة، في وادٍ آخر. ومثلما يسافر العبادي وغيره من المسؤولين لطلب المعونات العسكرية في حربنا القاسية، عليهم ان يطلبوا من الدول المتقدمة، وذات التجارب الناجحة في محاربة الشائعات، مساعدتنا. وقبل ذلك، على أصحاب "الشأن" ان يغلقوا باب المجاملات والمحاباة في تعيين الكوادر الإعلامية. عليهم ان يبحثوا عن كفاءات عراقية جديدة حرمها الطائفيون والمفسدون، مع سبق الإصرار، من أخـذ دورها الفاعل في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram