حين يغزو رجل العلم الفنَّ، فإن تعبيره يكون مختلفاً كثيراً عن ذلك الذي يتبع الفن الخالص. وينشأ الاختلاف بفعل مزيجٍ من السياق، بين الفن والعلم، واضح في نتاج ريجين جون، وهو مهندس بالمهنة، وفنان بالاختيار وعمله " خرزات هولي ــ المدار Holi Beads –Th

حين يغزو رجل العلم الفنَّ، فإن تعبيره يكون مختلفاً كثيراً عن ذلك الذي يتبع الفن الخالص. وينشأ الاختلاف بفعل مزيجٍ من السياق، بين الفن والعلم، واضح في نتاج ريجين جون، وهو مهندس بالمهنة، وفنان بالاختيار وعمله " خرزات هولي ــ المدار Holi Beads –The Orbit’" المعروض في ساحة أويد في ماتانشيري، بمدينة كوتشي الهندية، يجتذب الأنظار بارتفاعه البالغ 54 قدماً، وهيكله المكون من 90 جوزة هنــد و 400 متر من حبل معمول من قشرة هذه الثمرة. وهذه المسبحة المتدلية من السماء هي استنتاج تجريبي لريجين من حقول الفيزياء والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية. وكان الرجل قد بدأ بعد خسارةٍ شخصية، يتساءل ويلاحظ الهرميات في أنتروبيا النظم الاجتماعية والفيزيائية. 

وكونه مهندس اتصالات كومبيوترية لتسع سنوات تقريباً، وجد أن من الأسهل عليه نسبة المفاهيم وتفسيرها وفقاً لميدان شبكة الاتصالات البعيدة. ورأى نظام شبكة الاتصالات هذه في البلاد، في المركز ومجهزات الخدمة المختلفة كهيئات متصلة ومتوازنة به. وقد مثـَّل لديه النظام الشمسي، والتركيب الذري، والعوائل، والنظُم الاجتماعية ترتيباتٍ متماثلة ضمن تنافر ظاهري. وأدى به التحقق من التعقيد إلى خلق اختراعين، وكان العمل المنجز خلال أيام الهندسة، في عام 2004، مسبحة، وهو التركيب البسيط الذي قدم نفسه للفنان كواحد ذي تبصرات متعددة.
يقول ريجين " لقد رأيت العمل، بصورة عَرَضية، من زاوية مختلفة ؛ فشاهدتُ منظراً تجاوز إلى حدٍ بعيد نطاق العمل. وقد أظهر لي حتى الآن صورة ألكترونات، فوتونات، مداراً، كواكب، أقماراً صناعية، محوراً، نسيج عنكبوت، عنقوداً، جهازاً إلخ. " وهذا العمل، الذي استمر ليقيم عالماً مسجلاً في " كتاب ليمكا Limca للأرقام القياسية "، باعتباره المسبحة المسيحية الأطول، 29 متراً، يرتفع مرة أخرى في العمل الحالي ذلك أن " خرزات هولي ــ المدار " هو نقلة ثانية، مستدير هذه المرة، وأكبر حجماً وأعمق تصوراً.
إنه نسخة معزَّزة من مجموعة خرزات الصلاة المستخدمة في أديان متعددة وليس مسبحة دينية، لكنها مثل اسمها هولي holi، متعددة الأبعاد، من الدين إلى العلم الاجتماعي. وكان ذلك خلال بحثه في مختبرات بيل حين صادف أشياءً متماثلة في مناطق وفلسفات مختلفة. " ففي مرحلة من الزمن " يقول الفنان " لاحظتُ عرَضاً التماثلات والارتباطات في عدد الخرز المستخدمة في مسابح أديان مختلفة. وساعدني هذا على أن أستمد تصميماً مثبَّتاً للشيء نفسه".
وأصبح هذا المنظور تمثيلاً للعوائل الهرمية من كل ما يراه ويشعر به من حوله تقريباً.
" وهذا العمل هو تحقيق لكل ما جرَّبته في حياتي، وهو أكثر من مجرد عمل ديني أو روحي "، كما يقول ريجين، الذي يعمل حالياً مع مشاريع جماعية مختلفة في مجال الترويج للأعمال الرياضية والفنون.

عن: The Hindu