من بين جميع الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام حول ماجرى في الثرثار، ومحنة أهالي الانبار، والإصرار على أن خالد العبيدي تم تعيينه وزيرا للدفاع من قبل الموساد الاسرائيلي، ووسط المشاهد المضحكة للديمقراطية العراقية، التي لا يزال فيها البعض منشغلا بتقديم فواصل من التهديد والوعيد والشتائم لكل مَن يُطالب أو يطلب مساعدة دولية في مواجهة دولة البغدادي، وسط كل هذه المشاهد الساخرة، كان هناك مشهد عراقي بامتياز بطله فنان اسمه "كريم وصفي" أصر ان ينبت الامل في مكان حاول الظلاميون أن يغتالوا فيه الحياة.
المشهد ربما سيعكر مزاج الذين يبحثون في سجلات العبادي عن حادثة سبايكر جديدة، وسنراهم يسخرون من هذا الشاب الذي حمل آلته الموسيقية وذهب وسط الدخان ليعزف لحن البقاء، فما هي الموسيقى وما هي كراماتها، وما هو الخوف والتشريد والقتل على الهوية؟، إنها مجرد مشاهد تقلق الضعفاء والمطاردين، فالموت كل الموت "للانبطاحيين".
منعشة ولذيذة الديمقراطية العراقية،، حين يصر البعض ان يجعل منها صوتا واحدا، وبكل تواضع يطلبون من الجميع ان لا يناقشوهم، فالامر محسوم، العبادي خائن لانه لم ينقذ الجنود في الثرثار، ويجب ان يقدم الى المحاكمة، جميل جدا، ولكن ماذا عن قتلى سبايكر وقبلهم صولة "ثأر القائد محمد"، ماذا عن سبي نساء الموصل، ماذا عن قتلى الحلة والبصرة وبغداد وميسان وذي قار وبابل والقائمة تطول؟ لايهم فهذه مسألة يمكن ان نتجاوزها الآن، فنحن منشغلون باعداد ملف عن فساد العبادي، ونتابع حكاية شبهات عقود سلاح كما بشرتنا النائبة حنان الفتلاوي؟ وفات السيدة النائبة للأسف في زحمة البحث عن خطايا العبادي، انها اخبرتنا من قبل ان صفقات السلاح التي وقعها العراق سليمة مئة بالمئة، احاول انعاش ذاكرتها وانا أحيلها الى تصريحها الناري عام 2013، وهي تدافع بضراوة عن صفقة السلاح الروسي... الباقي من التصريحات التي كانت تطلقها انذاك، لا ضرورة لها.
يتشابه التخلف ومعه الكراهية والطائفية، وتختلف أرقام وأحجام الخراب، فيما الناس تدفع ثمن ما تجمّع عليها من ساسة، خطفوا كل شيء، المال والقانون، والرفاهية، والأمل. تجمَّعوا وخرجوا في خطاب كريه، في اللحظة التي يخرج فيها العالم كل يوم إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والمستقبل.. فيما نحن لانزال نصرّ على أن الطريق الوحيد للتطور يمرّ عبر اعادة الكرسي الى فخامته.
يا مَن تصفقون وتهللون لسبايكر جديدة في الثرثار، عليكم أن تعرفوا أنكم لستم وحدكم في هذه البلاد، لا أنتم ولا مَن يشبهونكم،، هذا وطن سيحتضِر لو قـُهر فيه البعض لصالح القطيع الطائفي.
خراب العراق ليس في الحرب القذرة التي تخوضها عصابات داعش فقط، بل في الحروب التي يخوضها ساسة باعوا ضمائرهم قبل أن يبيعوا الوطن.
"الثرثار" كما يحلمون به
[post-views]
نشر في: 28 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
كمال يلدو
شكرا لك أخي علي حسين. كلامك (عطابة للكلب) وآمل ان يأخذه البعض وصفات لعلاج روماتزم الوضع العراقي. آمل ان لا يعودوا لكلامك بعد ٤٠ سنة ويقولوا (والله جان الزلمة يحجي صدكَ). لك ولقلمك التقدير
الشمري فاروق
ياسيدي لقد باعوا الوطن وقبضوا ثمنه منذزمن واشتروااوطانا ومصالح لهم خارج هذاالوطن فجوازاتهم حاضرة للشلعه عنداول شعورهم بالخطر...اما العراق وشعبه وبغداد فما هم سوى (البقرة الحلوب) التي سيتركونها عند اول شعورهم بالخطر .... عزيزي ابو حسين انت تسميهم سياسيو
رمزي الحيدر
لا أعرف كيف يستطيع العبادي إخراج العراق من هذا المستنقع النتن . صدام هدم نصف العراق والنصف الثاني ساري فيه التهديم على قدم وساق برعاية الاسلام السياسي .
مواطن عراقي
بارك الله في هذا الحس الوطني، والخزي والعار لكل طائفي قميء، لست مدافعا عن السيد حيدر العبادي، ولكنني بكل احترام احيي حسه الوطني عندما حضر هو والسيد وزير الدفاع للبرلمان وادلوا بافاداتهم.. اين هذه الاصوات النشاز عندما طلب البرلمان حضور رئيس الوزراء ووزير