تصنع السينما الورقية فناً حياً يتخذ مفهوم "حي" بصورة حرفية. فبالورق، والكاميرا، وجهاز تسليط الضوء projector، تجدهم يخلقون بشكل مدهش لوحة جميلة في (الأوديسة).فكل المواد الأساسية مرتبة بدقة على منضدة: مجموعة أساسية من الأشكال السود والبيض المصنوعة بالي
تصنع السينما الورقية فناً حياً يتخذ مفهوم "حي" بصورة حرفية. فبالورق، والكاميرا، وجهاز تسليط الضوء projector، تجدهم يخلقون بشكل مدهش لوحة جميلة في (الأوديسة).
فكل المواد الأساسية مرتبة بدقة على منضدة: مجموعة أساسية من الأشكال السود والبيض المصنوعة باليد، والمناظر المرسومة يدوياً، والقليل من الأشخاص المؤهلين. وكل شيء مصنوع من الورق المقوَّى والورق الخفيف. ويلتقط اثنان أشياءً بعناية ويتلاعبون بها مباشرةً أمام الكاميرا. وبين الفَينة والفَينة يضيفون كذلك رسوماً أو لوحات. وهذا يخلق، على شاشة سينمائية، صورة، ثم مشهداً، وأخيراً فيلماً قصصياً آنياً. كما يحتل ثلاثة موسيقيين مركز المسرح، حيث يوفرون تأثيرات صوتية وموسيقى للفيلم. فنسمع عزف بيانو، وغيتار، وكمان، لكن أيضاً صوت منشار، ودمى موسيقية، وأصواتاً عجيبة تُحدثها أدوات أخرى.
ومنذ عام 2004، تقوم السينما الورقية بخلق هذا النوع من الفن الحي السمعي ــ البصري المجازف الذي يصعب أداؤه. وهم يُحضرون الآن إلى بروكسل الأوديسة، آخر أداء من دون كلمات لهم، مستند على قصيدة هوميروس الملحمية الشهيرة. وبالرغم من عدم وجود نصٍ إذ يبدو الشعور بالجمالي أساسياً، فإن المشاهد يحصل مرةً أخرى على خبرة فريدة ذات انطباع ساحر للغاية. وهكذا فإن للسينما الورقية مشكاة سحرية laterna magica يمكنها أن تفتن جمهور الحاضرين في عام 2015، وهو، كما يقول عازف البيانو هازل ميلز، " عمل يمثّل تحدياً يصعب القيام به، خاصةً بالنسبة لنا : إذ كان تلخصيص هذا العمل بالنسبة لوسيلتنا ــ السينما الحية الصامتة والموسيقى ــ صعباً جداً. فإذا أنت استبعدتً كل التعقيدات، فإن الأوديسة تدور أساساً حول الحب والقيَم العائلية. وهذه موضوعات ذات صلة دائماً بما يمكن أن تحدده جماهير الحاضرين الكبيرة. ونحن نرى أن ذلك أمر مهم".
• و لماذا تريد أن تصنع فيلماً حياً وتشاطر الحضور تقنياتك؟
يقول ميلز "إننا نختار بشكل مقصود إنتاجات بصرية تماماً ذات عنصر موسيقي قوي. وبدون حاجز اللغة نستطيع مبدئياً أن نؤدي عملنا أينما كنا في العالم. وقد شبّه صحافي مؤخراً طريقتنا هذه بمشاهدة فيلم وصنعه في الوقت نفسه. والمشاهدون يصبحون أكثر تحمساً لأنهم يستطيعون أن يشاهدوا الأداء من الداخل. كما أن ذلك يرغمنا على الارتجال، الذي يجعل كل أداء شيئاً فريداً. ومن ناحية أخرى، فإن هذا التنوع يستنبط ردود فعلٍ متنوعة. فيتم، أولاً، احتواء الناس في العادة تماماً وتجد الأطفال يتفرجون وقد فغروا أفواههم من الدهشة. وغالباً ما يكون الجمهور فيما بعد متأثراً بشدة. ويكون أحياناً مستمتعاً إلى حد كبير، وقد راحت القاعة تهدر بالضحك.
• يعود هذا الانتاج بتاريخه إلى عام 2012، وقد تنقَّل في أماكن كثيرة في إنكلترا والعالم. فما الذي سيأتي به المستقبل؟
يقول ميلز : " إنه يستمر ليكون عرضاً شعبياً للغاية يود الكثير من الناس مشاهدته. لأن المؤدين الحاليين يقومون بالسياحة به لوقتٍ طويل، وعلى كل حال، فإننا ندرّب الآن مجموعة جديدة من الفنانين والموسيقيين ليتولوا أمر المشروع في المستقبل. وسيمنح هذا فريقنا المجال للتجربة وبالتالي القيام على نحوٍ واعد بإنتاج جديد. فهناك ما يزال الكثير من القصص التي تقال في هذا الإطار، حتى بالورق وآلة التصوير.
عن/ Agenda