TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الكأس الملآنة فارغة

الكأس الملآنة فارغة

نشر في: 29 إبريل, 2015: 09:01 م

أصبح ( التفكير الإيجابي ) علما معروفا قائما بذاته ، واسع الانتشار ، بعد ان كان هامشيا، محدود التداول ضيق النطاق . وصار المختصون يتبارون في تبيان مدى تأثيره الذي يشبه السحر ، وغدا تدريسه في المدارس والمعاهد بيضة القبان .
أس التفكير الإيجابي ، يكمن وينبثق من قرارة الإنسان ، من سويداء ذاته ، من تلافيف دماغه ، من لحظة رغبته الجامحة باكتشاف قدراته الدفينه الهاجعة ، وإيقاظها من رقادها وتسخيرها لخدمته .
يتبنى الداعون لاعتماد التفكير الإيجابي منهجا مضمون النتائج على قدرات الإنسان .
— قل أستطيع … تستطيع … قل سأتجاوز كل صعب ،تتجاوزه ، قل سأحقق ما أصبو إليه من تقدم ونجاح ورفعة ، ستنال ما سعيت إليه!!
…………
حاولت قبل سنة ، تطبيق مبادئ التفكير الإيجابي والتعريف بسطوته وذلك بالتبشير بفاعليته بين الأهل والأصدقاء . بعضهم استهجن الفكرة ، قالوا إنها لعبة يجيدها المتحذلقون ، البطرون ، المتخمون ، ذوو المورد المالي الذي يقيهم مذلة التوسل والتسول وسوء المآل .
………
أعاد لي قريبى الشاب ، خريج كلية العلوم ، العاطل عن العمل ، الكتاب الذي أهديته إياه حول التفكير الإيجابي ، ليكتشف قوته الذاتية الكامنة ، بإيقاظ المارد من غفوتة المستكسنة .أعاد لي الكتاب مشفوعا بهوامش زعزعت تفاؤلي ، وثلمت قناعتي ، إقرأوا معي:
# آسف ،، التفكير الإيجابي لا يتطبق علي ، ولا على عراقيي اليوم أمثالي ،
# حاولت ، الف مرة حاولت : سأحصل على فرصة عمل ، غدا او بعد ، فلم أحصل إلا على الرفض . رغم محاولاتي العديدة في البحث .
# قلت تكرارا : إنني قوي بذاتي وقدراتي وشهادتي العلمية ، وها أني احمل شعور العاجز الكسيح المكبل ، إذ آمل من أمي ان تدس تحت مخدتي ما تستقطعه من مصروف البيت .
# كن سعيدا في العمل الذي تؤديه .. اين هو العمل - أصلا - الذي سأكون سعيدا به ؟؟
# والله والله ، حددت هدفي و سعيت إليه ، وعدت خالي الوفاض ، وملء زوادتي اليأس .
تفكير إيجابي ؟؟!! هه،،، هههههه ..
أرجوكم ،، أيها الكتاب البطرون : هلا اتقيتم الله في ما تسطرون ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram