أصبح أحد اشهر فلاسفة العالم، لانعرف كم كتاباً كُتب عنه، اذ بين اليوم وغد تضاف اليها دفعة جديدة من الدراسات التي تريد ان تحلل اسطورة الرجل الذي اشعل معظم ثورات القرن العشرين.
قبل شهر صدرت الطبعة العربية من كتاب بعنوان" كيفية تغيير العالم، حكايات عن ماركس والماركسية " للكاتب اريك هوبزباوم، ومن المصادفات انني كنت قبل اشهر قد أعدت قراءة "سيرة هوبزباوم الذاتية عصر مثير: قصة عمر في القرن العشرين"، الصادرة عن دار المدى، وهي واحدة من أهم السير الذاتية التي تسلط الضوء على الاحداث الكبرى في العالم، اذا علمنا ان صاحبها عاش اكثر من تسعين عاما، وكان يرى أن سيرته الذاتية تستحق القراءة ليس لأنها سيرة أحد المشاهير التي تمتلئ بهم أرفف المكتبات، ولا لأنها سيرة فضائحية تكشف خفايا مغامرات صاحبها الجنسية أو السياسية، بل لأنها سيرة تؤدي إلى فهم القرن العشرين.
في حكايات هوبزباوم عن ماركس يحاول المؤرخ الانكليزي رد الاعتبار للألماني الذي مات معدما، فنراه يطرح سؤالا مهما: لماذا ماركس اليوم؟
هذا السؤال طرحته امس على احد الزملاء، ونحن نشاهد التظاهرة العمالية التي انطلقت من ساحة الفردوس، وغابت عنها معظم الفصائل السياسية باستثناء الشيوعيين، الذين يرون في هذا اليوم فرصة للتطلع لعالم يتحرك في كل الاتجاهات، مصانع تعمل، وقوافل لاتنتهي من الشغيلة ، وآلاف السيارات التي تنقل اصحابها من و الى اعمالهم ، لكن بعد 12 عاما من التغيير نكتشف اننا لا نعاني من تدفق العمال على المصانع، وانما نحن نعاني من تدفق المهجرين في العراء، وطالبي اللجوء، ومشردي وزارة الصناعة، لأنه ليس لدينا عمل حتى لعمالنا، و لاننا استبدلنا عصر التنمية والانتاج ، بخطب مشعان الجبوري وتغريدات حنان الفتلاوي، وتقلبات مفكري العصر الجديد، ممن يعتقدون جميعا أنهم منظرو الستراتيجية العالمية الحديثة، حين يمسكون الميكرفون، فتصبح متعتهم الوحيدة أن يقدموا للناس خلطة مثيرة للضحك، يتجمع فيها نثار الكلمات التي لا تنتمي الى عصر وزمان.
في الطريق إلى العصر العراقي الجديد، نتأمل حال العراقي اليوم فماذا نجد، كل طاقات وثروات بلاد ما بين النهرين لم تحقق نموا اقتصاديا يقارب النمو في جزيرة صغيرة اسمها سنغافورة.
العراق الذي عين اول امراة وزيرة للبلديات في الشرق الاوسط، لا يزال بعد اكثر من 50 عاما يبحث عن قانون يبيح زواج القاصرات، ونسبة الفقر فية تجاوزت الـ30%.
ساضطر ان اعيد على مسامعكم ما حدث في سنغافورة ، بلادا ليس فيها شيء من خيرات ارض السواد ولا ثرواتها،، لكنها مليئة بقوافل التنمية والحياة، فيما نحن مصرون على ان نضرب الرقم القياسي في قوافل الموتى والمشردين.
ماركس في ساحة الاندلس
[post-views]
نشر في: 1 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
الشهيد الخالد خالد احمد زكى رحمه الله سالنى في مقر جمعية الطلبه العراقيين في مركز لندن في السينيات---هل تعرف يا عادل ان ماركس كتب حتى على الرقص-------وسالته مندهشا -واى كتاب ؟؟ خالد أجاب وابتسامته المعهودة على وجهه------كتاب اسمه خطوة الى الامام وخطوتان