اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المعادلة العراقية الصعبة

المعادلة العراقية الصعبة

نشر في: 2 مايو, 2015: 09:01 م

هل يمكننا الحديث عن التطرف بوصفه نتيجة لا واقعاً؟ اعتقد أن تصورا كهذا يمنحنا فرصة كبيرة لمعرفة كم هائل من الحقائق والأمنيات في الوقت ذاته، إذ أن أي تصور لعراقٍ بدون احزاب دينية مثلاً سيتيح لنا الحصول على معادلة مختلفة تماماً من خلال نتيجة مفادها أن لا اقتتال بيننا، وبذلك سيكون عدد القتلى من العراقيين رقماً لا معنى له، وقد لا نجد رقماً ابداً.
ولكي لا يتهمنا احد بالمروق والتجاوز على جوهر ما يعتقد به، نسأل السؤال البريء جداً ونقول بافتراض أن جميع توجهات الزعامات السياسية الرسمية وشبه الرسمية في الدولة وبضمنها المؤسسات الأهلية استبدلت وجهتها، بقرار وطني انساني خالص، وبنت لنا بدلا عن المئات والآلاف من مقرات الأحزاب وتوابعها والمساجد والحسينيات والخانات ومفاصل التشدد الأخرى التي بنيت بعد العام 2003 نقول: توجهت وجهتها الصحيحة وبنت لنا آلاف المدارس والمستوصفات والجامعات والاسواق والشوارع والحدائق العامة والنوادي الرياضية والمقاهي والكازينوهات . أما كانت حياتنا افضل ؟
ونتجرأ لنسأل السؤال التقليدي جدا، وقد بلغنا ما بلغنا من الموت والخراب والفرقة والاحتراب. ما الذي انتفع منه الشعب من عمل الطبقة السياسية في العراق؟ وهذا سؤال يمكننا توجيهه إلى جميع السياسيين العراقيين: هل بينكم من يقول باني عملت كذا وكذا لصالح العراق ووحدته واقتصاده ومستقبله!! لأن دخيلة العراقي تقول بان هؤلاء هم، على اختلاف توجهاتهم، من جردوا العراقي من امنه ومستقبله في الحياة. لننظر إلى مليارات الدولارات التي صرفت على التسليح، ومثلها من التي صرفت على المشاريع الفاشلة، ومثلها التي صرفت على المساومات بينهم، في عمليات الصمت المشتركة، ونتذكر هنا بمقولة السيد المالكي الشهيرة: لدي ملفات لو فتحتها لانهارت العملية السياسية. كأننا لم نصل انهيارنا بعد ؟
لا أملك مبلغا معينا لكلفة الحواجز الكونكريتية التي صرفت بسبب الوضع الأمني منذ العام 2003 إلى اليوم لكني املك تصوراً بسيطا لحجمها، إذ انها لو جمعت ورصفت على شكل مبان لغطت مساحات شاسعة من أرض الوطن ولسدت النقص الحاصل لدينا في السكن والمدارس والمستشفيات والمستوصفات، ولا أظن احداً يختلف معي في هذه. ولولا وجود طاقم السياسيين الدينيين العراقيين الذي لم يجلب لنا سوى العنت والتشدد والاحتراب لما كنا بحاجة لمئات الآلاف من البدلات والتجهيزات والملابس العسكرية، التي انفقت على الجنود ورجال العشائر ولو كنا تجاوزنا حاجتنا لها ولأشرتينا بثمنها اجمل موديلات الزي المدرسي. لنتصور حالنا وحال اجيالنا الجديدة لو كنا اشترينا بثمن خراطيش الرصاص وأطنان القنابر والمقذوفات والألغام عددها من الآلات الموسيقية(كمنجات وأوركوديونات ...) ووزعناها على طلبة مدارسنا وأولادنا ليلهوا بها. أما كنا في حال افضل؟
يتحدث سياسيونا عن قرار التقسيم الأمريكي باستنكار ورفض، ولا يملكون أدنى الحلول للتصدي له، بعد خراب اللحمة الوطنية، ووصولنا الى الهاوية. يتحدثون كأنهم لم يكونوا السبب في ذلك كله. ما كان العراق ليصل إلى الحال هذه لولا سوء إدارة احزابنا الحاكمة. ولا وقت لتبرئة أحد فالكل متهم مدان في نظر الشعب المغلوب. الذي استغلت عواطفه في غير مبتغاها. سيأتي اليوم الذي لن يكون احد فيه بمنأى عن المساءلة والعدالة، القانون، الذي سن لمحاسبة من تجاوز على حقوق الشعب. يوم يتخلص التابعون من قيود عواطفهم ليتحدثوا ويتحدوا بلسان عقلهم ومستقبلهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram