البغداديون سمعوا وعود وزراء الداخلية برفع السيطرات وتخفيف الاجراءات الامنية في احياء وشوارع العاصمة منذ سنوات . فيما تشير الوقائع على الارض ان السيطرات تحولت الى سواطير تنهال على رؤوس الجميع بلا رحمة ، خير دليل على ذلك فرض حصار على العديد من المناطق بجانب الكرخ ، فالمحلة 885 في حي الجهاد مازال اهلها يعانون صعوبة الدخول من منفذ واحد ، فيما اغلق الاخر لاغراض تتعلق بتوفير الحماية لمركز شرطة جديد افتتح مؤخرا خشية تعرضه لاعتداء ارهابي .
اطلاق تسمية "السواطير" على السيطرات لايعني الاساءة الى المؤسسة العسكرية ، وتضحيات منتسبيها ودورهم في محاربة الارهاب وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة . في لقاء متلفز بثته احدى الفضائيات العراقية مع وزير الدفاع خالد العبيدي ، انتقد انتشار السيطرات ووصف عملها بانه بلا جدوى ، وعده سببا مباشرا في الزحام المروري ، وتعهد العبيدي هو الاخر ببذل الجهود لاعتماد اساليب حديثة متطورة لحفظ امن المواطنين وممتلكاتهم ، وسخر في الوقت نفسه من استخدام اجهزة الكشف عن المتفجرات ، بوصفها دخلت الى الخدمة بموجب صفقة فساد ، ومازالت معتمدة مع علم الجميع بان تلك الاجهزة غير فعالة ولا تستطيع التفوق على دور "الحديدة " في ابعاد الطناطل .
بعد الغزو الاميركي للعراق ، اول من شغل منصب وزير الداخلية ابراهيم البدران ، ثم اعلن تخليه عن منصبه بمؤتمر صحفي قال فيه ان المستر بريمر طلب منه ترك المنصب لان البدران شيعي والحقيبة يجب ان يحملها وزير سنّي ، فاصبح سمير الصميدي عضو مجلس الحكم المنحل وزيرا للداخلية ، فلاح النقيب وبعده باقر جبر صولاغ الزبيدي ثم جواد البولاني الذي في زمنه تم استيراد اجهزة الكشف عن المتفجرات ،في ظل ادارة الوزارة من قبل هؤلاء ومن بعدهم الوكيل الاقدم عدنان الاسدي تضاعفت اعداد السيطرات ، فتحولت الى سواطير.
في يوم السيادة الوطنية ورحيل اخر جندي اميركي من ارض العراق توجهت الانظار الى الحكومة الوطنية وعلق ابناء الشعب آمالهم على اصحاب القرار لتخفيف الاجراءات الامنية المشددة ، فاصطدمت الامنيات بالظروف الامنية ،ومع تراجع ادارة الملف الامني لاسباب تتعلق بمخططات التآمر لافشال العملية السياسية والقضاء على النظام الديمقراطي ، تحولت الاحياء السكنية الى ثكنات عسكرية ، فاصبح الدخول الى الاحياء السكنية يتطلب ابراز هويات صادرة من جهات امنية ، والخروج يكلف تلقي ضربة ساطور على اليافوخ .
وزير الداخلية محمد سالم الغبان اعلن مؤخرا رفع السيطرات في الايام القليلة المقبلة ، وشدد على حصر السلاح بيد الدولة ، وملاحقة الخارجين على القانون بوصفهم اخطر من داعش. حديث الوزير ترك ارتياحا لدى العديد من البغداديين ، وفي نفوسهم امل للتخلص من السواطير،ومن استوردها وجعلها الاداة الوحيدة في ادارة الملف الامني منذ سنوات .
سواطير الداخلية
[post-views]
نشر في: 2 مايو, 2015: 09:01 م