اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الوزير "شيعي" والاخر حتما "سني"

الوزير "شيعي" والاخر حتما "سني"

نشر في: 3 مايو, 2015: 09:01 م

صباح السبت الماضي كان العنوان الرئيس في معظم صحف المانيا هو التالي: "لا يمكن الصبر على دي ميزير كوزير داخلية لمدة يوم واحد"، لماذا يا سادة؟ لان "الهر ميزير" تستر على عمليات التجسس التي قامت بها المخابرات الأميركية.
صباح اليوم سنبحث انا وانتم في عناوين صحفنا، ماذا سنجد؟ تفجير الكرادة سياخذ حيزا صغيرا في الصفحات الداخلية، فالعناوين الاولى محجوزة لابراز إنجازات ساستنا في مجال الضحك على عقول البسطاء ولن نجد كلمة مواساة للذين تناثرت اشلاؤهم في الكرادة، مثلما لم نقرأ تعزية لضحايا المنصور وقبلهم الحرية والطالبية وبغداد الجديدة والدورة وووو...، لا كلمة أسى تسبق عدد القتلىفي هذه البلاد، فساستنا ومسؤولونا لايحبون كلمات الرثاء ولا بيانات التعزي، لذلك تحال القضية الى العم "بان كي موان" الذي يحليها بدوره الى سجلات الامم المتحدة، فنعرف ان عدد القتلى للشهر الماضي تجاوز الالف والجرحى اقتربوا من الالفين، اطمئنوا لن يتوقف العداد، وسنظل ننتظر نشرات الأمم المتحدة التي لها سمعة حسنة في إحصاء الضحايا، لكي تبشرنا ان الامر لم يتحول الى كارثة بعد، فما بين شهر اذار ونيسان مجرد فوارق بسيطة في الارقام.
ما يعتقده المواطن الالماني انه كارثة وجريمة لان وزير الداخلية "تستر"، لا يستحق عندنا حتى عناء المناقشة، ماذا يعنى ان يكون منصب وزير الداخلية حكرا على قائمة سياسية، وان لا تخرج وزارة الدفاع من معطف السيد النجيفي، كان العراقي يأمل ان يكون اول بشارة للتغيير في الحكومة الجديدة، هو اختيار اشخاص مهنيين للوزارات الامنية، فلا يعقل ان تخوض البلاد حربا طاحنة مع الارهاب، فيما ساستنا فرحون لانهم عثروا على حل بسيط، وزارة الدفاع للسنة، ووزارة الداخلية للشيعة، اما انهيارالعراق امنيا، واقتصاديا وسياسياً، فمسألة فيها نظر
لا تسأل عن عدد ضحايا العمليات الإرهابية التي وقعت في مدن العراق خلال الأشهر الأخيرة، وأتمنى عليك ان تمسح من ذاكرتك أرقام المهجرين التي فاقت كل بلدان بلاد الهجرات الكبرى، يرفض ساستنا الكرام حديث الخيبة والفشل، فهم مصرّون على ان يملأوا الشاشات بخطب ومعارك نارية من نوعية "رفض الوجود البري للقوات الأميركية"و "لا مكان لتواجد أجنبي على أرض العراق".
في صبيحة كل يوم مطلوب منك ايها العراقي "المسكين" ان تضحك على حالك، وتردد مع ابو العلاء:
ضَحِكنا، وكان الضّحكُ منّا سفاهةً
وبمنسبة الضحك فقد احتفل سكان الارض امس باليوم العالمي للضحك، ولا داعي ان اشغل حضراتكم بتفاصيل هذا اليوم، يكفي ان يتخيل كل واحد منا نفسه، وهو يتأمل صور ساستنا وهم يخبرونه، أنهم محررو البلاد من الفساد، ومنقذوها من الخراب.
تاريخ الحروب مليء بالوضاعات والجرائم، لكن أغلظها ستظل بالتاكيد تصريحات ساسة ومسؤولين يتصرفون مع اخبار الموت والخراب، وكأنها تجري في كوكب اخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الشمري فاروق

    انه مجرد تسائل!!! فهل من مجيب؟؟؟ حكامنا وسياسيونا...الان من أين جاؤا؟؟؟ ومن اي مستنقع خرجوا؟؟؟

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram