صباح السبت الماضي كان العنوان الرئيس في معظم صحف المانيا هو التالي: "لا يمكن الصبر على دي ميزير كوزير داخلية لمدة يوم واحد"، لماذا يا سادة؟ لان "الهر ميزير" تستر على عمليات التجسس التي قامت بها المخابرات الأميركية.
صباح اليوم سنبحث انا وانتم في عناوين صحفنا، ماذا سنجد؟ تفجير الكرادة سياخذ حيزا صغيرا في الصفحات الداخلية، فالعناوين الاولى محجوزة لابراز إنجازات ساستنا في مجال الضحك على عقول البسطاء ولن نجد كلمة مواساة للذين تناثرت اشلاؤهم في الكرادة، مثلما لم نقرأ تعزية لضحايا المنصور وقبلهم الحرية والطالبية وبغداد الجديدة والدورة وووو...، لا كلمة أسى تسبق عدد القتلىفي هذه البلاد، فساستنا ومسؤولونا لايحبون كلمات الرثاء ولا بيانات التعزي، لذلك تحال القضية الى العم "بان كي موان" الذي يحليها بدوره الى سجلات الامم المتحدة، فنعرف ان عدد القتلى للشهر الماضي تجاوز الالف والجرحى اقتربوا من الالفين، اطمئنوا لن يتوقف العداد، وسنظل ننتظر نشرات الأمم المتحدة التي لها سمعة حسنة في إحصاء الضحايا، لكي تبشرنا ان الامر لم يتحول الى كارثة بعد، فما بين شهر اذار ونيسان مجرد فوارق بسيطة في الارقام.
ما يعتقده المواطن الالماني انه كارثة وجريمة لان وزير الداخلية "تستر"، لا يستحق عندنا حتى عناء المناقشة، ماذا يعنى ان يكون منصب وزير الداخلية حكرا على قائمة سياسية، وان لا تخرج وزارة الدفاع من معطف السيد النجيفي، كان العراقي يأمل ان يكون اول بشارة للتغيير في الحكومة الجديدة، هو اختيار اشخاص مهنيين للوزارات الامنية، فلا يعقل ان تخوض البلاد حربا طاحنة مع الارهاب، فيما ساستنا فرحون لانهم عثروا على حل بسيط، وزارة الدفاع للسنة، ووزارة الداخلية للشيعة، اما انهيارالعراق امنيا، واقتصاديا وسياسياً، فمسألة فيها نظر
لا تسأل عن عدد ضحايا العمليات الإرهابية التي وقعت في مدن العراق خلال الأشهر الأخيرة، وأتمنى عليك ان تمسح من ذاكرتك أرقام المهجرين التي فاقت كل بلدان بلاد الهجرات الكبرى، يرفض ساستنا الكرام حديث الخيبة والفشل، فهم مصرّون على ان يملأوا الشاشات بخطب ومعارك نارية من نوعية "رفض الوجود البري للقوات الأميركية"و "لا مكان لتواجد أجنبي على أرض العراق".
في صبيحة كل يوم مطلوب منك ايها العراقي "المسكين" ان تضحك على حالك، وتردد مع ابو العلاء:
ضَحِكنا، وكان الضّحكُ منّا سفاهةً
وبمنسبة الضحك فقد احتفل سكان الارض امس باليوم العالمي للضحك، ولا داعي ان اشغل حضراتكم بتفاصيل هذا اليوم، يكفي ان يتخيل كل واحد منا نفسه، وهو يتأمل صور ساستنا وهم يخبرونه، أنهم محررو البلاد من الفساد، ومنقذوها من الخراب.
تاريخ الحروب مليء بالوضاعات والجرائم، لكن أغلظها ستظل بالتاكيد تصريحات ساسة ومسؤولين يتصرفون مع اخبار الموت والخراب، وكأنها تجري في كوكب اخر.
الوزير "شيعي" والاخر حتما "سني"
[post-views]
نشر في: 3 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الشمري فاروق
انه مجرد تسائل!!! فهل من مجيب؟؟؟ حكامنا وسياسيونا...الان من أين جاؤا؟؟؟ ومن اي مستنقع خرجوا؟؟؟