اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خصوم العبادي مع التقسيم ام ضده؟

خصوم العبادي مع التقسيم ام ضده؟

نشر في: 4 مايو, 2015: 09:01 م

منذ مجيء حيدر العبادي، انقسم الشيعة الى فريقين.. انبطاحي، وثوري. ولا شك اننا نضع الف قوس حول كليهما. وقد كان الامر مفيدا لي شخصيا وللزملاء من شركاء الدرب، فقد كان "المالكيون" طوال سنوات يصفوننا بالمتخاذلين.. لاننا "ننبطح" امام الاكراد والسنة.. وندعو للاعتراف بحقوق كبيرة لجميع المكونات، كأساس نؤمن به للاستقرار. اما في ايلول الماضي فقد اتسع فريق "المنبطحين" وحصل على رئاسة الوزراء، ونحمد الله اننا لم نعد "خارجين عن الملة" كما كنا اول الامر، لان الحكومة الجديدة صارت تردد افكارنا بتطابق يصل الى الثلثين. وهذا ليس ثناء على افكارنا، فهي افكار بشرية عامة عن سياسات ادارة النزاع، قرأنا عنها وتأثرنا بها، لكن المقصود هو امتداح رئيس الحكومة الذي امتلك شجاعة ان يتعرض لوصف "الانبطاح". وليس هذا هو موضوعنا اليوم، بل احاول هنا ان اطلب من خصوم العبادي ان يوضحوا لنا ما هو المطلوب.. لاننا تشوشنا من تناقضهم وارتباكهم. ولا ادري لماذا لا يمتلكون خطابا واضحا يسهل علينا فهم ما يجري، ولماذا يعتمدون على الصراخ والعويل المشوش، اكثر من اللازم؟
والتشويش الذي حصل معي سببه انني لم اعرف تحديدا، هل يريدون من العبادي ان يقوم بتقسيم العراق، ام يريدون منه الحفاظ على عراق موحد؟
فهم من جهة، ينتقدون نموذح "حكومة التوافق والمقبولية" ويقولون ان على رئيس الحكومة ان يصبح قويا ويرفض التنازل للشمال والغرب. ويعلمون ان نهاية هذا الطريق هي انفصال كردي وسني، اذ لا يمكن اجبار باقي المكونات على الرضوخ لرأي شيعي واحد تفوق عليهم بالتصويت بنسبة ثلاثة او خمسة بالمائة، وهو في الغالب رأي ينطوي على مشاكل مع الشرق والغرب.
ان اصرار خصوم العبادي على ان التوافق السياسي وحكومة الشراكة والمقبولية، نهج فاشل، يعني ان انصار السيدة الفتلاوي مؤمنون بضرورة تقسيم العراق. ولذلك راحوا يضغطون على العبادي كثيرا ما تسبب بتاخير اتفاقات مهمة مع باقي الاطراف، وطوال سنوات لم يخفوا رغبتهم في "طرد" السنة والاكراد، وايضا طرد حتى "العلمانيين". وبذلك الخطاب جعلوا العالم ينتبه الى مدى الانقسام العميق بين طوائفنا. وهنا جاءت الدنيا لتقول: طالما انكم منقسمون فاننا سنتعامل معكم كقوى ثلاثة مستقلة عن بعضها، لكي نتمكن من فض الاشتباك في لعبتكم الطويلة والمملة. وكان يفترض هنا ان يفرح فريق المالكي ويطلق الهلاهل والزغاريد، لان حلمه تحقق، ويمكن لامريكا ان تسلح وتساعد الاخرين، و"لا مقبولية ولا بطيخ" و"نفط البصرة للمذهب".. لكن المفاجأة ان هذا الفريق كان منزعجا جدا من اي نهج تقسيمي، ويريد ان يدافع بكل قوة عن وحدة العراق. اليست هذه حيرة نادرة؟
اما وضع برلماننا بعد مشروع قرار الكونغرس الاميركي حول التسليح، فهو يستحق نقدا قاسيا. ويتطلب وقفة صراحة. وانا هنا اخاطب الفريق المعتدل في التحالف الوطني، ومن وجهة نظر سياسية... انكم تريدون معارضة قرار الكونغرس، وان تثبتوا ان العراق موحد ولن يتعرض للتقسيم. لكنكم استعجلتم بوضوح وقمتم بالتصويت على قرار هو بمثابة قرار انقسامي رهيب. اذ انسحب الكردستاني وتحالف القوى من التصويت. لان المشاورات لم تكن كافية بدرجة تتيح موقفا موحدا. وهكذا جعلنا الكونغرس يصفق لنا ويقول: هذا ما اردنا قوله بالضبط، انتم منقسمون يا اهل العراق! والامر لا يتعلق بالكونغرس وحده، فطهران والرياض تتابعان بشغف، ومعهما عشرات الدول التي تريد افراغ مخازنها من "زبالة السلاح" لتعطيه للعراقيين بالاجل والعاجل.
ان الحوار الداخلي الذي كنا نراهن عليه ليعزز موقفنا مع الخارج، منجمد ومتلكئ وفي اسوأ مراحله. ويحتاج وقفة صريحة والا فستدخل كل الاطراف في ارتباك سياسي لم نعد قادرين على دفع فاتورته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ثائر

    هل يمكن طباعة العمود و وضعه بين يدي السادة القائمين عليها من زعماء و رؤساء و نواب و معممين و كذلك المعرضين ؟ الا يجب ان نحتكم الى العقل ؟ الا يدركون ان استعمال الايدي هو الفشل بعينيه ؟ حتى الله جل في علاه لم يقل اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط ال

  2. ali

    السيد الطائي نحن شعوب كفئران التجارب الخارج يخطط ونحن ننفذ الفلم الذي نراه هل هو السيناريو الوحيد الذي وضع بعد 2003 ولكنهم وجدوا هؤلاء مستعدين لتنفيذ هذا السيناريو فاعطوهم السلطه

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram