عاش إيرنست همينغواي في مزرعة كوبية تعود الى القرن التاسع عشر، 21 سنة، ما بين عامي 1939 – 1961، وكتب فيها أفضل اعماله وهي: "الشيخ والبحر" و"لمن تقرع الاجراس" وهناك اعمال أخرى له طبعت أيضاً ومنها، "وليمة متحركة" و"جزر في النهر" وقد أقدم على الانت

عاش إيرنست همينغواي في مزرعة كوبية تعود الى القرن التاسع عشر، 21 سنة، ما بين عامي 1939 – 1961، وكتب فيها أفضل اعماله وهي: "الشيخ والبحر" و"لمن تقرع الاجراس" وهناك اعمال أخرى له طبعت أيضاً ومنها، "وليمة متحركة" و"جزر في النهر" وقد أقدم على الانتحار في إداهو عام 1961.
والغموض الذي يكتنف ذلك، كان يدور حول تلك المزرعة بعد وفاة همنغواي وهل أن أرملة همنغواي اختارت مغادرة ذلك المنزل طوعاً أم انها ارغمت على ذلك!
ومن المعروف ان تلك المزرعة تحولت الى متحف في عام 1962، ولم تتضح الصورة آنذاك، هل ان الخطوة جاءت حسب وصية ماري همنغواي (زوجته الرابعة)، أم أنها كانت رضوخاً لالحاح الحكومة الكوبية.
والرسالة التي تم العثور عليها، تعود الى 25 آب 1961 تقول ان ماري همنغواي، تمنح مزرعة "فينكا فيغيا"، الى الشعب الكوبي "لان زوجي أيرنست همنغواي كان صديقاً لمدة 25 سنة صديقاً للشعب الكوبي.. ولم ينخرط قط في السياسة الكوبية.. وهو ايضا لم يعرض ممتلكاته قط للبيع، ما عدا كلماته، متخلياً عن سيارات وبنادق وكتب، وحتى الميدالية التي حصل عليها إثر فوزه بجائزة نوبل للآداب."
وقد تم بيع رسالة كانت ماري منغواي كتبتها الى صديق زوجها روبير توهيريرا، في المزاد العلني بعد شهرين من انتحار زوجها.
وكان همنغواي اقدم على الانتحار في كيتكوم، وقالت ماري، انها بعد شهرين من ذلك تلقت اتصالاً من الحكومة الكوبية وهي في إيداهو حول عزم الحكومة على تخصيص المنزل والمزرعة ملكاً لكوبا وهذه الوثائق تؤيد ان ماري كانت تنوي حقاً منح البيت والمزرعة للشعب الكوبي. وقد تم بيع تلك الوثيقة قبل اسبوعين بمبلغ 716 دولارا ما يعادل أقل من 2000 – 3000 $ كوبي.
وكانت فاليري همنغواي(وكانت سكرتيرة الكاتب، قبل زواجها من الابن الاصغر له.. الذي التقت به في جنازة الكاتب) قد سافرت الى المزرعة مع زوجة الكاتب بعد فترة قصيرة من وفاته لفرز اوراقه الخاصة وقالت فاليري عبر رسالة قصيرة قالت ماري انها مجموعة الوثائق تلك مهمة جداً وانها ستسلمها فيدل كاسترو، ولكنها لم تسلمها قط، بل اعادتها الى إبنه روبرتو.
وفي مذكراتها، "الركض مع الثيران: أعوامي مع همنغواي"، تقول فاليري، ان ماري ارادت حقاً إحياء ذكرى زوجها، وذلك ببناء مركز خاص به هناك وإهدائه الى الشعب الكوبي الذي أحبه زوجها وقد يتحول الى مركز دراسي، تترك فيه كل السجلات الخاصة بحياة زوجها، ونسخاً من اعماله كافة.
ولكن نعومي وود، مؤلفة رواية "السيدة همنغواي" صرحت بان ماري همنغواي، اعلنت في مذكراتها وبصراحة انها لا تدري إن كان منزل همنغواي قد "مُنح" من قبل ماري، أم انه قد انتزع منها بطريقة دبلوماسية واعتقد بكلا الأمرين.
وتتذكر ماري همنغواي مكالمة هاتفية مع مسؤول كوبي، وهي تقول: "انا غير واثقة من منحي مزرعتنا او التخلي عنها، لانها قد يتم الاستيلاء عليها (كما جرى الامر مع الممتلكات الاميركية هناك).. وقد تمنحني حكومتكم رخصة لنقل كافة الاوراق العائدة لنا.. وارجو ان تتصل بي غداً.
وتم توجيه نصيحة لها، وهي الذهاب الى كوبا من أجل جلب كافة مخطوطات همنغواي ولا شيء أكثر، وفي تلك الفترة تم منع الاميركيين من السفر الى كوبا، ولكن السلطات الخاصة بالمهاجرين، منحتها الموافقة على السفر والعودة الى الولايات المتحدة.
وقد جلبت أرملة الكاتب معها اقفاصاً من الاوراق في قارب للصيد من هافانا الى تامبا.. وقالت ماري أنها طلبت من كاسترو، إعادة بعض الاعمال الفنية اليها، ومنها لوحات بول كلي وجوان غريس. كما نجحت في ماري في إزالة مادة الشمع التي كانت مختومة على مخطوطات همنغواي. ووضعت حاجيات ماري في قارب لصيد السمك، لتعود الى الولايات المتحدة الاميركية. وكان ذلك الأمر اكثر اهمية للباحثين والدارسين من المزرعة.
وقد طلبت الحكومة الكوبية من ماري، ان تمنح المنزل هدية لكوبا وسيتم تحويله الى مركز لارنست همنغواي وتفاوضت ماري معهم ومع إدارة كيندي. اذ كان ممنوعاً على الاميركيين زيارة كوبا.
 عن: الغارديان