أي برلمان وفي أي مكان، حتى لو كان بالمرّيخ، وتستفلكه الحكومة او رئيسها سيكون "احديدة عن الطنطل". وأي برلمان يتكلم أعضاؤه أكثر مما يفعلون لا يرتجى منه خيرا. وأي برلمان يمطمط ويلف ويدور بقضية تمس دماء الناس والأموال العامة يكون بقاؤه أشد ضررا من عدمه. وأي برلماني طاقيته منكوبة بفعل فساده او تزويره أو خجله من ماضيه يظل نعامة مهما نفش ريشه او رفع صوته. من كان داخله هشا سيظل يرتجف. والمرتجف كما “الداك دكة” لا يرفع عينه بوجه فاسد لأنهم كأولاد "الكريّة" كلّ يعرف "أخيّه".
فيهم من يكسر الخاطر اذ تروح السنة ترد السنة وهو بلا طعم ولا لون ولا رائحة. كخاروعة الخضرة تماما. مجرد يد ترتفع او تنزل بحسب ريموت الحاجة او الطائفية او المصلحة الدنيا. أما بشكل عام فاني لم اجد للخجل من الناس والوطن موقعا في عيونهم او على وجوههم.
وفيهم من يذهب للبرلمان منفوخا صابغا رأسه وملمعا حذاءه ومرتبا باينباغه ومعدلا ياخته ولا كأن ثلث العراق محتل ومئات من نسائه سبايا وملايين من اطفاله ونسائه ورجاله بين نازح ومهجر يفترش الأرض ويلتحف السماء.
الغريب انهم يخرجون على الفضائيات ويعقدون المؤتمرات وكأنهم فرسان الوغى بينما هم في الحقيقة عاجزون عن وضع طينة مقصر واحد على خده. من يقضي عمره يداري عيشته ويحسب كومشناته فليجلس بدكانه في الشورجة وليس تحت قبة البرلمان.
ما الذي خرج به هذا البرلمان، العالة على المال العام، لأمهات ضحايا سبايكر؟ وما الذي قدمه للأمهات والآباء في سنجار الذين سبا الدعايشة بناتهم الطاهرات في وضح النهار وامام انظار القائد العام للقوات المسلحة في يومها؟ يقولون انهم شكلوا لجنة تحقيقية. وشسوت؟ جثث الضحايا صارت عظاما والسبايا اكل عمرهن العذاب والاغتصاب واليأس، واللجنة تراوح في مكانها. شحده الذي يقول للسبع فمك خائس؟
كم تمنيتكم ان تكونوا برلمانيين في بلد آخر، لا أقول متقدما بل يحتقر الطائفية فقط. فوالله ثم والله ستجدون المشية في الشارع تحرم عليكم وليس الذي تقبضونه فقط. مع هذا يظل العتب الأكبر على الشعب الذي انتخبكم وسكت على افعالكم. ثلاث حكومات لا تكشف لكم عن حساباتها باعتراف واحد منكم ولم نجد بكم من استقال احتراما لنفسه قبل ان يحترم الدستور. البلد يسبح بالدم والخراب وكأنكم جيرانه. يا عمّ حتى الجار لا يغمض عينيه عن سفك دماء وانتهاك مال واعراض جاره. فمن أي طينة خلقكم الرب؟ لا رحم الله كاتبا يرحمكم بعد اليوم.