قال مبعوثون دبلوماسيون، إن إيران والقوى العالمية الست تسعى جاهدة الى التغلب على الانقسامات العميقة، على نقطتي خلاف أساسيتين في المحادثات في شأن اتفاق نووي محتمل، تتمثلان في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا انتهك الإيرانيون الاتفاق، وكيفية شراء طهرا
قال مبعوثون دبلوماسيون، إن إيران والقوى العالمية الست تسعى جاهدة الى التغلب على الانقسامات العميقة، على نقطتي خلاف أساسيتين في المحادثات في شأن اتفاق نووي محتمل، تتمثلان في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا انتهك الإيرانيون الاتفاق، وكيفية شراء طهران للتكنولوجيا النووية.
واختتم المفاوضون أسبوعاً من المحادثات في نيويورك في أحدث جولة من المناقشات المستمرة منذ 18 شهراً، والتي تهدف إلى التوصل الى اتفاق طويل الأجل في حلول 30 حزيران (يونيو) المقبل، لكبح برنامج إيران النووي مقابل إنهاء العقوبات.
وتجري المحادثات الحالية على هامش مؤتمر حول معاهدة حظر الانتشار النووي، ومن المقرر استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي، في فيينا الأسبوع المقبل.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن «أجواء المحادثات كانت جيدة، ومن الممكن التوصّل إلى اتفاق نهائي في حلول 30 حزيران».ومع ذلك، قال ديبلوماسيون غربيون طلبوا عدم الإفصاح عن هويتهم، إن إيران والقوى الست بعيدة كل البعد عن التوصّل إلى اتفاق نهائي بسبب خلافات في شأن العقوبات والمراقبة وغيرها من القضايا.
وعن المحادثات في نيويورك، قال ديبلوماسي غربي: «مسألة العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن قضية صعبة، سيستغرق حلّها بعض الوقت».
وتركزت المناقشات حول اتخاذ قرار في مجلس الأمن مستقبلاً، للتصديق على الاتفاق، وإلغاء جميع قرارات العقوبات السابقة، مع الاحتفاظ بالحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الصواريخ الباليستية والأسلحة وبعض القيود الأخرى.
ويريد مفاوضو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أن يكون أي تخفيف لعقوبات الأمم المتحدة قابلاً للعدول عنه تلقائياً، ما يسميه المفاوضون «العودة السريعة»، إذا أخفقت طهران في الامتثال لشروط الاتفاق، وعادةً لا تحبذ روسيا والصين مثل هذه الإجراءات التلقائية.
والعودة السريعة الى العقوبات، واحدة من أهم القضايا بالنسبة الى الحكومات الغربية، التي تخشى من أنه بمجرد تعليق عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على إيران، سيكون من المستحيل إعادة فرضها، لأن روسيا والصين ستستخدمان «حق النقض» (فيتو) في مواجهة مثل هذه المحاولة.وقال ديبلوماسي غربي إنه «من دون العودة السريعة، لن يتم التوصل إلى اتفاق نووي».
واستعادة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمر سهل نسبياً، لكن ليست هذه هي الحال بالنسبة الى عقوبات الأمم المتحدة.
ياتي ذلك في وقت أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن أملها في صياغة النص النهائي للصفقة النووية مع إيران الشهر القادم. وقالت موغريني امس الأربعاء خلال زيارتها للصين إن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الإيراني تبذل جهودها القصوى من أجل التوصل إلى حل شامل يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني. من جانبه قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن الشعب الإيراني لن يقبل المفاوضات في ظل التهديد، واعتبر أن حاجة أمريكا للمفاوضات ليست أقل من إيران إن لم تكن أكثر.وأضاف لدى استقباله الأربعاء حشدا من المعلمين أن على المفاوضين الذهاب إلى طاولة المفاوضات مع مراعاة الخطوط الحمراء، وتابع: "لكن عليهم (المفاوضون الإيرانيون) أن لا يقبلوا الإملاءات والإذلال والتهديد، لست موافقا على مفاوضات تجري تحت التهديد".
وكانت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور شددت على سعي واشنطن للتأكد من أن أي اتفاق نووي بين إيران والقوى الست سيشمل إمكانية إعادة فرض العقوبات الدولية إذا أخلّت طهران بالاتفاق دون مواجهة فيتو من روسيا أو الصين.