تناول حب عباد الشمس لدى العراقيين، انتشر في سنوات فرض العقوبات الاقتصادية مطلع تسعينات القرن الماضي، الاقبال الواسع على تناول هذا النوع من الحب، ارتبط بخضوع العراق الى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، فأدى ذلك الى تردي الاوضاع الاقتصادية وتراجع سعر الدينار مقابل الدولار، فضلا عن انخفاض القدرة الشرائية فاصبح الراتب الشهري للموظف او المتقاعد لايساوي شراء بطيخة.
القيادة الحكيمة وقتذاك اعتمدت البطاقة التموينية لتوزيع المواد الغذائية، ومن قراراتها التاريخية انها منحت العراقيين في المناسبات الوطنية او القومية دجاجة لتذكرهم باللحوم البيضاء بعد ان فقدوا نظيرتها الحمراء لارتفاع اسعارها، في تلك الايام السود تضاعف الاقبال على" تكريز" حب عباد الشمس بدلا عن المكسرات الاخرى اللوز والفستق، والجوز والبندق. مغامرة شراء نصف ربع من المكسرات قد تكلف صاحبها التعرض لنظرات الحسد، او الخضوع لاستجواب من جهة امنية لمعرفة مصدر الاموال، ولاسيما ان المقيمين في الخارج معارضون من وجهة نظر السلطة، يرسلون الاموال الى اسرهم في الداخل، وللابتعاد عن المساءلة لن يغامر العراقي المشمول بنظام البطاقة التموينة بشراء حاجيات كمالية تثير شكوك الاخرين، فوجود قنينة عصير بلاستيكية في بيت احدهم، يحفز من اكتشفها على طرح اسئلة طويلة، كيف ومتى وصلت، ومن شربها وتوفرت له فرصة استرخاء لدقائق استعاد بها سنوات الخير المفقودة بحسب التعبير السائد الشائع المتداول بين العراقيين.
كرزززز وركز اعلانات تجارية تروج لتناول حب عباد الشمس انتشرت مؤخرا في الساحات والتقاطعات في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، محال بيع الحب المستورد من الخارج شهدت اقبالا واسعا على شرائه، على الرغم من خروج العراق من طائلة البند السابع، فاستمرت الرغبة لدى مختلف الاعمار للحصول على راحة ذهنية تمنح "المكرزين" فرصة التخلص من الضغوط النفسية والابتعاد عن متابعة اخبار الفضائيات المعنية بتسليط الضوء على الاحداث السياسية والامنية، اعلانات" كرز وركز" لم تحدد نوع التركيز للمكرزين، هل تقصد التركيز العاطفي لتقديم نصائح للشباب لتجاوز ازمة عاطفية؟ ام تقصد الدعوة لمزيد من التركيز على الواقع الامني والسياسي، ومستجدات الاوضاع في الساحة الاقليمية والدولية، المكرزون وقعوا في حيرة لايعرفون كيف يوجهون تركيزهم، خصوصا ان اولويات اهتمامهم تركزت على الجانب الامني، اما الوضع السياسي فاحتل ذيل القائمة في جدول الاهتمامات، بعد ان وصلوا الى قناعة تامة بأن العمل السياسي في العراق، يسير بموجب الاعلان التجاري كززززز و ركز للحصول على المزيد من المكاسب والمكسرات، المستوردة من الخارج كالفستق ابو العظم وغيره، الساحة العراقية بانتظار مفاجآت في حال اصرار الاطراف المشاركة في الحكومة على جمع المكسرات في زنابيلها، وتترك لقواعدها الشعبية الخيار الوحيد حب عباد الشمس كرررررررز وركز وارفع راسك ياعراقي تنفيذا لاوامر القيادة الحكيمة.
كرررررررز وركز
[post-views]
نشر في: 6 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ام رشا
أستاذ علاء يبدو انه حضرتك نسيت ما كان العراقيون يطلقون على حب شمسي قمر كانوا يطلقون عليه حب الثول لانه بطبيعته يحتوي على نسبه من الزيوت والأكثار منه يصيب الشخص بالدوخه او بمعنى ينسطر ويصبح كالاثول وطبعا العراقيون في هذه الظروف العصيبة هم بأشد الحاجة إلى ت