أهم ما يميز ديفيد كاميرون هدوؤه. فهو يلقى في حملة ترشحه لولاية ثانية معارضة في معسكره ويتهمه معارضون بانه عمق انعدام المساواة، كما انتقد بسبب مجازفته باستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.ووصفت وسائل الاعلام رئيس الوزراء ببرودة الاعصاب، نظرا
أهم ما يميز ديفيد كاميرون هدوؤه. فهو يلقى في حملة ترشحه لولاية ثانية معارضة في معسكره ويتهمه معارضون بانه عمق انعدام المساواة، كما انتقد بسبب مجازفته باستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
ووصفت وسائل الاعلام رئيس الوزراء ببرودة الاعصاب، نظرا الى انه يفوض غيره بمهام بسرور ويروح عن نفسه بلعب كرة المضرب ويمضى نهايات الاسبوع "مسترخيا" مع زوجته سامانثا وابنائهما الثلاثة.
في المرحلة الاولى شكلت هذه الصفة نقطة جاذبية. لكن اصدقاءه لم يرتاحوا للامبالاته عند استبعاده ولاية ثالثة في حال اعادة انتخابه في استحقاق 7 ايار/مايو التشريعي الذي يبدو حاميا.
في مقابلة مع البي بي سي، ادلى "ديف" بتصريحه الناري هذا فيما كان يقشر الجزر في مطبخه. والأسوأ هو انه ذكر اسماء ثلاث شخصيات توقع ان تخلفه، من بينها رئيس بلدية لندن المثير للجدل بوريس جونسون، مجازفا بتشجيع خصومه.
وخرج كاميرون اكثر ضعفا من انتخابات 2010 حيث اجبر بسبب عدم احراز اكثرية مطلقة على ارتجال تحالف غير مسبوق مع الليبراليين-الديموقراطيين.
وتوقع كاتب سيرته انتوني سيلدون امكانية "سيناريو كارثي في 2015" ان يحصل كاميرون ايضا على اقلية ويضطر الى ابرام تحالف اشكالي اخر. وهذا سيجعله بحسب سيلدون "معرضا لنزوات المشككين باوروبا وجناحه اليميني". وتدفع برودته الظاهرة بانصاره وخصومه الى التساؤل حول مدى رغبته في السلطة وكذلك حول كفاءته في توليها. ولطالما تساءل مستشارون "بماذا يؤمن بالضبط" بحسب سيلدون.
ونجح الرجل الذي يستيقظ يوميا في الساعة 05,45 "لانهاء العمل" في مضاعفة النمو والوظائف واثبت مهارته بالنجاح المتفاوت عاما بعد عام في ابقاء التحالف الحاكم في البلاد، الاول منذ 65 عاما. كما تمكن من فرض اقرار زواج المثليين بالرغم من معارضه معسكره. ويعرف كاميرون بمرونته ايديولوجيا، هو الذي شبه نفسه برئيس الوزراء السابق توني بلير محدث حزب العمال معتمدا شعار "الاقتصاد ليس يمينا ولا يسارا"، عندما تولى رئاسة الحزب في 2005 في الـ39 من عمره، بعد 4 سنوات على انتخابه نائبا لويتني في مقاطعة اوكسفوردشير الريفية. وطرح نفسه في تلك الفترة بصورة مصلح مؤيد للعودة الى الوسط والى "تيار محافظ تعاطفي" مصمما على منح اولوية لقطاعات الصحة والتعليم والبيئة وحتى "مشاطرة ثمار النمو".
مع نهاية ولايته الاولى ، ما زال اصغر رئيس حكومة بريطاني منذ قرنين يتمتع بشعبية. من مواليد تشرين الأول العام 1966، من أب كان من كبار كوادر حي الأعمال وأم تعمل قاضية. ونشأ في قرية بيزمور الصغيرة في بركشير (جنوب بريطانيا).
- يعتبر كاميرون نموذجاً للمحافظين الأرستقراطيين، فهو من سلالة الملك غيوم الرابع (ملك بريطانيا العظمى ما بين العامين1830و1837) ومتزوج من ابنة بارون.
- في العام 1974 دخل المدرسة التحضيرية التي كان يرتادها الأميران أندرو وأدوارد (أبناء ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية) ثم التحق في 1978 بمعهد ايتون الخاص المرموق.
- في العام 1982 اتهم بأنه دخن حشيشة الكيف بحسب سيرته «غير المرخص لها». ومع إقراره بأنه قام بأمور«كان ينبغي ألا يقوم بها، وأسف لها» رفض على الدوام التعليق على تلك المعلومات بذريعة أن من «حقه أن يكون له ماضٍ خاص».
- دخل جامعة أكسفورد في العام 1985، ولم يكن لديه حينها اهتمام كبير في السياسة.
- تخرج حاملاً دبلوما في الفلسفة والسياسة والاقتصاد في العام 1988. وانضم على الفور إلى حزب المحافظين بدفع من القصر الملكي.
- عمل لبعض الوقت مستشاراً لرئيس الوزراء السابق جون ميجور، وذلك لمؤتمراته الصحافية.
- ثم عمل في القطاع الخاص في 1994 في دائرة الاتصالات في المجموعة الإعلامية (كارلتون)، وهو المركز الذي تعلم منه مهارة الإعلام السياسي.
- بعد محاولات كثيرة انتخب في العام 2001 نائباً عن ويتني القريبة من مدينة أكسفورد.
- وصوت وهو نائب «بدون حماسة» مع الحرب على العراق العام 2003.
- في أواخر العام 2005 بدأ انطلاقته عندما خلف مايكل هوارد على رأس حزب المحافظين.
- فتح أبواب حياته الخاصة أمام وسائل الإعلام. وتأثر الرأي العام عندما تحدث علناً في فبراير/ شباط 2009 عن وفاة أحد أولاده الثلاثة (إيفان) الذي كان مصاباً بإعاقة خطيرة وبمرض الصرع معبراً عن امتنانه للنظام الصحي العام.