وإن كانت الحروب في طبيعتها لا تجلب غير العقد، إلا ان معركة او معارك تحرير بيجي صارت كما العقدة المركبة. لا اقصد من الجانب العسكري بل ومن الجانب النفسي أيضا. فعلا اخبارها عقدتني لحد اني اراها عقبة ان لم يتم انتصار جيشنا فيها قريبا والى الابد فان معركة تحرير الانبار والموصل ستظل بعيدة.
كانت العقدة الأولى تكريت. يخرج الناطق العسكري ليقول لنا انها تحررت بالكامل، وبعد ساعات وليس أياما تأتي الاخبار لتقول انها تحت سيطرة داعش. وحمدنا الرب ان جبسة تكريت قد انفكت وقلنا يا الله انها بداية نهاية المصائب والخسارات. ظننت ان تحرير بيجي سيكون "زلاطة" مقارنة بتحرير تكريت ،لانها قطعا اصغر مساحة ثم ان المعنويات المرتفعة للجيش المنتصر ستستعيدها في لمح البصر. لكن الذي نسمعه ونقرأه ونراه اننا خسرنا فيها الكثير من أبنائنا، وهناك من يقول ان 70% منها ما زال تحت تصرف الدواعش. هل اصابتنا عين مثلا؟ لا اظن. أعتقد ان هناك خللا عسكريا او سياسيا في جانبنا. ولا اظنه خللا بسيطا بل عميق. منها ما قد اعرفه او اجزم اني اعرفه هو ضعف اعلامنا النفسي. بالمقابل اني لا اعرف ولا افهم مطلقا سر إصرار الحكومة على وضعه تحت يد من لا يفقه في بواطن النفس ولا بواطن الاعلام شيئا. أما الذي لا اعرفه مطلقا وعلمه عند البنتاغون الأمريكي فذلك هو الذي عقّدني حقا.
يقول البنتاغون ان "معركة العراق لتأمين مصفاة بيجي من تنظيم الدولة الإسلامية تسير في الاتجاه الخاطئ". زين شلون وليش؟ لا أحد يجيب. وهي هذه التي فعلا تعقّدك وتخليك تفر بذانك يا ابنادم.
أي غير اكو ناطق أو قائد عسكري يطلع يرد على البنتاغون. تعيشون. عفيه حكومة لا يخطر ببالها ان مثل هذا التصريح اذا سمعه العراقيون، وهي لا ترد عليه، سيفقدهم ثقتهم بالنصر. وكأي عراقي حائر صرت بنفسي ابحث هنا وهناك لعلي أجد ما يبدد مخاوفي ويحل جزءا من عقدتي فلم اجد.
ومثل كل مرة اظل اسأل والحكومة كما الحائط لا تجيب. وصوت مسؤول بطران يرن في اذني "اضرب راسك بالحايط". يا عمّ ضربته وامري لله. ضربته ولم أجد فيه غير دويّ لصوت رياض احمد وهو يئن مستنجدا بالحاج زائر:
كل يوم أكولن يفل همي ولا هو فال.
عقدة اسمها "بيجي"
[post-views]
نشر في: 15 مايو, 2015: 09:01 م