اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > موسم الانبطاح

موسم الانبطاح

نشر في: 15 مايو, 2015: 09:01 م

لا مفاجأة على الإطلاق، أن نكون الرقم الاول في قائمة الشعوب الاكثر بؤسا، وأن نحصل على المراكز المتقدمة في سباق الفساد السياسي والمالي، ما المفاجأة فى بلد يريد له مسؤولوه وساسته ان يستقيل من التاريخ والمستقبل؟
ما المفاجأة ونحن ننشغل بمعركة "تفسير الانبطاح" بين حنان الفتلاوي وبليغ ابو كلل، ونغفل ونتغافلعن مقتل صحفي شاب "رعد الجبوري" ذنبه الوحيد انه أحب وطنه بصدق وكره صبيان السياسة ومشعوذيها، فكانت خاتمته رصاصة في القلب وبيانا منمقا من الناطق باسم الداخلية يتهم الراحل بانه نحر نفسه بنفسه، مع جملة اثيرة على قلب كل ناطق، خلاصتها ان "فريق التحقيق المكلف بالقضية سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة النتائج النهائية حول الحادث"!
فعلا.. نحن شعب غير مسبوق، وهل هناك غيرنا من يصر وزير خارجيته على اصدار بيان يتضامن فيه مع نائبة حاول البعض التجاوز على اختراعها "العلمي" المسجل باسمها واعني به "الانبطاح".
لست ضليعا فى شؤون اللغة، كما كان المرحوم مصطفى جواد صاحب العبارة الشهيرة قل ولا تقل، لكني أعرف جيدا ان الضجة المفتعلة التي تثيرها الزعيمة الفتلاوي هذه الايام يراد منها التغطية على ملفات الفساد والقتل والنهب التي يجب ان تظل طي النسيان، او ان تتحول الى لجان تحقيقية لانعرف متى تعلن نتائجها، وأعرف كما يعرف الجميع أن وطنا مثل وطننا، لم يحتمل وجود هادي المهدي وعمار الشابندر ورعد الجبوري، وغيرهم من عشاق هذه البلاد، ووضع الفاشلين والسراق والانتهازيين والطائفيين فى صدارة المشهد السياسي.
قبل اشهر خرجت علينا رئيس حركة ارادة لتعطينا دروسا في الانبطاح وقالت بالحرف الواحد: "نرفض الانبطاح، أمثلة الانبطاح كثيرة، زملائي للأسف يعيشون الآن حالة من الانبطاح. انا أعطيت وعداً للناخبين ان لا اتحول الى انبطاحية.. الخطوات التي سار بها العبادي انبطاحية، انا اقول ان كل من شارك في سياسات الحكومة الاخيرة اتخذ منهجا انبطاحيا، كانت دولة القانون كتلة قوية لكنها اليوم تحولت الى كتلة منبطحة " يمكن للقراء الاعزاء ان يجدوا هذه الكلمات ومئات مثلها في احاديث تلفزيونية وصحفية اجرتها النائبة الفتلاوي خلال الاشهر الماضية، فما الذي تغير حتى نجد النائبة نفسها تشتم وتقاضي كل من يريد ان يفسر معنى كلمة "انبطاح".
يقول ميكافيللي ان السياسة مثل البشر متقلبة، ولهذا بنى صاحب كتاب الامير تعاليمه على ما خَبِره من تقلبات الساسة، رآهم يصفقون للعنف فصفّق، لم يجد أمامه سوى وصوليين، فكتب دروسا في الوصولية، ماذا تغير منذ 12 عاما إلى اليوم؟ لا شيء، فالكل يغرف من اناء الانتهازية والكذب والطائفية.
يا يابليغ ابو كلل، لقد قلبت علينا المواجع، ولعل أفضل عقاب لك أن نمنحك لقب "انبطاحي" هذا الموسم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. alialsaffar

    اعتقد أن عليناأن نعرف الحي من الميت ؛ ففي قناعتي أن الحي هو من لديه ضمير مثل الماس له سلطان عليه فيقومه متى انبطح (احد معانيها الخضوع)بشكل يضر الاخرين ؛ واعني هو بوصلة الاستقامة, فالحي هو المستقيم الذي يكون وفيا للعهد والقيم أما الميت فهو الذي لا وفاءله

  2. ياسين عبد الحافظ

    احلى ما في المقال،انا(شغب غير مسبوق)، التمعن فى تاريخنا القريب والبعيد وربطه بجغرافية النهرين ود جة الحرارة الخمسينيه فى صيفه ولاسباب اخرى معلنة وخفية تبرر، لم وضعنا تحت البند السابع؟ ولماذا قال وزير الدفاع الاميركى(بيتس) السابق: سنبقى معكم الى مالانهايه،

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram