ما مسني رعب من قبل مثل ذلك الذي انتابني حين قرأت رسالة جاءت على هاتفي ليقول مرسلها: "علكت بالأعظمية". كنت في المطار على سفر فلم يكن امامي غير ان اهاتف المرسل. كان مرتعدا حتى أني لم افهم منه شيئا لأنه كان يصرخ : ان الدنيا احترقت وإنها حرب أهلية لا محال. يا ساتر.
ربطت هاتفي على شبكة الانترنت وفتحت الفيسبوك فوجدت الدنيا مقلوبة بحق. طبالون للحرب، هلاهل ليوم ثأر لا اعرف له ساسا ولا راسا، مقابل قلوب تدعو ربها ان تكون بردا وسلاما على بغداد. خطر ببالي ان ابحث في اليوتيوب أملا في أن أجد صورا من الواقعة، ووجدتها. صور اثلجت قلبي الملتهب من الرعب. الكل يصيح: أيها الناس احذروا انها فتنة. ما أجمل العقل العراقي حين يعمل. اكتشفت انه ليس عقلا فقط بل ضمير لا يغيب وقت الشدائد. ليت السياسيين العراقيين اغترفوا ذرة منه.
لا اخفيكم انني قبل فتنة الأعظمية كانت يدي على قلبي ترتعش من شبح الحرب الأهلية في كل لحظة. لكني بعد ان فاجأني وعي العراقيين الذين كانوا في ساحة النار اقسم وأجزم بأن أحلام تجار الطائفية قد قبرت. هذا الشعب لن يقتل بعضه كما يحلم بعض الساسة من الطائفتين.
كان كيوم قيامة ذلك اليوم: يوم تبيضّ وجوه وتسودُّ وجوه. وقد اسودّت وجوه كقلوب أصحابها الذين ما ان سمعوا بالواقعة حتى تلقفوها بالبكاء والعويل باسم مصلحة الطائفة. بينما ابيضّ وجه العراقي كما وجه بغداد الأبيض من الصدق.
كم هو محزن ان يتحكم أصحاب النوايا السود برقاب أصحاب القلوب البيض. أي قدر أحمق هذا الذي ساق هؤلاء الذين لا تجد في ضمائرهم شهقة عافية ولا في جباههم ذرة خجل وهم يطبلون لحرائق الفتنة ويسعون لإشعال نارها بعد ان حرقوا اخضر العراق بيابسه.
سلاما للروح الوطنية التي أعادت الامل لنفوسنا. وقبلة لكل يد طاهرة أرجعت فئران الفتنة الى زواغيرها. وسلاما لبغداد التي انجبت أبناء كانوا لها حزام ظهر عند الفتن.
وسلاما للكاظمية والأعظمية. وسلاما حارا بحرارة الخوف على هذا العراق للإمامين موسى بن جعفر وأبي حنيفة النعمان.
العراق في الأعظمية
[post-views]
نشر في: 16 مايو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
Dyaraljaff
الصوت ليس ل عزت الدوري . وانه ميت . وانه فقط حرب المعنويات يقودها ازلام نظام البعث .ف عزت الدوري انتهت نهائيا العراق============ يوغسلافيا