إنما هي برهة من زمن ، عمرها سنوات طوال !! اختلط فيها العام بالخاص ، وتماهى في ثناياها العمومي بالشخصي ، وذاب في اتونها عنصر المصاهرة بينبوع الصداقة العذب . وانا ألمح - عبر المواقع - مؤيد البدري ، ذاك الحضور الطاغي البهي ، ألمحه معتليا محفّة ، يسمونها كرسياً ، نحيفاً ، شاحب النظرة ، مستسلماً لسطوة المرض ،فاسمع صدى صوته الصادح إثر كل خسارة فادحة …لا ، لا لا لا .لا
الصور المنشورة على المواقع سعّرت حنيناً جارفاً لسويعات بعيدة ، بعيدة ، ، هي اقرب من شغاف القلب لمضغة القلب .!
………
مؤيد البدري … واليوم ثلاثاء ،، والساعة هي التاسعة ،، وموسيقى حلاق إشبيلية تصدح في الذهن قبل السمع .والعنوان الذي لا تخطئ قراءته العين .. الرياضة في أسبوع ، والبرنامج الأثير لدى شباب الأسرة يزيح كل ما عداه من برامج ، يتربع على العرش ويفرض حضوره الطاغي .
كانت الأسرة تمتثل لرغبة الصبي ( آنذاك ) حيدر . وتجاري ولعه الغامر بالأنشطة الرياضية وبالذات متابعة كرة القدم ، وببرنامج مؤيد البدري على وجه الخصوص . ذاك الولع المترفع النزيه ، الأشبه بولع ناسك يهم بارتياد معبد .
يتنقل بنا البرنامج ( الرياضة في أسبوع ) باقتدار وخبرة ودراية ، شرقاً وغرباً ، ويمرجحنا شمالاً وجنوباً ، الأخبار فيه طازجة كرغيف خبز حار في طياته لطعة عسل . ومؤيد جالسا كان او واقفا، واثق النبرة ، جلي الصوت حين يبشرنا بفوز فريقنا، بادي الحسرة كظيم الحزن حين يعلن عن خسارة ، والصبي حيدر ، يتقافز كفراشة حول وهج النار ، مع كل ركلة ناجحة ، وصوت مؤيد يتهدج إثر كل ضربة جزاء ، يكاد يبكي من فرط الفرح لو تحقق فوز ،، أو ينكفي حزينا مهموما كلما تناهي صوت مؤيد يعلن عن اندحار او خسارة .
هي برهة عمرها ومضة ..اتخيل حيدر(الرجل) يتقافز قهراً ، حزناً ، وصورة مؤيد البدري على الكرسي المتنقل وصوته ( خافتاً ) يتسلل رويداً رويداً نحو مسامات الروح . يهتف باستسلام جلي:
كووووو..ووووو.وووووول
كــووو ..وووووووول .
نشر في: 17 مايو, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)