في عموده "موسم الانبطاح" أثار الزميل علي حسين شيئا من الفضول بداخلي للبحوشة في معنى "الانبطاح" لغويا وشعبيا. هذا المصطلح، الذي حوّله بعض السياسيين والسياسيات الى "جنحة" مخلة بالشرف، اخذ بعدا عشائريا يقال انه وصل الى "هدر الدم". ويقال أيضا انه وضعنا على اعتاب حرب عشائرية على غرار حرب البسوس أو أشد. فهل فعلا يستحق "الانبطاح" كل هذه الضجة؟
مختصر معنى الانبطاح لغويا: النوم او الاستلقاء على البطن او على الوجه. وفي الشعبي يقولون "نام چفي" أي انكفأ على وجهه. وجدت الكثير من القومجية والثورجية يستعملونه بمعنى الذم للضحك على عقول البسطاء. فهولاء عندهم من يسعى للسلم او نبذ العنف "انبطاحي". لكن الشهادة لله لم أجد للانبطاح معنى جنسيا مباشرا او غير مباشر.
في أيام الخدمة الإلزامية اوقعنا الحظ بيد العريف عبد علي الذي كان دائما يعاقبنا بالزحف. بسبب او بدونه يصيح بنا فجأة: انبطح! ويا ويله وويل يومه الما ينبطح. يمسك طرف شاربيه ونحن منبطحون وينادي: باطحا ازحف! كان فصيلنا كله تقريبا من أبناء الجنوب ومن عشائر معروفة. لم اجد فينا من فكر بالذهاب لشيخ عشيرته لينذر العريف عبد علي متهما إياه انه مسّ عرض ابنهم. آخر ما اتذكره من ذلك العريف "المعتور" انه عندما اخذونا للرماية في البسماية صاح بي: "باطحا امله". يقصد املأ البندقية وانت منبطح. والكل كان هناك منبطحا ويرمي.
ثم لو كان الانبطاح مخلا بالشرف لما كانت لدينا ناحية "البطحاء" التي يسميها اهلهه "البطحة". بالمناسبة هذه الناحية وضعها ليس مريحا بالنسبة لدولة القانون أيام ولاية المالكي الثانية. ففي انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة والتي جرت في العام 2013، احتلت القائمة التي كانت تنتمي اليها النائبة حنان الفتلاوي آخر مرتبة. بينما القائمة التي ينطق باسمها بليغ أبو كلل احتلت المرتبة الأولى. فهل لهذا الترتيب علاقة بما حدث بين الاثنين مؤخرا؟ الله اعلم.
وعلى طاري "البطحة" ومن باب ان الشيء في الشيء يذكر، ففي سوريا، وربما في لبنان أيضا، سمعنا هناك لأول مرة مصطلح "بطحة عرق". وانها زجاجة انيقة ومحبوبة حتى ان جورج وسوف تغنى بها:
والتقينا بشقرا حلوة ململمه
قالتلي: i love you .. you love me
قلتلها: جايب معي بطحة عرق.. بتوفر عليكي وعلي الترجمه
فهل يا ترى وفرت عليكم في هذا العمود ترجمة معنى "الانبطاحي" و "الانبطاحية"؟