اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خبر عاجل

خبر عاجل

نشر في: 17 مايو, 2015: 09:01 م

الحمد لله أن انتهت الأزمة "اللغوية" بفتح اللام، حول مصطلح الانبطاح، ووقى الله الناس شر حرب "عشائرية" في مرحلة عصيبة نواجه فيها إرهاب المفسدين والانتهازيين وإرهاب السذاجة السياسية في وقت واحد.
في كتابه الطريف "دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ" يكتب أريك دورتشميد: "هناك ثلاث مراحل للسذاجة السياسية، أولها حين يطلقها شخص غبي، والثانية حين يصدقها إنسان ساذج، والثالثة حين ينقلها ارعن، و الناس البسطاء غالبا ما تصدق سذاجة السياسيين، فهي تميل إلى تجريب كل ما هو غريب، مهما بدت هذه السذاجات غير معقولة، أو بعيدة عن التصديق"، ويضيف المؤلف: "وقد شهدنا كيف بدأت الحروب بالسذاجات قبل المدافع".
من الواضح أن كلاً من رؤساء وأمراء وملوك البلدان العراقية، يتعاملون مع الحالة العراقية بدرجة عالية من السذاجة، وإلا ما معنى هذا السيل المتناقض من التصريحات التي تقال هنا وهناك، تجعل الحقيقة تضيع عن الناس مثلما ضاعت دماء الضحايا الأبرياء، فيما الإرهابيون يسخرون منا ومن قادتنا الأمنيين الذين ما يزالون عبيد نظرية "كل شيء تحت السيطرة"؟!
يقول دريد لحام في مسلسله الكوميدي "سنعود بعد قليل" لأحد أصدقائه القدامى: "لا تهتم للمصائب. تعودنا على قبول كل شيء"، تذكرت هذه الجملة وانا ارى حالة التبلد التي أصابت سياسيينا خلال الأشهر الماضية، لم يعد مهما كم عدد الضحايا، ولا حجم الخراب الذي اصبح مؤخرا موضوعا يمكن أن يناقش في البرلمان، حيث استنهض النواب بالامس كل قواهم ليقرروا مناقشة التدهور الامني، ولكن ليس اليوم.. وانما غدا او بعد غد.. فماذا يعني ان يزداد عدد الضحايا، ما دام البرلمان – مشكورا – قرر أن يسأل: ما الامر؟ دمرت الموصل، وهجرت معظم اقضية الرمادي، وتحولت التفجيرات الى طقس يومي يعيشه العراقيون، ومع هذا الامر لايحتاج الى عجالة، ما دام هناك فاصل من الراحة لنوابنا الاعزاء يعودون بعده اكثر حيوية ونشاطا في مناقشة أحقية النائب بالراتب التقاعدي ومخصصات السكن والمصفحة التي تحافظ على حياته التي هي ثروة لايجوز التفريط بها.
يريد ان يقول لنا مجلس النواب، أن ذبح الناس كل مساء ليس مهما جدا، وأن الجريمة فقط في عدم الاتفاق على توزيع المناصب في الهيئات المستقلة، فالمسألة هنا ليست عدد الضحايا التي يتسبب بها الجهل والاهمال الامني، بل في تشكيل المحكمة الاتحادية التي يراد لها ان تصبح مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام عند الجارة طهران.
بدأت المسألة بخبر عاجل، ثم شريط سبتايتل، ثم مزيد من نشرات الاخبار كلها تشرح مواطن الخراب، كنا بلداً بلا فضائيات وصرنا شعبا يبحث عن ابنائه في عواجل الاخبار، بلاد لا مواطنين فيها، بل طوائف وقبائل، نسينا أنه كان هناك كلمة عراق وتعني الجميع بلا تمييز قبلي او طائفي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. علي الخياط

    أخي العزيز: ألأساس في التغير 2003 كان خطأ مقصودفي الخارطة العراقيةويبقى معك طول العمر أسأل اي مهندس بناءأو أسطةعماله لا يعرف القرائه والكتابه ولانظرية الأحتمالات

  2. ياسين عبد الحافظ

    للتاريخ،كانت الحالة اكثر بؤسا فى زمن صدام، لكن يبدو، والاكيد ان الجماعة كانوا يسمعون ولم يعيشوا الحالة...

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram