تنظيم داعش فرض سيطرته الكاملة على مدينة الرمادي، قتل مئات المدنيين، ومازال يحاصر احياء بأكملها، مفوضية حقوق الانسان في العراق حذرت من ارتكاب المزيد من الجرائم ترتقي الى الابادة الجماعية، في ضوء ذلك أعلن سفير الولايات المتحدة في بغداد ستيوارت جونز السبت الماضي أن نحو ألف صاروخ مضاد للعربات المفخخة ستصل إلى العراق في غضون الشهر المقبل، مؤكدا ان تسليح متطوعي العشائر مرهون بارتباطها بالقوات الامنية.
السفير الاميركي حفظه الله ورعاه تربطه بمسؤولين محليين في الانبار وممثلي المحافظة في مجلس النواب وبعض القادة السياسيين علاقات طيبة وصلت الى مرحلة "الدهن والدبس" العلاقة لم تستثمر حتى الان لتحرير مدن المحافظة من سيطرة تنظيم داعش، فضلا عن ذلك لم تتبلور رؤية موحدة بين الاطراف الثلاثة الحكومة المركزية والمحافظة والجانب الاميركي تعيد ترتيب الاوراق لانقاذ المدينة من نكبتها، قبل يومين من شن هجوم داعش اعلن عضو مجلس المحافظة اركان الطرموز استمرار تدفق عناصر داعش من جنسيات عربية واجنبية من سوريا الى الاراضي العراقية لشن هجوم واسع على مدينة الرمادي، تحقق يوم الجمعة الماضي، فتبددت صرخات استغاثة الطرموز الموجهة للتحالف الدولي والطيران العراقي لمعالجة الارتال القادمة من سوريا حاملة مختلف انواع الاسلحة الحديثة.
اكثر من مسؤول محلي في محافظة الانبار زار واشنطن وبحث مع مسؤولين اميركيين تسليح متطوعي العشائر لتعزيز قدراتهم القتالية والمشاركة مع الاجهزة الامنية لمحاربة الارهاب، عاد المسؤولون المحليون بروح معنوية عالية، واطلقوا تصريحات متفائلة بأن جميع الاهداف في طريقها للتحقيق مع حصول على دعم مالي لاعمار المحافظة، ثم خفت صوت التصريحات المتفائلة بعد نفاد الشحن الاميركي الخاص برفع المعنويات، في الشهر المقبل سيتوجه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الى واشنطن تلبية لدعوة رسمية للقاء مسؤولين اميركيين، وجدول الزيارة سيضمن العديد من القضايا ابرزها تسليح متطوعي العشائر، لحل هذا اللغز بحيث يحظى بموافقة الحكومتين المركزية والمحلية ودعم الاطراف السياسية كافة.
لتفادي استمرار حرب الابادة في الانبار، ارسلت الحكومة تعزيزات عسكرية الى قاعدة الحبانية لاستعادة السيطرة على المجمع الحكومي واحياء متفرقة بمدينة الرمادي، فصائل في الحشد الشعبي اعلنت استعدادها للوقوف مع متطوعي العشائر للمشاركة في العملية بوصفها جزءا من القوات المسلحة، تحرك قسم منها نحو الانبار من محور النخيب و توجهت فصائل أخرى الى الحبانية ومن هناك ستنطلق عملية عسكرية واسعة، لعلها تحقق اهدافها في وقت قريب وتسفر عن موقف وطني موحد يمهد لتحرير نينوى.
تحرير الانبار يتطلب موقفا وطنيا عاجلا بعقد اجتماع تشارك فيه جميع الاطراف ولاضير من الاستعانة بالحلفاء والاصدقاء لمساعدة العراق للخروج من محنته الامنية، اما الاصرار على ادارة الحرب بلعبة "حية ودرج" فيعني المزيد من الخسائر، وارتكاب جرائم ابادة اخرى بحق مدنيين منعتهم الاجهزة الامنية من عبور جسر بزيبز، وعلى جسر البزيبز بزبزوني.