مكسب كبير بالفعل للرياضة العراقية انتخاب رئيس اتحاد الجودو سمير الموسوي رئيساً لاتحاد غرب آسيا ونائباً للاتحاد الآسيوي للعبة في ظل الظروف الراهنة التي غابت فيها الكفاءات الرياضية المعروفة عن المناصب القيادية المهمة في الاتحادات العربية والآسيوية والدولية نتيجة التحرك العراقي الخجول تارة والمضطرب تارة أخرى إزاء استعادة الاعتبار في المكاتب التنفيذية للاتحادات الدولية التي كان بلدنا من قيادييها الاوائل في السبعينيات والثمانينيات قبل ان ينحسر تواجدنا نتيجة الحروب والمواقف السلبية مع الاتحادات العربية المؤثرة في الرياضة الدولية.
ان مواكبتنا عمل رئيس اتحاد الجودو سمير الموسوي إبان توليه الامانة المالية للجنة الاولمبية الوطنية لا يمكننا إلا ان ننصفه في منجزه الانتخابي الأخير الذي شهدته الكويت بوجود نخبة من رجالات اللعبة في الاتحادات الآسيوية الذين وضعوا ثقتهم فيه لما يتمتع من (كاريزما) قوية وخبرة رصينة ونزاهة مشتقة من خلقه الإنساني وتربيته الرياضية التي أثرت في محيطه المحلي بتبنيه مشروع تطوير اللعبة وزيادة رقعة ممارسيها في المدن العراقية كافة من دون تمييز أو محاباة.
ولم تكن سيرة الموسوي مع الجودو طارئة، بل تبنته بطلاً موهوباً يستحق الرعاية منذ صغره حتى اصبح مؤهلاً لحمل راية العراق في منافسات الجمهورية تدرجاً الى البطولات العربية ثم القارية والدولية، وحصد خلالها ميداليات التفوق ليكون لامعاً في اللعبة بشخصيته وسلوكه، ورافقته هذه الصورة في جميع المراحل التي اجتازها برغم صعوباتها وصولاً الى المهمة الأصعب في المحافظة على أمانة المالية لأكثر من 40 اتحاداً يعاني اغلبهم من مشكلات متراكمة منذ حقبة رئيس اللجنة الأولمبية السابق أحمد الحجية، فضلاً عن تصادم الموسوي مع اصحاب (اتحادات السفر والنقاهة) التي اثقلت هموم الاولمبية بمطالبها المالية قبيل ان يبادر بالتنسيق مع المكتب التنفيذي السابق على إعداد برمجة خاصة لتخصيصات الاتحادات حسب الانشطة والنتائج المتحققة وهي معادلة عادلة رفعت الغبن عن اتحادات حريصة ودؤوبة على الاستفادة من المعسكرات لمصلحة الابطال وحصد الميداليات وتحسين التصنيف العربي والدولي.
أمانة الموسوي على المال الأولمبي ألقت بظلالها على علاقاته مع المحيط الرياضي وأخص بالذكر المتضررين من سياسة الالتزام بالضوابط المالية ما وضعه طرفاً غير مرغوب فيه في امتحان الثقة اثناء انتخابات المكتب التنفيذي التي دخلها مرشحاً على رئاسة اللجنة الأولمبية الوطنية مع الرئيس الحالي رعد حمودي، وبطبيعة الحال لا نعني وضعهما في أوجه مقارنة لترجيح طرف على آخر، بل للتذكير بأن الموسوي لم يستحق الاقصاء المدوّي في قاعة التصويت خاصة إن أكثر من عضو هيئة عامة مسك شاربه له وخان كلمته! وهي عادة انتخابية ليست مفاجئة للموسوي وغيره بعد ان اصبح المشهد الانتخابي الرياضي المحلي قريباً من سيرك تتلاعب به المصالح في الخفاء لتحرِّك أكثر من بهلوان يرتدي القناع ويضع المساحيق الملونة على وجهه ليجيد دور (البلياتشو) بامتياز على خطى المطرب والممثل المصري المرحوم محمود شكوكو!
نجاح الموسوي خارجياً في تبوئ مناصب تنفيذية مهمة مقابل فشله داخلياً رسالة تستحق الوقفة وتتطلب مراجعة متأنية من اصحاب القرار إذ من غير الممكن أن تطيح به العلاقات المتهرئة وتحرم رياضتنا من خبرته في دعم أجندة الأولمبية الوطنية، وفي الوقت نفسه ترتقي وتتباهى به المعايير المهنية في اتحاد غرب آسيا وترشحه لقيادة اللعبة في منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي برغم الصراعات المعروفة بين مرشحي الاتحادات الإقليمية لشخصيات لها باع طويل في اللعبة لم تقاوم التصويت لصالح الموسوي.
مبارك الإنجاز الجديد للعراق على صعيد قيادة لعبة الجودو من القمة الآسيوية، ولعل هذا الفوز اللافت يحفز بقية اتحاداتنا التي تحظى بسمعة وتاريخ مشرفين أسوة بالجودو للاهتمام بالمقاعد التنفيذية التي ضاعت بسبب انشغالها بالتجاذبات الداخلية والفتن والمعارك التافهة من اجل اثبات الوجود وهي تعجز عن تأهيل شخصية واحدة من اتحادها لتمثيل العراق قارياً ودولياً بسبب امراض الحسد والبغض والمكائد التي ما فتئت تعبث بفرصتنا التي اصبحت للأسف ليست أكثر من عضوية لجنة في اتحاد عربي أو رقم هامشي في تعداد حملة انتخابية خليجية.. وا أسفاه يا عراق!
الموسوي.. وسيرك البلياتشو!
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2015: 09:01 م